في لائحة جديدة كانت "أشمل" من سابقاتها، قسمت السلطات العراقية الادباء والكتاب والاكاديميين المقيمين في دول عربية واوروبية اضافة الى الولاياتالمتحدةواستراليا الى فئات ثلاث : الاولى حملت عنوان "المرتدون" وضمت 75 اسماً، والثانية ضمت الادباء الذين غادروا "بحثاً عن العمل" وضمت 190 اسماً، والثالثة ضمت الادباء الذين "ظلت مواقفهم متأرجحة في الوسط" وعددهم 38 اسماً. وكان لافتاً في اللائحة الجديدة التي نشرتها صحيفة "الزوراء" الاسبوعية الناطقة باسم نقابة الصحافيين العراقيين في عددها الصادر يوم الخميس 27 تموز يوليو عدد من الاخطاء في توصيفات الكتاب ومكان اقامتهم وحتى اضفاء الاحكام على مواقفهم من القيادة العراقية. ففي موقع "الوسط" نجد ادباء وكتاباً عرفوا في مواقف "معارضة" مثل الشعراء: هاشم شفيق، وفوزي كريم، وصادق الصائغ ومظفر النواب، والكتاب: ابراهيم احمد وفاضل الربيعي وشاكر الانباري وقد أصبحوا من الذين "ظلت مواقفهم متأرجحة". اما فئة الذين "غادروا بحثاً عن العمل" فضمت المسرحي المعروف جواد الاسدي والكاتب علي الشوك والشاعر فاروق يوسف، اضافة الى عشرات الاسماء من الادباء والكتاب الذين قبلوا "لاجئين" في دول غربية بوصفهم "عانوا قمعاً واضطهاداً". وقابل الادباء العراقيون المقيمون في الاردن لائحة "الزوراء"، التي يرأس مجلس ادارتها عدي صدام حسين، بمشاعر اختلط فيها الغضب مع الألم فقال الشاعر هادي ياسين الذي اعتبر "مرتداً" : "هذه هي المرة الثانية التي أصنف فيها مرتداً .. بقدر ما فقد هذا الاعلان الوارد من سلطات النظام في بغداد مفاجأته، الا انني اشعر بشيء من اليأس حيال موقف المثقفين العرب الذين اعتادوا الصمت عن ما يتعرض اليه زملاؤهم العراقيون". ووصف رئىس "الاتحاد العام للكتاب والصحافيين العراقيين" عبدالغفار الصائغ المقيم في عمّان ورود اسمه ضمن لائحة "المرتدون" بأنه "وسام جديد يمنحه النظام الى نخبة طيبة من المثقفين والكتاب والادباء والصحافيين العراقيين حين يطلق عليهم تسمية، او لقب، "المرتدون"، كما انه ارتداد فعلاً عن شرع الظلم والقمع ودولة اللاقانون الذي يميز النظام في بغداد". واكد ان هذه التسمية "مرتد" هي "وسام سيرفعه كل مرتد امام شعبه بوصفه سبّاقا لكشف حقيقة النظام وارتداده الفعلي عن كل ما هو وطني وقومي شريف وانساني". وختم الصائغ: "لا تحزننا هذه التسمية بل تدفعنا الى الصلابة في الانتماء لقضية الشعب العراقي وعملنا لانقاذه من الطغمة المرتدة الحاكمة". وقال الشاعر عبدالخالق كيطان الذي يستعد لمغادرة الاردن الى استراليا بوصفه "لاجئاً" ان "التسميات والتوصيفات أصبحت فاقدة معناها اذا ما تعلق امرها بخطاب النظام الحاكم في بغداد، فالطاغية ضحية وغزو الكويت قدر الهي، والحرية عمالة للاجنبي، وحقوق الانسان مخطط ضد العروبة، وقصيدة النثر رتل خامس والانفتاح مراهقة سياسية، ومن هنا لامفاجأة من وصفي مرتداً ويكفيني ان طين العراق يطبع كل شيء في كتابة وحياة".