اعلن وزير التربية العراقي فهد الشقرة ان نتائج الامتحانات العامة للدراسة الاعدادية سجلت نسبة نجاح 29 في المئة للدراسة العلمية و28 في المئة للدراسة الادبية، مما يعني ان اكثر من ثلثي طلاب العراق رسبوا في الامتحانات العامة. وكانت صحف بغداد نقلت شكاوى قطاع عريض من طلاب الدراسة العلمية الذين اعتبروا اسئلة مادة الكيمياء والاحياء "تعجيزية"، وتحدّوا اساتذتهم الاجابة عنها. وجاءت نسب الرسوب العالية في الدراسة الاعدادية، بعد ايام على اعلان نتائج امتحانات الدراسة المتوسطة التي رسب فيها حوالى نصف الطلاب، واعتبر ذلك مؤشراً الى تدهور الحياة التعليمية في العراق. ومعروف ان ثلث عدد الطلاب ترك الدراسة كي يتفرغ للعمل لمساعدة الاهل في تأمين القوت اليومي، فيما زاوج قسم اخر بين الانتظام في الدراسة والعمل، مما اثر على المستوى الدراسي الذي ظهر في نتائج الامتحانات ضعيفاً مهزوزاً. وترى مصادر عراقية في عمّان ان نتائج الدراستين المتوسطة والاعدادية في العراق، وما حققته من نسب رسوب عالية "تصب في مصلحة سياسات رسمية لتأمين اعداد متزايدة من الجنود"، اذ ان الراسبين لعامين متتاليين يتحولون الى الخدمة العسكرية الاجبارية، اضافة الى تخفيف الأعباء عن الجامعات العراقية التي تعاني من اختلالات في الهياكل التدريسية بسبب سفر عدد كبير من الاساتذة الى الخارج، وبدء تطبيق قرار يجيز لهم الاستقالة او طلب الإعارة في الجامعات العربية . وتشير المصادر الى ان اكثر من مليوني طالب في المرحلتين المتوسطة والاعدادية لم يعودوا مهتمين بالحصول على الشهادة الجامعية التي اصبحت "لا تُطعم خبزاً" في اشارة الى ان خرّيجي الجامعات باتوا في اسفل الترتيب الاجتماعي في العراق. ويتراوح معدل الأجر الشهري للموظف من خريجي الجامعات بين 5 و7 آلاف دينار نحو 3 دولارات! وتشدد المصادر على "حقائق مفزعة" ستؤثر في مستقبل العراق، وتضيف ان "السنين العشر الماضية خلقت تبدلاً لم يكن احد يتوقعه، فإذا كان الجيل الشاب في السبعينات والثمانينات عانى أمية الآباء وضعف تحصيلهم الدراسي فإنه بعد سنوات الحظر اصبح يعاني من أمية الأبناء وانفصالهم عن المعرفة".