في سياق الوضع السياسي الخطير الذي يواجه حالياً ايهود باراك رئيس الوزراء الاسرائيلي المحاصر، والذي انهار ائتلافه الحكومي، ويسعى خصومه الى الاطاحة به، يوجّه يوسي بيلين وزير العدل الاسرائيلي نداءً ملحّاً غير مسبوق من اجل انجاز تسوية سياسية مع الفلسطينيين والعرب، يكون قادراً بالاستناد اليها على خوض انتخابات جديدة من موقع قوة. ولكن هذا الإلحاح على اهمية انجاز التسوية، لم يترافق مع مواقف اسرائيلية "مرنة"، وبخاصة في الموضوع الفلسطيني. ففي صدد قضية عودة اللاجئين كرر بيلين في مقابلته مع "الحياة" راجع ص8 الموقف الاسرائيلي المعروف القائل برفض عودة اللاجئين الفلسطينيين لأن ذلك سيعني "نهاية الدولة العبرية"، وركّز على التعويض، والتوطين، وحق العودة الى الدولة الفلسطينية. ولمّ شمل العائلات، واصفاً هذا الحل بأنه يعني في النهاية وعند التوقيع انه "لن يكون هناك شخص فلسطيني واحد في العالم لديه وضع لاجئ". ورفض بيلين ان تتحمّل اسرائيل مسؤولية خلق قضية اللاجئين، قائلاً إن ذلك مسؤولية الفلسطينيين بسبب الخطأ الذي ارتكبوه عام 1947. ولم يخرج حديث بيلين في قضية القدس عن اطار ما طرح في قمة كامب ديفيد، فقال: "إن على الفلسطينيين ان يعترفوا بالاحياء الاسرائيلية في القدسالشرقية، ويدرك معظمنا ان علينا ان نسلّم بأن الأحياء والقرى التي أُلحقت بالقدس هي فلسطينية"، وقال ان "على الفلسطينيين ان يدركوا ان جبل الهيكل المسجد الاقصى هو بالنسبة الينا أقدس الأماكن... انه أقدس بالنسبة إلى اليهود من حائط المبكى". وقال بيلين بصدد المسجد الأقصى الذي يصرّ على تسميته ب"جبل الهيكل"، ان "جبل الهيكل ليس اسلامياً فقط، انه مكان مقدس جداً بالنسبة إلى الىهود، دينياً لمن هم متديّنون، وتاريخياً لمن هم ليسوا كذلك". وعند سؤاله عن مسألة السيادة في القدس، لم يتردد بيلين في وصف مسألة السيادة بأنها "ثانوية".