اقتحم اهالي قرية العباسية الحدودية اللبنانية امس سياجاً شائكاً وضعته قوة عسكرية اسرائيلية الثلثاء الماضي وأزالوه بالقوة. وأفادت الوكالة الوطنية للإعلام (الرسمية) بأن الاهالي يتقدمهم عضو «كتلة التنمية والتحرير» النائب قاسم هاشم أقدموا قبل الظهر، على إزالة السياج الذي كان وضعه الإسرائيليون قبل ثلاثة ايام حول قطعة ارض تقع ضمن الخط الازرق ورفعوا الأعلام اللبنانية عند البوابة الحديدية الالكترونية، في ظل اجراءات عسكرية اسرائيلية في الجانب الآخر من الحدود، وفي ظل تدابير اتخذها الجيش اللبناني وقوات «يونيفيل». وحضرت الى المكان قوة مدرعة اسرائيلية مؤلفة من نحو عشر آليات بينها دبابات «ميركافا» واتخذت لها مواقع قتالية قبالة العباسية يواكبها اكثر من 50 عنصراً انتشروا في محاذاة الحدود. وعقد النائب هاشم مؤتمراً صحافياً في المكان، أكد فيه «ان هذه الأرض لبنانية ولا نعترف لا بخطوط زرق ولا حمر على محور الغجر - العباسية - مزارع شبعا وتلال كفرشوبا واي محاولة ثانية لتكرار ذلك، سنقوم حيالها بما قمنا به اليوم لأنّ لا المجتمع الدولي ولا قراراته تعيد لنا حقوقنا». وأشار تلفزيون «الجديد» الى ان الكتيبة الاسبانية في العباسية نفذت انتشاراً مقابل البوابة للبلدة بعد أن قامت قوات اسرائيلية امس بوضع اسلاك شائكة»، ما استدعى انتشاراً كثيفاً للجيش اللبناني وتوجه ضابط في الجيش اللبناني برتبة رائد الى قائد قوة «يونيفيل» بالقول: «على جنودك النظر الى هؤلاء الجنود الاسرائيليين المسلحين فيما المواطنون هنا مدنيون ولا يملكون اي سلاح». وأضاف الضابط: «اذا تقدم الاسرائيليون وحاولوا ازالة العلم اللبناني فإن الجيش سيطلق النار في شكل مباشر على الجنود الاسرائيليين ولن نسمح بهذا الخرق الذي حصل امام اعيننا». وبعد مغادرة الاهالي المكان تقدمت قوة اسرائيلية الى بوابة السياج الالكتروني حيث قام جنديان بفتحها من دون ان يدخلوا الى قطعة الارض المجروفة او اعادة السياج المزال. ونوه عضو كتلة «التنمية والتحرير» النائب ياسين جابر ب «الدور البطولي الذي اقدمت عليه بلدة العباسية»، معتبراً ان هذه «الخطوة المقاومة تذكرنا بدور شباب لبنان في ازالة الاسلاك الشائكة الاسرائيلية من مدخل ارنون في شباط/فبراير 1999 حيث كانت الشرارة لتحرير الجنوب». وقال ان سلاح المقاومة «ضمانة وحدة الوطن وحدوده الى جانب الجيش والشعب». وطلب الحزب الشيوعي اللبناني في منطقة حاصبيا في بيان، من وزارة الخارجية «إرسال شكوى عاجلة إلى مجلس الأمن». ودعت الحكومة إلى «موقف واضح مما يجرى من تهديد واعتداء على هذه المنطقة المنسية». من جهة ثانية بدأت صباح امس وحدات مشتركة من الجيش اللبناني والقوة الدولية العاملة في جنوب لبنان، تنفيذ مناورات عسكرية مشتركة بالذخيرة الحية، وذلك في منطقة رأس الناقورة القريبة من الحدود الفلسطينية المحتلة، شارك فيها سلاحا الدبابات والمدفعية.