وصل البريطانيون ليل السبت بفجر الاحد، فتابعوا مباراة كرة القدم العاصفة بين منتخبي اسكتلندا وانكلترا ضمن تصفيات بطولة الامم الاوروبية، التي انتهت بفوز الاخير بهدفين، ثم تابعوا نزال الملاكمة بين مواطنهم لينوكس لويس 34 عاماً بطل العالم للوزن الثقيل حسب تصنيف المجلس العالمي وبين الاميركي ايفاندر هوليفيلد 37 عاماً بطل العالم حسب تصنيف الجمعية العالمية والاتحاد العالمي. ونزالات الوزن الثقيل هي "ملكة الشبابيك في قاعات الملاكمة" عند البريطانيين كما عند الاميركيين، ومن النادر ان يهتموا بالاوزان الاخرى إلا اذا كانت أسماء أطرافها رنانة: نسيم حميد ودي لا هويا وشوغر راي ليونارد. وزاد من أهمية النزال الذي خاضه الملاكمان في لاس فيغاس أن المباراة الاولى بينهما في آذار مارس الماضي كانت انتهت بالتعادل وخلّفت ضجة تحكيمية بلغت حد الفضيحة، على حد تعبير البريطانيين تحديداً، لان لويس كان الأفضل والأجدر بالفوز. وهكذا توجه 6 آلاف بريطاني الى عاصمة القمار والملاكمة ليحضروا اللقاء الى جانب 11 ألف اميركي. وقبل اللقاء الجديد، صبت الترشيحات في خانة لويس، فهو الاكثر شباباً والاثقل وزناً 112 كلغ مقابل 101 لهوليفيلد والاعلى عن سطح الارض 97،1 م مقابل 189 م... وبعد 6 جولات جس نبض بدأ الملاكمان في الالتحام ووجها ضربات عدة الى بعضهما اعتباراً من الجولة السابعة. وبعد 12 جولة زمن كل منها ثلاث دقائق حصل لويس على الفوز بإجماع آراء القضاة الثلاثة، فمنحه تشوك جيامبا 116-112، وبيل غراهام 117-111، وجيري بوث 115-113، وبات بطلاً للعالم للوزن الثقيل الموحد. وسينهي لويس القرن العشرين وهو ملك الاوزان كافة، تماماً كما هو الاسد ملك الغابة، وهذا ما حققه مواطنه بوب فيتزسيمونز قبل 3 سنوات من نهاية القرن التاسع عشر. وآخر ملاكم حصل على اللقب الموحد كان الكندي ريديك بو الذي هزم هوليفيلد نفسه في 13 تشرين الثاني نوفمبر 1992 بعدما بقي اللقب في جعبة الأخير منذ تغلبه على مواطنه جيمس باستر دوغلاس في 25 تشرين الاول اكتوبر 1990. ورفع لويس رصيده الى 35 فوزاً منها 27 بالضربة القاضية مقابل خسارة واحدة وتعادل واحد، في حين مني هوليفيلد بخسارته الرابعة في 40 مباراة، وهو سيخلد الى الراحة قبل اعلان استمراره او اعتزاله رياضة الفن النبيل. وبلغة المال، نال كل من الملاكمين 15 مليون دولار... فقط. وقال لويس: "فوجئت باندفاع هوليفيلد في الجولة الاخيرة وكنت متخوفاً لأنه كان يرغب في التأثير في القضاة، ولم أكن أعرف كيف سيتصرفون". من جانبه، لم يحتج هوليفيلد على قرار الحكام وقال: "بذلت قصارى جهدي وقدمت أفضل ما عندي... سأخلد الى الراحة وسأعلن لاحقاً قراراً بشأن مستقبلي". ويبدو ان نهاية كل قرن لا تبتسم للاميركيين، أقله بلغة الملاكمة!