قبل سنتين تقريباً، قدمت مجموعة كرايزلر عبر فرعها المتخصص في سيارات الدفع الرباعي، الجيل الجديد من جيب غراند شيروكي. وفي ظل المنافسة العاتية التي تشهدها هذه الفئة من السيارات، ومع دخول سيارات جديدة متطورة على الخط، شأن مرسيدس فئة ام وغيرها، أخضع غراند شيروكي لبرنامج تطوير متكامل طاول كل شيء فيه، فلم يرث الجيل الجديد عن سابقه إلا... المرآة الداخلية ومصفاة الزيت!. التجديد في سيارة غراند شيروكي طاول كل شيء، فتصميمها الخارجي حافظ على معالم الجيل السابق، إلا أنه جاء بخطوط جديدة تخفي أبعاداً كبيرة، انعكست ايجاباً على حجم مقصورة الركاب التي أعيد تصميمها بالكامل. وتحت غطاء محركها وضعت تجهيزات ميكانيكية جديدة تبدأ مع محرك من 8 اسطوانات على شكل 7، سعة 7،4 ليتر، وتنتهي مع نظام نقل حركة متطور حضر خصيصاً لينافس أفضل أجهزة نقل الحركة المتوافرة في سيارات الدفع الرباعي. وعلى رغم أن معظم زبائن غراند شيروكي يستعملونها يومياً كسيارة ركاب عادية وعلى طرق معبدة، خضع جهاز التعليق أيضاً لتطوير مهم تناول مواصفات التماسك وقدرة التحمل وراحة الركاب على الدروب غير الممهدة والوعرة، خصوصاً أن الجيل القديم منها أثبت جدارته في سباقات "جيب جامبوري"، يدعمه أنه يتمتع بصلابة عالية وبقدرة على التحمل لا تقل عما يميز "الشقيق" جيب رانغلر. جديدة بالكامل مع الجيل الجديد، بات تصميم الهيكل الخارجي اكثر ديناميكية ورشاقة اذ اصبحت المصابيح الامامية دائرية ومغطاة بطبقة زجاج شفافة وماسية تشبه الجوهرة. أما الواجهة الامامية، فتخلت عن الزوايا القاسية وباتت اقل حدة واكثر انحناء. وهذه الزيادة في إنحناء الواجهة الأمامية تكررت مع الزجاج الأمامي الذي يتصل بسقف مقوس يعزز عوامل الإنسيابية ويخفض نسبة الجر ويسهل بالتالي عملية إختراق غراند شيروكي الهواء على السرعات العالية . اما المؤخر، فيتميز بمصابيح ثلاثية الألوان تضفي طابعاً أنيقاً على التصميم الخارجي العام. وقد حافظ الجيل الجديد من غراند شيروكي على طول قاعدة العجلات نفسها، الا ان عرض السيارة الإجمالي زاد بمعدل 5،2 سنتم، في مقابل 11 سنتم لطولها و5،5 سنتم لإرتفاعها. وانخفض ارتفاع العتبة المسافة بين الأرض وأسفل الأبواب بنسبة 8،2 سنتم، الأمر الذي سهل دخول السيارة، في وقت ازداد ارتفاع المقاعد عن أرضيتها بمعدل 5،2 سنتم. في الداخل، يلاحظ المرء أن مقصورة الركاب توفر مستويات عالية من الترف والفخامة، سواء كان ذلك لجهة نوعية المواد المستخدمة، أم لناحية التصميم العام للمقصورة، يدعمه مزج مثالي للمواد والأقمشة وزيادة في نسبة الأسطح الناعمة الملمس. واصبح في إمكان السائق الوصول الى كل انظمة التحكم الرئيسية، في سهولة بالغة، لأنها جمعت على عمود المقود الذي ضم أيضاً مفاتيح التحكم في نظامي الاستماع الموسيقي المتطور وبرمجة السرعة على الطريق. ثم أن قسم التصميم لدى جيب أولى مقصورة القيادة عناية