قالت مصادر الأممالمتحدة في بيروت ل"الحياة" ان الاجتماع الذي عقده مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة تيري رود لارسن مع رئيسي الجمهورية العماد اميل لحود والحكومة الدكتور سليم الحص أول من أمس، وتركز على الخروق الاسرائيلية للخط الأزرق التي رسمته الأممالمتحدة للانسحاب الاسرائيلي، أدى الى تضييق الفجوة التي كانت قائمة بين الأممالمتحدةولبنان في هذا الصدد الى أقصى الحدود. وذكرت هذه المصادر ان الجانبين اللبناني والدولي توصلا الى تفاهم على معظم النقاط بحيث جاء التوافق بينهما كاملاً على طريقة معالجة الخروق الاسرائيلية ما أدى الى تحول النقاش بينهما الى بحث فني وعملي تناول كيفية المعالجة العملية لهذه الخروق. وأوضحت المصادر ان لارسن الذي سيعود اليوم الى اسرائيل للقاء المسؤولين الاسرائيليين وللتأكيد عليهم وجوب معالجة كل الانتهاكات الاسرائيلية، توصل الى توافق مع الجانب اللبناني على أهمية الحفاظ على الخط الأزرق، على رغم التحفظ اللبناني عن عدم شموله ثلاثة مواقع بقيت ضمن الأراضي الاسرائيلية، عندما تم رسم هذا الخط. وقالت مصادر الأممالمتحدة ان الجانب الدولي أكد للجانب اللبناني مجدداً ان رسم الخط الأزرق لا يعني ترسيماً للحدود بين لبنان واسرائيل، وانه لا بد من اعتماده، من دون اي تعديل في تحديد الانسحاب وبالتالي الخروق الاسرائيلية. وأبلغ الجانب الدولي المسؤولين اللبنانيين ان الاسرائيليين اعترضوا على ضم الخط الأزرق مناطق على الحدود، الى لبنان، اعتبروا هم انها اسرائيلية، فيما تنوي الأممالمتحدة مواصلة اعتبارها لبنانية ولن تغيّر فيها على الاطلاق. أضافت المصادر! "أكد الجانب الدولي ان ليس في مصلحة لبنان تغيير الخط الأزرق الآن في ما يتعلق بالمواقع الثلاثة التي تحفظ لبنان عنها بأنها لبنانية، الآن لأن هذا سيثير نقاشاً من جانب اسرائيل على مناطق اخرى وأنه يمكن ترك مسألة المواقع الثلاثة لمعالجتها لاحقاً". وتابعت المصادر: "أدى النقاش بين الجانبين أي توافق على حجم الخروق الاسرائيلية للخط الأزرق وحدودها وعددها تسعة تشمل الدوريات الاسرائيلية وستة مناطق جغرافية على الأرض حيث باتت الصورة شبه موحدة بين الجانبين في هذا الصدد. وتبين ان الاسرائيليين وسعوا انتهاكهم الأرض اللبنانية في بلدة العديسة. وأكدت المصادر أن لارسن شدد على ان الأممالمتحدة لن تقبل باستمرار هذه الخروق وستواصل تحركها لأنهائها من قبل الاسرائيليين مشيراً الى أنه "اذا كنا نطالب لبنان بالتزام الخط الأزرق وعدم السعي الى تغييره فمن باب أولى الا نقبل بأن يخرقه الجانب الاسرائيلي وان مطالبة لبنان بالقبول به يوجب عدم التساهل مع اسرائيل في شأن خرقها له". واعتبرت المصادر ان اعتماده اساساً لمعالجة الخروق، مع استمرار تحفظ لبنان في شأن المواقع الثلاثة المتعلقة بمسكاف عام، والمطلة ورميش اضافة الى مزارع شبعا، أدى الى تكريس الخط الأزرق بالاستناد الى تقرير الأمين العام كوفي انان. وأجرى أمس لارسن في اليوم الثاني لزيارته لبنان لقاءات مع عدد من سفراء الدول الكبرى وبينهم السفير الأميركي ديفيد ساترفيلد.