واشنطن - أ ف ب - يبرز الجمهوريون حجة جديدة في اطار السباق الى البيت الابيض: لقد حولت ثماني سنوات من الادارة الديموقراطية الجيش الاميركي الى قوة آفلة ذات موازنة ضعيفة وغير جاهزة للقتال. لكن المرشح الديموقراطي الى الرئاسة آل غور رفض هذه الانتقادات التي ساقها منافسه الجمهوري جورج بوش، مشيراً الى ان موازنة الدفاع ارتفعت في عهد الرئيس بيل كلينتون. واعتبر ايضاً ان الخفض الضريبي الذي يقترحه خصمه سيقلص الموارد الضرورية لمواصلة تحديث الجيش الاميركي. لكن اسئلة فعلية حول اولويات الجيش الاميركي وتحدياته المستقبلية والطريقة التي يفترض ان يتطور بها لمواجهة هذه التحديات تبرز من هذا الجدل الانتخابي. واعتبر الخبير العسكري اندرو كريبينيفيتش ان "جيشنا جاهز للقتال الى حد معقول"، مضيفاً: "لقد نجحنا في تحويله الى قوة اصغر من تلك التي كانت لدينا خلال الحرب الباردة". لكنه اوضح ان الولاياتالمتحدة "لم تنجح تماماً" في تحويل الجيش الى قوة جاهزة لمواجهة التحديات المتعددة الاشكال لمرحلة ما بعد الحرب الباردة. ومنذ تفكك الاتحاد السوفياتي تقلص عديد الجيش بشكل كبير: فالجيش الاميركي يضم الآن 4،1 مليون شخص في مقابل 2،2 مليون شخص قبل 1991. وانخفض عدد الفرق الناشطة في القوات البرية من 18 الى 10، في حين باتت للبحرية 12 مجموعة هجومية بدلاً من 13، وتقلص عدد مجموعات سلاح الجو الى 12 بدلاً من 22. أما الهدف فهو المحافظة على قدرات تسمح بمواجهة النزاعات الرئيسية في كوريا وفي الخليج. لكن خفض العديد يثير استياء العسكريين الذين عليهم ايضاً ان يكونوا مستعدين للتدخلات الطارئة وخصوصاً في البلقان. وطلب القادة العسكريون الذين اقلقهم انتقال الطيارين الى القطاع الخاص والنقص في قطع الغيار وخفض تدريبات القوات، من الرئيس بيل كلينتون قبل عامين زيادة موازنة الجيش لوقف هذا التدهور. واستجابت الادارة الديموقراطية للطلب. فقد قررت عبر خطة خمسية بدأت هذه السنة منح الجيش الزيادة الاولى في النفقات العسكرية الطويلة المدى منذ انتهاء الحرب الباردة. وزادت رواتب العسكريين بنسبة 8،4 في المئة هذه السنة، وهناك زيادة مقررة بقيمة 7،3 في المئة للسنة المقبلة. واستعادت فرقتان في القوات البرية قدراتهما بعدما اعتبرتا في وقت سابق انهما غير جاهزتين للقتال في حالات النزاعات الكبرى بسبب مشاركة العديد من عناصرهما في مهمات حفظ سلام. وقال وزير الدفاع وليام كوهين في الاسبوع الماضي "اننا جاهزون ومستعدون. معنويات قواتنا تتحسن". واعتبر لورنس كورب، الخبير في مجلس العلاقات الخارجية، ان الاتهامات التي تقول ان الموازنة العسكرية غير الكافية ادت الى اضعاف الجيش "هي خرافة لانها تستند الى مقارنة بين الجيش الحالي وبين مرحلة السباق الى التسلح الذهبية في عهد ريغان". وفي حين لم يعد للولايات المتحدة منافس فعلي على الصعيد العسكري فان موازنة الدفاع الاميركية لا تزال الى حد بعيد الاكبر في العالم، اذ بلغت 289 بليون دولار في العام الفين. وفي المقابل، انفقت الصين وروسيا سوياً حوالي 117 بليون دولار في 1997، وفق تقرير لوزارة الخارجية. اما فرنسا فانفقت في العام نفسه 42 بليون دولار حسب التقرير نفسه. ويشير الخبراء الى ان البنتاغون سيواجه في المستقبل مشكلة في موازنته، لكنها ستتعلق باستبدال الاسلحة القديمة.