كبيرة، ليخرج بلوحة قيادة ذات تصميم عصري متطور، تم فيها التركيز على سهولة استعمال أجهزة السيارة وقراءة عداداتها مع عدم إغفال تزويدها جيوباً عدة لتوضيب الحاجات الصغيرة. وفي مجال عوامل الراحة في غراند شيروكي الجديدة، عملت جيب أيضاً على زيادة مساحة مساند الرأس الأمامية بمعدل سنتيمترين في مقابل سنتم واحد للخلفية، بينما زيدت مساحة الجلوس على المقعد الخلفي بنسبة 7،8 سنتم. أما حجم مقصورة التحميل، فارتفع بدوره بمعدل 24 ليتراً ليبلغ 1104 ليترات، ترتفع إلى 2047 ليتراً بعد طي المقعد الخلفي يمكن طي هذا الأخير جزئياً أو كلياً، خصوصاً أن العجلة الإحتياطية وجدت لنفسها مكاناً في قعر صندوق الأمتعة. محركات جديدة ونظيفة أظهرت الاستفتاءات التي أجرتها كرايزلر على سيارتها جيب غراند شيروكي أن استهلاك الوقود المرتفع يعتبر من نقاط ضعف السيارة، لذلك تم الإستغناء عن المحرك القديم المؤلف من 8 أسطوانات على شكل 7، سعة 5 ليترات، وحل محله آخر جديد بالكامل من طراز باورتك في 8، يعتمد تقنية الأسطوانات الثماني على شكل 7، ولكن بسعة 7،4 ليتر. ويولد هذا المحرك قوة أعلى من سابقه تصل الى 235 حصاناً عند 4800 دورة في الدقيقة مع عزم دوران يبلغ 5،39 م كلغ عند مستوى 3200 دورة في الدقيقة. ويتميز هذا المحرك إلى جانب ليونته ومرونته في العمل، باستهلاكه المتدني للوقود والذي يبلغ نحو 12 ليتراً لكل 100 كيلومتر وبانخفاض بنسبة 30 في المئة لانبعاثاته من غازات العادم الملوثة للبيئة. والى هذا المحرك العامل على البنزين، وفرت جيب محركاً جديداً آخر من فئة الديزل العامل على المازوت، مزوداً جهاز تيربو. ويتألف من 5 اسطوانات متتالية، سعة 1،3 ليتر بقوة 138 حصاناً إلى جانب عزم دوران اكبر. ومن جهة أخرى، تم تحسين محرك الليترات الأربعة المكون من 6 اسطوانات على شكل 7، لترتفع قوته إلى 195 حصاناً وتنخفض نسبة إصداراته من الغازات السامة بنسبة 30 في المئة. علبة تروس... مزدوجة! توفر جيب لغراند شيروكي المزود محرك الأسطوانات الثماني علبة تروس أوتوماتيكية جديدة بالكامل، تتحكم الإلكترونيات بتعشيق نسبها الخمس، وقد حملت تسمية 45 آر اف إي. وهذه العلبة تتميز بأنها تتماشى في تشغيلها مع متطلبات السائق وأسلوب القيادة. فقد جهزت سرعةً أولى نسبتها قصيرة جداً تبلغ 00،3 الى واحد، وتؤمن تسارعاً مبدئياً فاعلاً، وبالأخص على الطرق غير الممهدة، او عند جر المقطورات الثقيلة. وهذا أمر ضروري في المناطق السياحية المجاورة للشواطئ والبحيرات حيث يكثر جر المراكب او مقطورات السكن الصغيرة. ولتسهيل عملية القطر، اعتمدت جيب النسبة الأولى نفسها للسرعة الخلفية. اما في ما يتعلق بالنسب الاخرى، فعددها ثلاث. لكن تجهيز هذه العلبة بنسبة ثانية "رديفة" - كما اطلقت عليها جيب - رفع عدد النسب الاجمالية الى خمس، ولنجد أن علبة التروس هذه مزودة نسبتين تحمل كل منهما تسمية النسبة الثانية. الاولى قصيرة