زملاؤها في المحطة يقولون انها جريئة الى حد التهور لأنها عرضت نفسها وفريق عمل برنامجها "بالعين المجردة" الى مخاطر عدّة. وبدا هدف ديانا مقلد من كل ذلك تحقيق أفضل برنامج والتقاط أندر صورة خصوصاً وأن الأحداث التي تتناولها في برنامجها تعتبر من أكثر القضايا الدولية سخونة في العالم. زارت بلداناً عدة وكشفت بالعين المجردة كل الأحداث التي تعصف بالبلد وبعض الحلقات أحدثت ما يشبه الأزمة وأثارت جدلاً. الى كل ذلك يعتبر برنامج ديانا مقلد من البرامج الفريدة في المحطات التلفزيونية التي تطغى عليها غالباً البرامج المحلية والمسلسلات المدبلجة. أما برنامج "العين المجردة" فيصحبك الى بلد تسمع عنه الكثير فتكتشفه وتكتشف قضاياه ومشكلاته. ولم تشأ ديانا مقلّد برنامجها عملاً سياحياً سريعاً أو وثائقياً صرفاً بل عمدت الى انجاز تحقيق صحافي وثائقي قائم على التحليل السياسي والاجتماعي. ونادراً ما عرفنا وجهاً اعلامياً في جرأتها وعمق نظرتها وثقافتها، فهي تصرّ على البحث عن الصعب وعلى خوض المخاطر بحثاً عن مادة وثائقية وصحافية مثيرة وغنية وهادفة. هنا حوار مع ديانا مقلد حول برنامجها: ما هي صيغة البرنامج ومتى بدأ عرضه؟ - مضى على عرض البرنامج سنة ونصف، وهو برنامج شهري مدته ساعة. انه عبارة عن تحقيق ميداني للبلد الذي تتناوله الحلقة، ويعالج مختلف القضايا سياسياً واجتماعياً وثقافياً. زرنا حتى اليوم 10 بلدان ومن الحلقات التي قدمناها حلقة عن "كردستان"، "الجزائر"، "أفغانستان"، "ايران"، "الأردن"، "الصحراء المغربية"، "تركيا". كيف يتم اختيار المواضيع ؟ - يتم اختيار الموضوع لكل حلقة بعد متابعة دقيقة للأخبار في العالم، وأبرز الأحداث التي يمر فيها العالم، فالمشرف العام على الأخبار والبرامج السياسية في تلفزيون المستقبل هو الكاتب هاني حمود. هل تواجهين صعوبة في توفير مادة برنامجك، وخصوصاً ان بعض البلدان التي زرتيها هي بلدان حديثة إذا جازت التسمية؟ - صحيح ما تقوله. ثمة تحضير مسبق لكل حلقة، اضافة طبعاً الى التحضيرات والاتصالات التي نجريها في كل بلد موضوع الحلقة. دائماً دائماً الى تكييف أنفسنا مع الواقع، فريق عملنا مؤلف من أربعة أشخاص هم المخرج أيمن مروة والمصور عمر حاسبيني وتقني للصوت وأنا. والبرنامج يبث على المحطتين الأرضية والفضائية. كل من عمل معك قال انك عرّضت نفسك وفريق العمل الى مخاطر بسبب اقتحامك للأماكن المشتعلة بغية تصوير أفضل اللقطات؟ - لا أدعي البطولة لكنني في أحيان كثيرة أُفاجأ بنظرة بعض اللبنانيين الى عملنا. نحن تأخرنا كثيراً اعلامياً في هذا المجال وهذا النوع من العمل سبقنا اليه الغرب وبالفعل سقط بعض الصحافيين ضحايا لأعمالهم. بالنسبة لي طبعاً هناك اعتبارات أمنية خطيرة نعمل ضمنها وتعرضنا الى مخاطر فعلية. قبل أن تطلّي في هذا البرنامج، متى بدأت العمل الإعلامي وكيف؟ - تخرجت من كلية الإعلام في الجامعة اللبنانية وعملت مدة سنة في تلفزيون "N.T.V" والتحقت بتلفزيون المستقبل قبل 8 سنوات وانضممت الى قسم الأخبار. خضعت لدورات عمل في الخارج واستفدت كثيراً من احتكاكي بالصحافيين الأجانب. أعود الى اعداد البرنامج، كيف تعدين الحلقات؟ - انه برنامجي وأنا مسؤولة عنه، أستفيد كثيراً من الأنترنت وأجمع كل المعلومات الخاصة بالبلد، وخصوصاً المواضيع التي سأعالجها. اضافة الى الكتب والمراجع المتوافرة. في كل حلقة يصبح لدي ملف كبير شامل ومتنوع. واضافة الى ذلك أجري مقابلات هنا وفي البلد المعني لاكتساب كل المعلومات. كما أن فريق العمل فريق مريح ونتعاون معاً لإنجاح البرنامج من كل النواحي. الى متى يستمر البرنامج؟ - البرنامج مستمر لسنوات وحتى اليوم قدمنا 15 حلقة تقريباً. وهل من مشاريع لتطويره؟ - هذا هاجس دائم لدي كيف أسعى الى تطوير البرنامج لأن الجمود يوازي الفشل. طبعاً ستطور معالجة المواضيع والتصوير والاخراج ولاحقاً المونتاج. كل المجالات مفتوحة أمامنا لتحقيق الأفكار التي نود تنفيذها. كثيرون يعتبرون ان البرنامج الشهري يفقد العلاقة الحميمة مع الجمهور بسبب المسافة بين حلقة وأخرى؟ - من ناحية تحويله برنامجاً أسبوعياً مستحيل لأنه يحتاج الى تحضير مكثف واتصالات وجوازات سفر وأمور أخرى كثيرة. أما بالنسبة الى الجمهور فأنني أعتقد، عموماً ان علاقته بالبرنامج الأسبوعي تشبه علاقته بالبرنامج الشهري، فهو بالتأكيد لا يشاهد من البرنامج الأسبوعي كل حلقة. المهم في الأمر أن نعمل على اطلاق حملة اعلانات واسعة عن برنامجنا قبل كل حلقة بأيام وفي شكل مكثف ومنظم، وأعتقد ان الجمهور الذي يهمه الموضوع سينتظره ويقبل على مشاهدته ولا يعود من مشكلة الناحية.