كامب زايست هولندا - اب - يفشل شاهد في القدوم الى المحكمة بعد العثور عليه فاقد الوعي في شقته، محاطاً بزجاجات خمر فارغة. شاهد آخر يُخطئ في التعرّف الى متهم ليبي في قضية لوكربي وينتقي صورة شخص فلسطيني بدلاً منه. في حين يُغيّر شاهد ثالث افادته مرّات لا تُحصى، دافعاً محامي الإدعاء الى النأي بأنفسهم عنه... والاتفاق مع الدفاع على انه "غارق بالكامل في شبكة من الخداع والمكر والكذب". هؤلاء الشهود يُلخّصون وضع الإدعاء في قضية لوكربي مع انتهاء الفصل الأول من محاكمة المتهمين الليبيين عبد الباسط المقرحي والأمين خليفة فحيمة أمام المحكمة الاسكتلندية الخاصة في كامب زايست هولندا: الانطباع السائد هو ان القضية ضد المتهمين الليبيين غير متماسكة. لكن خبراء قانونيين اسكتلنديين يقولون ان الإدعاء يبني قضيته - على رغم الضعف الظاهر فيها - بشكل لا يعتمد فيه على إفادات شهود مشكوك فيهم، مثل رجل الأعمال السويسري إدوين بولييه. زوّدت شركة بولييه، "ميبو" مقرها زيوريخ، أجهزة توقيت لمتفجرات الى ليبيا وجهاز الأمن الألماني الشرقي السابق "ستازي" المرتبط بعلاقات بجماعات ارهابية، ويُحتمل ان تكون أيضاً مصدر جهاز التوقيت الذي استُخدم في تفجير طائرة "بان أميركان" فوق لوكربي سنة 1988. لكن شهادة بولييه التي عاشت أسبوعاً فقط تميّزت بتناقض كبير دفع حتى الإدعاء الى التشكيك في صدقيته. غير ان مارك ماكاريل، المحاضر في القانون الجنائي الدولي في جامعة دندي اسكتلندا، يقول انه "على رغم كل الصخب الذي أحاط بشهادة بولييه، لم يظهر شاهد واحد يُخرّب قضية الإدعاء" ضد المتهمين الليبيين. ويُتوقع ان ينهي الإدعاء عرض ملف قضيته في أيلول سبتمبر المقبل تُستأنف المحاكمة في 22 آب/اغسطس. أما الدفاع فيُتوقع ان يستغرق بضعة أشهر في تقديم شهوده وعرض دفوعه. ودفع المقرحي وفحيمة ببراءتهما من تهمة تفجير الطائرة الأميركية، واتهما جماعات فلسطينية ناشطة في ألمانيا بالوقوف وراء الحادث الذي أوقع 270 قتيلاً. وتقوم استراتيجية الدفاع على إثارة شكوك في إمكان ضلوع فلسطينيين في التفجير، الأمر الذي يمنح المتهمين البراءة أو عدم ثبوت التهمة. ويقول خبراء ان آمال الإدعاء بإثبات التهمة على الليبيين تعتمد على أدلة الخبراء الجنائيين والفنيين والعلماء ورجال الإستخبارات. وظهر حتى الآن 140 شاهداً في الأيام ال 40 التي استغرقتها المحاكمة. ويلفت البروفسور في جامعة أدنبرة روبرت بلاك، وهو من منتقدي أسلوب الإدعاء في التعاطي مع قضية لوكربي، الى ان المدعين لم يُثبتوا حتى الآن أي دليل مباشر على تورط الليبيين في تفجير "بان أميركان". ويضيف بلاك وهو من مدينة لوكربي وكان من أوائل الذين اقترحوا عقد المحاكمة في مكان "محايد" سنة 1994: "لم يُقدّموا الإدعاء أي شخص يقول: رأيت المقرحي أو فحيمة أو كليهما، يصنع المتفجرة أو يضع الحقيبة المفخخة في شريط نقل الحقائب من مطار لوقا المالطي الى فرانكفورت".