المدى وتبلغ نسبتها 67،1 الى واحد، أما الثانية، فطويلة المدى وتبلغ نسبتها 50،1 الى واحد، وتعمل النسبتان بالترادف في ما بينهما تبعاً لمتطلبات القيادة، أي استناداً إلى سرعة السيارة وقوة الضغط على دواسة الوقود. وليتم تعشيق النسبة القصيرة تلقائياً عند طلب التسارع، او حين تكون الطريق منحدرة، بينما يتم تعشيق رديفتها بنسبتها الطويلة خلال السير العادي. نظام تماسك فريد إحدى أبرز ميزات غراند شيروكي الجديد، نظام نقل الحركة الرباعي كودرا - تراك 2، الذي يعمل بالتنسيق مع نظام الحجز المتبدل لعمل التروس التفاضلية، الأمر الذي يوفر تماسكاً مثالياً لغراند شيروكي مع الطريق. ويتولى نظام كودرا - تراك 2 المطور تحويل معظم الحركة الى عجلات المحور الخلفي، لينقلها أوتوماتيكياً، وفي شكل تدريجي، الى عجلات المحور الامامي عند بدء انزلاق اي منها. وقد دعم نظام كودرا - تراك 2 بجهاز فاري - لوك الذي يحد من انزلاق الترسين التفاضليين الامامي والخلفي، ويعمل في الوقت نفسه على التنسيق في نقل الحركة بين العجلتين المتقابلتين في كل محور، وبالتالي بين العجلات الأربع للسيارة، ولكل منها على حدة، الأمر الذي يسمح بنقل الحركة عند الحاجة إلى إطار واحد فقط، ولو كان هذا الاطار أمامياً، ما يضمن للسيارة قوة الاستمرار في السير على الطرق الزلقة او الضحلة. ويتم تشغيل نظام الحجز المتبدل لعمل التروس التفاضلية من خلال مضخة الزيت الدوارة نفسها الموجودة في علبة نقل الحركة والتي تتولى المفاضلة في نقل الحركة بين محوري السيارة الامامي والخلفي، علماً أن علبة نقل الحركة هذه تحتوي ايضاً نسبة مخفوضة تبلغ 2،2 الى واحد تعمل عند تعشيقها على مضاعفة عزم الدوران في الطرق الرملية او الضحلة جداً. متماسكة ومريحة معاً على رغم اعتمادها على محاور خلفية وأمامية ثابتة، تعتبر غراند شيروكي الجديدة من سيارات الدفع الرباعي القليلة التي توفر راحة التعليق والتماسك العالي مع الطريق. ويعود الفضل في ذلك إلى جهاز تعليقها الجديد الفاعل الذي يعتمد في الخلف هندسة الارتباط الثلاثي مع اذرع متأرجحة سفلى تحد من الوزن غير المضبوط وتخفف من تأثيره السلبي في جسم السيارة، وبالتالي في مقصورة الركاب. ومن ناحية أخرى، عزز نظام التعليق الامامي إثر تزويده قضيباً هيدروليكياً مقاوماً للانحناء بقطر ضخم وأقوى بخمسة اضعاف من السابق، كما هي حال أذرع التحكم الخلفية، ما أدى إلى خفض انحناءات السيارة في المنعطفات. ولرفع مقومات راحة التعليق، جهزت غراند شيروكي مصاصات صدمات عاملة بضغط الغاز مع نوابض معدن حلزونية معدلة للعجلات الأربع تختفي خلف إطارات بقياس بي 245 / 40 آر 16، زادت بدورها من نسبة تماسكها وتجاوبها، يدعمها نظام مساعد للمقود يقوم على ترس معدل يؤمن الشعور بالطريق على مختلف السرعات، كما حال المقود الذي يعتمد مبدأ الجريدة والبنيون الذي تجهز به سيارات الركاب العادية. [email protected]