غزة - "الحياة"، رويترز، أ ف ب - قال أحد كبار مساعدي الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات الاثنين ان الزعيم الفلسطيني يعتقد بأن مفاوضات السلام الجارية في قمة كامب ديفيد مع رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود باراك تمر بمرحلة صعبة من دون بادرة باحراز تقدم. واضاف الطيب عبدالرحيم الامين العام للرئاسة الفلسطينية، انه تحدث مع عرفات ليل الاحد - الاثنين ونفى ما رددته انباء اسرائيلية عن قرب التوصل الى اتفاق شامل بشأن كل القضايا الرئيسية باستثناء القدس. ومضى يقول انه لم يتم التوصل الى اتفاق بشأن اي من القضايا المطروحة على طاولة المفاوضات بما في ذلك القدس والحدود والاقتصاد واللاجئون والامن والمستوطنات والمياه. واستطرد: "لم يغلق اي ملف". وقال: "الرئيس عرفات يرى ان المفاوضات تمر بمرحلة بالغة الصعوبة نظراً لعدم تحقق اي تقدم بشأن القضايا المطروحة للنقاش" وأعرب عبدالرحيم عن أمله في ان يعطي وجود الرئيس الاميركي زخماً للعملية التفاوضية المتعثرة قائلاً: "نحن دائماً قدرنا دعم الرئيس كلينتون لعملية السلام ونأمل ان تقوم الادارة الاميركية بحمل الجانب الاسرائيلي على الالتزام بمرجعية عملية السلام". واضاف انه ليس بالإمكان التوصل الى حل شامل من دون عودة القدسالشرقية الى السيادة الفلسطينية، متهماً اسرائيل بالتنصل من التزاماتها المحددة في اتفاقات السلام. وعن القدس قال عبدالرحيم للصحافيين امس: "نحن على استعداد كما اعلنا دائماً ان تكون القدس مدينة مفتوحة وننظر باهتمام الى اهتمامات الطرف الآخر بالقدس وهي الوصول الى حائط المبكى او الحي اليهودي في القدس". واضاف: "ان حل قضية القدس معروف تماماً لجميع الاطراف حسب مرجعية عملية السلام بعودة السيادة الفلسطينية، والقرار 242 ينطبق على القدس كما ينطبق على جميع الاراضي العربية المحتلة ايضاً". وبدا ان عبدالرحيم كان يرد بذلك على تصريحات ادلى بها امس عن القدس وزير العدل الاسرائيلي يوسي بيلين. واكد عبدالرحيم استعداد السلطة الفلسطينية "لضمان حرية الاديان وحرية الوصول الى الاماكن المقدسة والتعايش والمحبة بين جميع الطوائف". واستطرد: "يبدو ان السيد باراك يريد ان يجعل من لاءاته مرجعية لعملية السلام وهذا مناقض للاتفاقات الموقعة من اوسلو وحتى شرم الشيخ". واضاف ان الفلسطينيين لن يقبلوا بحلول استسلامية يحاول فرضها الجانب الاسرائيلي قائلاً: "اذا عاد الرئيس عرفات باتفاق شامل فإن شعبه سيستقبله ويؤيده، وعندما يعود وهو يرفض الاستسلام فإن شعبه سيستقبله بشكل يليق به كقائد وكرمز". وأوضح ان على باراك ان يواجه الشعب الاسرائيلي الذي انتخبه من أجل تحقيق السلام عندما يعود اليهم خاوي الوفاض. واكد عبدالرحيم ان الفلسطينيين سيمضون قدماً في خططهم التي تهدف الى اعلان قيام الدولة الفلسطينية هذه السنة حتى في حال عدم التوصل الى اتفاق مع اسرائيل، معرباً عن امله ان يتم تحقيق اتفاق عادل. وتحدث عبدالرحيم عن "الموقف العربي غير المتفاعل مع الفلسطينيين في هذه الفترة الحرجة"، مشيراً الى ان مفاوضات الوضع الدائم "لا تهم الفلسطينيين وحدهم بل العالم العربي أجمع". الا ان عبدالرحيم اشاد بمواقف بعض الدول العربية، ومنها مصر والسعودية والمغرب وتونس، من الشعب الفلسطيني ودعمها لقضيته. وقال ان الايام المقبلة ستشهد تحركاً عربياً على مستوى وزراء الخارجية وعلى مستوى قمة ثنائية "من أجل دعم المفاوض الفلسطيني والتشديد على الدعم العربي لعملية السلام وللحقوق الثابتة للشعب الفلسطيني". وقال عبدالرحيم معقباً على تصريحات رئيس جهاز الامن الداخلي الاسرائيلي شين بيت ابراهام دنتر بأن متطرفين اسرائيليين هددوا بالاعتداء على كل من عرفات وباراك ان هذا "يكشف مدى نزق وتعنت وصلف اليمين الاسرائيلي المدعوم من قبل الجيش". واستطرد: "نحن قدريون ومؤمنون ونناضل من أجل قضية عادلة، واذا كتب الله لنا الاستشهاد فهذا كرم من عنده".