أبناء الشخصيات البارزة ثقافياً أو سياسياً أو إجتماعياً أو اقتصادياً، هل يحملون رسالة مماثلة لرسالة آبائهم وأمهاتهم أو للبيوت التي نشأوا فيها؟ أين يتشبهون وأين يستقلون؟ هذا ما نحاول تلمسه مع أحمد صلاح السعدني مواليد 1979، الذي أنهى هذا العام دراسته في كلية التجارة - قسم اللغة الانكليزية في جامعة القاهرة، وعمل في الصحافة على غرار عمه الصحافي محمود السعدني، كما عمل في التمثيل أمام والده صلاح السعدني في مسلسل تلفزيوني عنوانه "عمو عزيز". كيف ترى تأثير والدك الفنان صلاح السعدني عليك؟ - على رغم أنني لا أرى والدي كثيراً، بسبب انشغالي الدائم بالمذاكرة، وانشغاله بعمله في السينما والتلفزيون، إلا أن تأثيره طاغ عليّ، فأبي من النوعية التي تملك دائماً الهيبة الشرقية للآباء في مجتمعاتنا، شخصيته قوية جداً، ويستطيع أن يؤثر في الآخرين بسرعة، في رأيي هو يملك جاذبية خاصة تصعب مقاومتها، وتأثري ليس بوالدي فقط بل أيضاً بشخصية عمي الصحافي محمود السعدني. وكيف كان تأثير والدتك عليك؟ - أمي تسد الفراغ الذي يتركه أبي بسبب انشغاله الدائم، فهي تحرص على تلبية متطلبات الجميع في المنزل، أبي وأنا وشقيقتي ميريت، وقد تركت في داخلي الطيبة والتسامح والتدين الشديد. وقفت أمام والدك ممثلاً في مسلسل "عمو عزيز"، كيف تم اختيارك لتقوم بهذا الدور؟ - أعشق التمثيل، وأتمنى أن أقدم عملاً جاداً، على رغم أنني لم أدرسه علمياً، ولكن، حين جاءت الفرصة في مسلسل "عمو عزيز" ذهبت الى المخرج أحمد بدرالدين من دون علم والدي، وطلبت منه أن اشارك في المسلسل، وأجرى لي الاختبارات المطلوبة ووافق على قيامي بدور مميز أمام والدي، واعتقد أنها ستكون بداية جيدة لي في مجال التمثيل. وما شعورك وأنت تقف للمرة الأولى أمام والدك كممثل؟ - أذكر المشهد الأول الذي جمع بيننا في المسلسل، كان النقاش جاداً بيني وبينه، وفجأة أخطأت وقلت له "يا بابا"، ولم ينتبه أحد منا، عكس جميع العاملين في الاستوديو، لكن المخرج أحمد بدرالدين تركنا إلى أن انهينا المشهد، ثم نبهنا الى الخطأ، وبدأت أدرك أن العمل سيحتاج مني الى تركيز أكبر وأعمق. على رغم دراستك في كلية التجارة، إلا أنك تسعى لتكون ممثلاً، فهل تنوي دراسة التمثيل بشكل اكاديمي؟ - قد التحق بمعهد الفنون المسرحية التابع لاكاديمية الفنون في القاهرة، قسم الدراسات الحرة، لأنني مللت الدراسة المنتظمة، كما أنني لم أحدد بعد خط حياتي، فهناك أيضاً ولعي بالعمل الصحافي إذ عملت لفترة في مجلة "الأهرام الرياضي" ثم في صحيفة "الدستور" قبل إغلاقها، كما أفكر في الالتحاق بمسرح الشباب مع المخرج خالد جلال. ما الصفات التي ترفضها في صلاح السعدني الفنان والإنسان؟ - هو عصبي جداً، ودائماً يؤمن بأن رأيه هو الصحيح. وما الأعمال التي تفضلها له في التلفزيون والسينما والمسرح؟ - هناك الكثير من الأعمال التي أحبها لوالدي، منها دوره المميز في مسلسل "ليالي الحلمية" في شخصية "سليمان غانم". وأحب دوره في مسلسل "أرابيسك". وفي السينما أحب "ملف في الآداب" و"لعدم كفاية الأدلة". وفي المسرح أحب مسرحية "الملك هو الملك" لسعدالله ونوس. وما تقويمك لجيل الشباب الحالي؟ - حين سئل أبي عن رأيه في الأجيال الجديدة من الفنانين قال رأياً أوافق عليه تماماً، وهو أن الهجوم الذي يقابل به أي جيل هو هجوم يلقاه كل جيل في بدايته، لأن جيله نفسه هوجم بقوة وتمت محاربته وقابل الكثير من محاولات هدمه. نجحوا واثبتوا انفسهم بقوة، ولذلك أرى أن كل جيل جديد افضل من الذين سبقوه، وإلا فالحياة ترجع الى الوراء ولا تتقدم. جيلنا مظلوم لكنه سيحقق نجاحاته بشكل أفضل من الأجيال السابقة. وفي رأيي أن العيب الوحيد الذي يكمن في فئة ما من جيلنا هو أنهم لا يملكون هدفاً معيناً في حياتهم. ما هي هواياتك الأخرى إضافة الى التمثيل والصحافة؟ - أحب لعب كرة القدم، وكرة السلة، والشطرنج. وعلى رغم عشق أبي للعبة الطاولة إلا أنني لا افضلها كثيراً، وغالباً ألعب معه لمجرد أنه يحب هذه اللعبة. كيف ترى المستقبل؟ - لم أحدد شيئاًَ معيناً لمستقبلي، لا سيما أنني أنهيت دراستي قبل اسابيع.