قوّم رئىس الحكومة اللبنانية سليم الحص ونائبه وزير الداخلية ميشال المر العملية الانتخابية التي اجريت في محافظتي جبل لبنان والشمال وتداولا في الاستعدادات الجارية للمرحلة الثانية من الانتخابات النيابية في بيروت والجنوب والبقاع الاحد المقبل. ونقل المر عن الحص ارتياحه الى النتائج التي اسفرت عنها الجولة الاولى. في هذه الاثناء، اجمع النواب المنتخبون في تصريحاتهم على ابداء ارتياحهم الى الانتخابات. وفيما واصل عدد منهم انتقاده لممارسات السلطة، دعا آخرون الى مصالحة وطنية والى "الانفتاح بعضنا على بعض". فاعتبر الوزير سليمان فرنجية "ان على الجميع ان ينحنوا امام ارادة الشعب الذي قال كلمته". وقال: "يجب ان نقبل بعضنا بعضاً وان يعيد الجميع حساباتهم، ونكون جميعاً لخدمة الشعب ونضع الماضي وراءنا وننفتح بعضنا على بعض فيقبل بعضنا بعضاً". واذ اكد بعد لقائه البطريرك الماروني نصرالله صفير ارتياحه الى نتائج الانتخابات، رفض التعليق على مسألة التدخلات في العملية الانتخابية. وقال: "لا اريد الدخول في هذا الموضوع، ومن قال هذا الكلام اسألوه هل ما زال على رأيه في هذا الموضوع؟ وهؤلاء ايضاً غيروا رأيهم وسمعنا تصريحاً للرئيس عمر كرامي ينفي التدخلات، ويقول ان الجو ديموقراطي، وانا استشهد بكلامه". وعن التحولات التي افرزتها الانتخابات في وصول اشخاص جدد، خصوصاً في المتن والشوف، قال فرنجية: "ان الشعب قال كلمته في كل مكان، والأهم ان الانتخابات كانت نزيهة، والدولة كانت ترعى انتخابات نزيهة ولم تتدخل سياسياً او تدعم احداً، على رغم قول الرئىس سليم الحص ان للدولة اصدقاء". وعن رأيه في الوضع قبل ايام من انتخابات بيروت، قال: "لن تختلف عن انتخابات الجبل والشمال والنتائج يقررها الشعب، وبعد الفرز سنرى ماذا سيحصل". وعن القول ان معركة الانتخابات النيابية هي معركة رئاستي الجمهورية والحكومة، قال فرنجية: "ان المعارك الانتخابية هي الانتخابات النيابية سنة 2000، ورئاسة الحكومة يحددها الجو السياسي بعدها. ونحن ننتظر النتائج في بيروت والبقاع والجنوب، وبعد ذلك يتقرر مصير رئاستي الحكومة والمجلس النيابي ويجب ان يكون الحكم والدولة صورة عن ارادة الناس". وعن امكان وصول الرئيس رفيق الحريري الى رئاسة الحكومة بسبب تقرب بعض الفائزين في الجبل والشمال منه قال: "اتمنى ان يكون الرئىس الحريري في رئاسة الحكومة، لكن كل شيء تحدده نتائج الانتخابات، فإذا لم يحصد الرئىس الحريري ارقاماً في بيروت، فهذا يغير كثيراً في الامور، والشعب في النهاية هو مصدر القرار، ونحن عندنا خط سياسي ومن خلاله نراقب الاجواء". وعن القول ان الفائزين معارضون للسلطة، سأل فرنجية: "هل نحن بعيدون من الحكم؟ نحن لا نعتبر انفسنا كذلك. قد يكون الحكم يعتبر نفسه بعيداً منا، لكننا نحن معه، ومع الرئىس اميل لحود، نحن على خط واحد، وكنّا في خندق واحد في المعركة الرئاسية وكل ما انتقدناه سنظل ننتقده نقداً بناء، والذي كنّا نقوله برهنت نتائج الانتخابات اننا كنّا على حق فيه، وما شكونا منه هو لمصلحة العهد ومن غيرتنا عليه، ونتمنى ان يروا الاخطاء في المرحلة المستقبلية ويعيدوا حساباتهم ونحن الى جانب الرئىس لحود ولن نكون بعيدين منه". وعن كلامه على مدّ اليد الى الجميع، قال: "اننا لمصلحة الشمال وانمائه وفي الوقت نفسه لكل واحد خصوصياته، نعتبر ان الاستمرارية هي في السياسة لا بعدد المقاعد". ودعا وزير النقل والاشغال العامة النائب المنتخب نجيب ميقاتي الى "نضج سياسي يعتمد التواصل الدائم لا الحضور الذاتي والتشاور المستمر لا التفرد بالرأي والتفاعل الحقيقي لا الانفعال"، مؤكداً انه يمد يده الى الجميع "لما فيه مصلحة طرابلس والشمال وكل لبنان"، وقال في مؤتمر صحافي امس ان "من المبكر الحديث عن موضوع رئاسة الحكومة"، معتبراً ان "الانتخابات النيابية للعام 2000 ستؤرخ بداية مرحلة جديدة من العمل". وقال ان "بعض الخروق اكبر برهان على نزاهة الانتخابات، إضافة الى ما حصل في كل لبنان". واضاف ان "هذا مؤشر جيد لمصلحة الحكم والحكومة". ونوّه النائب نسيب لحود بالناخب المتني الذي تحلى بدرجة عالية من الوعي. وقال ان "قوى المعارضة التي نجحت ودخلت المجلس النيابي الجديد، انما دخلت بوكالة شعبية عارمة تسمح لها أن تقود التغيير، وان تضع حدوداً لهذه السلطة التي قوضت خطة الاصلاح السياسي". وقال النائب المنتخب فؤاد السعد بعد لقائه صفير: "كان لدينا تخوف من مجرى العملية الانتخابية والضغوط التي يمكن ان تمارس، وقد مورست في المدة التي سبقت يوم الانتخاب، ولكن في يوم الانتخاب لا بد من ان نسجل ان جواً من الحرية رافقه، لذلك لم يحصل ما يعكّر صفو العملية واذا استمرت المرحلة المقبلة على المنحى نفسه ستكون هذه الانتخابات افضل بكثير من سابقاتها". واشار نائب كسروان المنتخب الوزير السابق جورج افرام الى "ان الوزير المر لم يفِ بوعد قطعه له قبيل الانتخابات، كان يقضي أن تصدر وزارة الداخلية تعميماً للمسؤولين عن اقلام الاقتراع وفرز اصوات الناخبين بالاحتفاظ بالأوراق الانتخابية التي تحمل اسم جورج افرام وعدم اتلافها بغية حسم اي اشكال قد يحصل، كما حدث في عدد كبير من اقلام الاقتراع في شأن اسمه، نظراً الى ترشح شخص آخر يحمل الاسم نفسه". وقال: "ان عدد هذه الاوراق كبير في 350 قلم اقتراع في منطقتي جبيل وكسروان وهي اتلفت". واكد النائب المنتخب بيار أمين الجميّل ان فوزه بأحد المقاعد المارونية في المتن الشمالي "اثبت ان خيار الناس كان سياسياً ولم يكن خدماتياً". وقال ان "النتيجة كانت استفتاءً شعبياً". وتمنى في حديث الى إذاعة "صوت لبنان" ان "تكون الانتخابات النيابية مدخلاً لمصالحة وطنية واسعة". ودعا النائب المنتخب إميل إميل لحود إلى مساعدة رئيس الجمهورية على تطبيق خطاب القسم، معتبراً أن الانتخابات كانت نزيهة "على رغم كل ما قيل، وأن الخروق هي نتيجة الديموقراطية". وأعلن الدكتور نزار يونس أنه سيطعن في نتائج الانتخاب في قضاء البترون في دائرة الشمال الثانية نجح فيها بطرس حرب وسايد عقل، "لأن الأرقام التي أفرزتها الصناديق وسجلها مندوبي، تظهر أنني الفائز".