اختار مندوبو الحزب الجمهوري الأميركي رسمياً حاكم تكساس جورج بوش الابن مرشحهم لخوض انتخابات الرئاسة، والتي ستجرى في السابع من تشرين الثاني نوفمبر المقبل. وفيما استعد بوش امس لإلقاء خطاب القبول، الذي يعتبر اهم محطة في الحياة السياسية للمرشح، وسط تحضيرات "هوليوودية"، شن ريتشارد تشيني مرشح الجمهوريين لمنصب نائب الرئيس حملة انتقادات عنيفة استهدفت الرئيس بيل كلينتون ونائبه آل غور، مما ينذر بمعركة رئاسية ساخنة، يصبح فيها كل الاسلحة مباحاً من أجل الوصول إلى البيت الابيض. وجاء خطاب تشيني ليل اول من امس لينهي رغبة جمهورية بالترفع عن الحملات الشخصية واعطاء صورة ايجابية معتدلة عن الحزب، وهو اسلوب اعتمد منذ اليوم الأول لمؤتمر الحزب، إذ تم تجنب التعرض لكلينتون وغور والتركيز على القضايا الانتخابية. لكن خطاب القبول لتشيني أظهر ان الجمهوريين وفروا الحملات العنيفة على الديموقراطيين للمرشح لمنصب نائب الرئىس، الذي كان يلهب الجماهير والوفود كلما ردد "حان وقت رحيلهم"، في إشارة الى انتهاء ولاية كلينتون خلال أشهر. وأثناء خطابه ركز تشيني على الربط بين كلينتون وغور وتصوير الأخير بوصفه استمراراً لكلينتون، وردد مرات: "جاءا معاً فليرحلا معاً... لا أحد يستطيع ان يذكر غور من دون ان يفكر بكلينتون". ولجأ تشيني إلى ما اعتاده نواب الرئيس: مهاجمة الخصم وجعل المرشح يبدو رئاسياً. فطوال الخطاب الذي حافظ فيه على نصف ابتسامة، ركز تشيني على ان بوش حين يصل الى البيت الابيض سيعيد "الاستقامة والشرف" الى منصب الرئىس، في اشارة واضحة الى سلوك كلينتون وعلاقته الجنسية بمونيكا لوينسكي. وتعهد تشيني ان تحدث ادارة جمهورية بقيادة بوش تغييراً في واشنطن. وجاءت حملته القاسية على كلينتون - غور بعدما وجه الرئيس الأميركي وزوجته هيلاري حملة انتقادات ضد الجمهوريين، تتهم فيها مؤتمرهم بأنه عرض يحاولون فيه "اخفاء هويتهم الحقيقية". وذكرت مصادر حملة غور انه طلب من البيت الأبيض وقف حملته على الجمهوريين، لأنها تضر غور الذي يحاول بصعوبة فصل نفسه عن كلينتون في هذه المرحلة من الانتخابات. وانتقد تشيني الرئيس وغور لهدرهما "سنوات الازدهار" بسبب عدم وجود هدف في البيت الابيض. ورشح الحزب الجمهوري بوش الابن رسمياً بعد انتهاء تعداد أصوات الوفود من كل الولايات، وتابع بوش نتائج التصويت من غرفة في فندق وسط مدينة فيلادلفيا، وعلق مازحاً: "لا تعرف النتيجة إلاّ بعد الادلاء بالصوت الأخير". وعلى رغم تقدمه في استطلاعات الرأي، يرى الجمهوريون والمراقبون ان على بوش ان يقدم نفسه في شكل أوضح الى المستقلين وأولئك الذين لم يحددوا رأيهم بعد. وبسبب تقارب أرقام الاستطلاعات يصبح هؤلاء العنصر المقرر لنتائج انتخابات الخريف. وسبقت إلقاء خطاب القبول تحضيرات "هوليوودية" للمناسبة التي نُقلت وقائعها إلى عشرات الملايين من الناخبين في منازلهم، وستكون لأرقام الاستطلاعات بعد المؤتمر اهمية خاصة كونها تعكس مدى تقبل الناخبين برنامج عمل المرشح واقتناعهم بمزاياه الرئاسية.