يسعى الملاكم الفلسطيني عمر شيخا أميركي الجنسية أن يصبح العربي الثاني الذي يتوج بطلاً للعالم في الملاكمة بأحد أوزانها الستة المختلفة بعد البريطاني اليمني الأصل نسيم حميد، عندما يلاقي اليوم حامل لقب وزن فوق المتوسط تصنيف المنظمة العالمية الويلزي جو كالزاغي في قاعة استاد ويمبلي شمال لندن. ولا يقل أداء شيخا 23 عاماً، المولود في مدينة باتيرسون في ولاية نيوجيرسي الأميركية من والدين فلسطينيين، اثارة ومتعة عن ما تعودناه من "البرنس" نسيم، فحركات قدميه السريعتين ولكماته القوية القاضية التي ينهال بها على خصومه، فضلاً عن طريقته الفريدة المشابهة الى حد كبير طريقة نسيم، لفتت اهتمام الاعلام الأميركي والعالمي على مواهبه حتى وُصف أنه الملاكم الأكثر تشويقاً في وزن فوق المتوسط في العالم. بدأ شيخا اهتمامه بلعبة الملاكمة عندما كان في الثانية عشرة من عمره وتحديداً في عام 1989، عندما أعرب لوالديه اللذين قدما الى أميركا من بيت نبالة في مخيم الجلزون في الضفة الغربية في أوائل الستينات، عن ميوله لهذه اللعبة وعن طموحه أن يصبح أول ملاكم فلسطيني عربي مسلم يتوج بطلاً للعالم على غرار أبطال اللعبة الأميركيين من الأصول المكسيكية والإيطالية والأفريقية. وفي عام 1992 وكان لا يزال في الخامسة عشرة من عمره بدأ مسيرته هاوياً حتى العام 1996، وحقق خلالها 7 ألقاب هي: بطل ولاية أوهايو 1992 وبطل ولاية نيوجيرسي 1992 و1993 و1994، بطل الولايات للناشئين 1994، وبطل المقاطعات الأميركية 1995، ولقب البطل المحلي لوزن 165 باونداً 1996. وأعلن احترافه في عام 1997 وخاض حتى اليوم 21 لقاء فاز في 20 منها 13 بالضربة القاضية وخسر واحدة أمام البريطاني طوني بوث في شيفيلد الانكليزية عام 1998 بالنقاط في مباراة اعتبرها بمثابة نقطة التحول في أدائه. وقال عمر ل"الحياة": "صدمتني هذه الهزيمة بقوة لأنني كنت الأفضل وصاحب اللكمات الأقوى في اللقاء ومع ذلك ذهب قرار الحكام لمصلحة خصمي بطريقة غير معقولة 176 - 177، فأذهلتني هذه الهزيمة كثيراً وأحسست أن شيئاً سرق مني، فقررت منذ ذلك الحين أن أكون أنا المتحكم بنتيجة لقاءاتي وان لا أدع اللقاء يطول حتى يحتكم الى النقاط وذلك أن أجهز على خصومي باكراً بالضربات القاضية". وفعلاً منذ ذلك الحين أدخل شيخا تعديلات عدة على طريقة لعبه وبدل استراتيجيته في التعامل مع خصومه فبات أكثر قسوة وحسماً ووضح ذلك جلياً عندما فاز في المباريات الأربع التالية بالضربة القاضية. نسيم صديقي وعن علاقته مع بطل العالم لوزن الريشة نسيم حميد قال عمر: "أنا أعتز بصداقتي بنسيم وهي تعود الى قبل عامين وتحديداً حين خابرني ليواسيني بهزيمتي أمام بوث وربما فتح عيناي على بعض الحقائق، ومنذ ذلك الحين ونحن على اتصال دائم وهو عادة يحل ضيفاً عندنا في أميركا حين يكون على موعد لقاء"، وأكمل جمال شقيق عمر الأكبر: "ساهمت الظروف المشتركة التي تربط بين عمر ونسيم في تقاربهما لا سيما أنهما من خلفية عربية ومسلمة وكلاهما يفتخران بذلك... كما أن كلاهما يأتيان من عائلة كبيرة العدد فعمر هو الرابع بين اخوته ال11". وأكمل جمال: "عندما يأتي نسيم الى أميركا يعمد مع عمر الى لقاء الجاليات العربية الكبير خصوصاً في نيوجيرسي حيث يتمتع عمر بشعبية كبيرة... وهما يعقدان الندوات لتشجيع صغار العرب على ممارسة الألعاب الرياضية بأشكالها كافة". وعن ألقابه المفضلة قال عمر: "انها ثلاثة: السخرة the rock، وفخر فلسطين pride of Palestine، والقناص العربي The Arabian assassin. الثائر وعن لقاء اليوم يرى الفلسطيني "الثائر" الذي يجيد الحديث بلهجة فلسطينية بحتة ولكنة مميزة بأهل الضفة، انه انتظر طويلاً هذه اللحظة، وان البطل الويلزي الغى ثلاثة مواعيد في السابق لملاقاته وفضفض عمر بقوله: "انتظرت طويلاً... وأنا جاهز لملاقاته الى درجة أنني أتذوقه بفمي من كثرة مشاهدتي له على أشرطة الفيديو، ومن دراسة طريقة لعبه... وستكون مواجهتي له مثل الفدائي الثائر"، وأكمل: "أنا أسعى الى توحيد جميع ألقاب هذا الوزن وحاولت مراراً في العامين الماضيين أن أواجه حاملي الأحزمة ولكنهم كانوا دائماً يتهربون خصوصاً كالزاغي الذي ألغى مواجهتي له ثلاث مرات في الثمانية أشهر الماضية، لأنه يعلم انني الأفضل في العالم". فريق متعاون ويتكون فريق عمل "الثائر" من مدير أعماله ستيف لوت، ومدربه بيل كايتون الذي جعل من مايك تايسون أصغر بطل للعالم في الوزن الثقيل في بداية مسيرة الأخير، وكذلك يعني مازن علي ونيزو ناصر وهما من أصول فلسطينية على تهيئة البطل من النواحي الجسدية والنفسية. ويعترف كايتون ان بين يديه موهبة مفقودة حالياً في هذا الوزن، وهو مقتنع ان عمر سيعطي لوزن فوق المتوسط نكهة جديدة غير مسبوقة مثلما فعل نسيم بوزن الريشة وقال كايتون: "ستدهش الجماهير وتستغرب للأداء الذي أتوقع أن يقدمه عمر... وأتوقع أن يكون كالزاغي في قمته لأن غير ذلك ستكون نهايته باكرة، لأن عمر إذا قدم نصف ما يقدم خلال التمارين فإنه سيصبح أعظم ملاكم في تاريخ وزن فوق المتوسط". يذكر ان كالزاغي حمل اللقب منذ 1997 وخاض خلال مسيرته الممتدة منذ 1993، 28 مباراة فاز فيها جميعاً، منها 23 بالضربة القاضية، وهو يدافع عن لقبه للمرة السادسة.