زيوريخ سويسرا - أ ف ب - ستكون سمعة رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم فيفا جوزف بلاتر على المحك عندما يدلي اعضاء اللجنة التنفيذية ال24 باصواتهم اليوم في زيوريخ لمعرفة هوية الدولة التي ستستضيف مونديال 2006 من بين المغرب وجنوب افريقيا والمانيا وانكلترا. ويراهن بلاتر 63 عاماً على فوز جنوب افريقيا بشرف الاستضافة لتصبح بالتالي اول دولة افريقية تنظم كأس العالم، لكن رهانه يتضمن مخاطرة، لان فوز المانيا اليوم سيضعف من موقفه كثيراً ويرسم علامة استفهام كبيرة على حظوظه في الانتخابات المقبلة المقررة عام 2002. وبلاتر سياسي محنك يعرف من اين تؤكل الكتف وقد نجح في ان يهندس فوزه بانتخابات رئاسة الفيفا قبل سنتين على هامش مونديال فرنسا وانتزع فوزاً ساحقاً على منافسه رئيس الاتحاد الاوروبي السويدي لينارت يوهانسون، وقد صُدم الاخير من النتيجة ولم ينبس باي كلمة. بيد ان احد الاعضاء الفاعلين في الاتحاد الاوروبي يعترف بان بلاتر لا يملك قوة وذكاء سلفه البرازيلي العنيد جواو هافيلانج، وقال: "لا شك في ان الاجواء مع بلاتر افضل مما كانت عليه مع هافيلانج لان الاول ديموقراطي ويفسح في المجال امام تعدد الاراء، وهذا الأمر بالذات نقطة ضعفه ايضاً". ويقول مسؤول آخر "قبل عام بالتحديد وفي مؤتمر الفيفا الذي عقد في لوس انجليس انسحب ممثلو آسيا احتجاجاً على عدم حصول آسيا على مقعد اضافي في نهائيات مونديال 2002، ما اثار غضب بلاتر". واضاف "لم يكن هذا الامر ليحصل لو كان هافيلانج في سدة الرئاسة، وهذا يؤكد ان بلاتر لا يفرض احترامه على الجميع". وتسري حالياً شائعات غير مؤكدة بان اوروبا وآسيا وبعض الافارقة يسعون الى زعزعة حكم بلاتر، وبان نائب الرئيس الكوري الجنوبي تشونغ مونغ جوون سيتقدم بترشيحه في الانتخابات المقبلة لمنافسة بلاتر. ولم ينف تشونغ هذه الاخبار لكن قراره يتعلق بما سيحصل اليوم في عملية التصويت، لانه في حال نجاح بلاتر فان الاخير سيضمن، بان رئيس الاتحاد عيسى حياتو لن يستطيع ان يؤمن الدعم الكافي من الاصوات الافريقية لتشونغ في معركته الرئاسية. اما في حال فشل بلاتر في اقناع اعضاء اللجنة التنفيذية بالتصويت لمصلحة جنوب افريقيا، فان بقاءه في سدة الرئاسة يصبح معرضاً للخطر. المغرب من جانبه، دعا نائب الرئيس المنتدب المكلف بملف ترشيح المغرب لاستضافة مونديال 2006 لكرة القدم سعيد بلخياط الاتحاد الدولي لاتخاذ "الاجراءات المناسبة" بعد سحب البرازيل لترشيحها لمصلحة جنوب افريقيا. ولقي انسحاب البرازيل انتقادات شديدة من قبل الاوساط الرياضية المغربية التي اعتبرت هذا الاجراء "مؤامرة متعمدة" تهدف الى "زعزعة" الملف المغربي لمصلحة جنوب افريقيا التي تعززت حظوظها لتصبح اول بلد افريقي يحظى بشرف استضافة العرس الكروي العالمي. وقال بلخياط: "الفيفا مدعو لاتخاذ قرارات في هذا الاطار". واعتبر بلخياط وهو عضو في الاتحاد الافريقي أن "انسحاب مرشح ما من السباق بهذه الطريقة غير طبيعي"، معرباً عن أسفه لقرار البرازيل. وقال: "لا يعقل أن تدافع البرازيل قبل اربعة ايام عن ملفها أمام مؤتمر الاتحاد الاوروبي ثم تعلن عن انسحابها يومين بعد ذلك"، متسائلاً "ما هذه الفوضى؟". من جهة أخرى، بدا الرئيس المنتدب المكلف بالملف المغربي ادريس بن هيمة واثقاً من حظوظ بلاده، مؤكداً ان انسحاب البرازيل يعني بان المغرب "سيبلغ الدورة الثانية الحاسمة". وكان رئيس الاتحاد البرازيلي ريكاردو تيكسييرا اعلن انسحاب بلاده من السباق لاحتضان مونديال 2006، واعلن دعمه المطلق لجنوب افريقيا ووعد بان تمنح القارة الاميركية الجنوبية اصواتها الثلاثة لها، على ان ترد القارة الافريقية الجميل بعد اربع سنوات عندما تترشح البرازيل لاحتضان مونديال 2010. انتقادات المانية وانتقد الالماني فرانتس بكنباور رئيس ملف ترشيح منتخب بلاده بشدة انسحاب البرازيل من السباق واتفاقها مع جنوب افريقيا معتبراً ان الامر بات "سوقاً لبيع المواشي". وقال بكنباور: "الاتفاق بين البرازيل وافريقيا معادٍ لنا وهذا واضح تماماً، يخال لنا اننا في سوق لبيع المواشي، واعتقد باننا خسرنا المعركة بعد ما حصل". وكان رئيس الاتحاد البرازيلي لكرة القدم ريكاردو تيكسييرا اعلن انسحاب بلاده من السباق لاحتضان مونديال 2006، قبل ان يعلن دعمه المطلق لجنوب افريقيا ووعد بان تمنح القارة الاميركية الجنوبية اصواتها الثلاثة لها، على ان ترد القارة الافريقية الجميل بعد اربع سنوات عندما تترشح البرازيل لاحتضان مونديال 2010. وتوقع تيكسييرا ان تحسم جنوب افريقيا الامر في مصلحتها في الدورة الاولى.