أبناء الشخصيات البارزة ثقافياً أو سياسياً أو اجتماعياً أو اقتصادياً، هل يحملون رسالة مماثلة لرسالة آبائهم وأمهاتهم أو للبيوت التي نشأوا فيها؟ أين يتشبهون وأين يستقلون؟ هذا ما سنحاول تلمسه من محمد عبدالعزيز نجل النجم السينمائي المصري محمود عبدالعزيز، وهو من مواليد العام 1981 يدرس حالياً في الفرقة الثانية في الاكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري - قسم إدارة الأعمال. كيف ترى تأثير والدك فيك؟ - لا استطيع تحديد تأثري بشخصية محمود عبدالعزيز، وذلك لأن تأثيره طاغ فيّ في كل شيء، فيمكن القول إن شخصيتي جزء من شخصيته. محمود عبدالعزيز علمني كيف أكون رجلاً مسؤولاً وواعياً وملتزماً وأملك ذوقاً وسلوكاً متحضرين، وأن احترم الناس وأجعلهم يحترمونني، وأن أحب دراستي وعملي وهواياتي والمحيطين بي، وأعطي نفسي حقها. باختصار، علمني محمود عبدالعزيز كيف أكون إنساناً. ألا ترى أن دراستك مستغربة بعض الشيء، فهل كانت اختيارك؟ - لا أراها مستغربة، فكل شيء في النهاية حسابات، لذلك ألتحقت بالاكاديمية. أتمنى أن ادرس السينما، وأنا أملك ميولاً للتمثيل والتأليف، والتمثيل غالب أكثر عليّ وأحب دائماً أن أجسد شخصيات جديدة، وهو ما جعلني أفكر في دراسة الإخراج السينمائي، ولكن لأنني أدرك أن الإخراج والتمثيل من أصعب عناصر السينما، فضلت أن أنمي مواهبي في التمثيل، وأنحّي الإخراج ودراسته جانباً. ما أكثر ما لا يعجبك في محمود عبدالعزيز الفنان والإنسان؟ - عادة التدخين، فأنا أتمنى أن يكف عنها، لأن التدخين فكرة غبية أساساً، أضف إلى أنها عادة مضرة صحياً ونفسياًَ، وأرى أن عمله في الفن كفيل بإصابته بالتوتر والإرهاق، فلماذا إذاً يضيف إلى نفسه توتراً وإرهاقاً إضافيين. وهناك صفة أخرى في والدي أتمنى ألا تكون، هي الطيبة الزائدة عن الحد، فوالدي يمكن أن يعطي للكثيرين أهمية تفوق حجمهم، ويتعامل على هذا الأساس. وعلى رغم أنني أدرك أن هذه الصفة الرديئة ستكون فيّ إلا أنني أعلم جيداً أنني وشقيقي الأصغر كريم نملك شخصية والدنا نفسها، فكلنا شخصية واحدة، وهذه مشكلة، فكلنا يعشق السينما، حتى كريم لديه هواية التصوير والإخراج وتصميم الأفيشات السينمائية. ما الأدوار التي تعجبك لمحمود عبدالعزيز؟ - من الصعب أن أحدد أدواراً معينة، ولكن، هناك دوره في مسلسل "رأفت الهجان"، وشخصيات "الشيخ حسني" في فيلم "الكيت كات" إخراج داود عبدالسيد، و"مزاجنجي" في فيلم "الكيف" إخراج علي عبدالخالق، وشخصيته في فيلم "جري الوحوش" وفيلم "العار". مَن مِن النجوم الحاليين ينافس محمود عبدالعزيز كنجم سينمائي ونجم شباك؟ - ليس هناك شيء اسمه منافسة، فلكل نجم في مصر اسلوبه وشخصيته المختلفة، لكن والدي صنع شيئاً مختلفاً، وهو أنه لم يلتزم طريقة تمثيلية معينة، فهو ليس فناناً كوميدياً أو تراجيدياً أو غير ذلك، ثم من هم نجوم السينما في مصر؟ هناك عادل إمام ومحمود عبدالعزيز وأحمد زكي ونور الشريف ويحيى الفخراني، أولئك هم نجوم الشباك، وطبيعي أن يتنافس الجميع، وأن يكونوا متحمسين دائماً للإجادة، فالسينما سلعة وعلى الجمهور أن يستهلكها كأي سلعة أخرى. كيف ترى جيلك ومشكلاته ومعاناته مقارنة بجيل والدك؟ - جيلي مظلوم جداً، فهو جيل ضعيف لأنه لا يجد عناصر النجاح التي كانت متوافرة في جيل والدي، وأرى أن زمن والدي افضل من زمننا الراهن. هل تجد معارضة من والدك في احترافك الفن؟ - ليس اعتراضاً لكنه عدم قبول، فهو كفنان يدرك جيداً مدى صعوبة العمل في المجال الفني في مصر، والصعوبة في الاستمرار في هذا المجال بشكل ناجح طوال الوقت، ولذلك، والدي لا يفضل أن أعمل في الفن أو في السينما، فهو شخص قلق جداً على كل شيء يمت إلى حياته بصلة. كيف ترى المستقبل، وما طموحاتك فيه؟ - باختصار، أتمنى أن يوفقني الله في أن اصبح ربع محمود عبدالعزيز الفنان والإنسان.