حطمت مفاوضات كامب ديفيد التي يرعاها الرئيس بيل كلينتون رقماً قياسياً كانت مفاوضات كامب دايفيد الاولى في عهد الرئيس جيمي كارتر بين مصر واسرائيل، بتجاوزها اليوم ال 13، مع فارق انها من دون نتائج حتى الان، وليس مستبعداً ان تنتهي من دون اتفاق. وعلى رغم تواصل المحادثات المكثفة لم يرشح حتى الآن ما يدل الى ان الاسرائيليين مستعدون لتقديم تنازلات جديدة او الفلسطينيين مستعدون لقبول ما قاموا برفضه اخيراً. وتردد امس ان اعضاء في الكونغرس من اليهود المتطرفين يدرسون التحضير لمشروع قانون "يعاقب" السلطة الفلسطينية ويقطع عنها المساعدات اذا اقدمت على "اعلان الدولة الفلسطينية من جانب واحد". ويدخل ذلك في اطار الضغوط السياسية التي تمارس على الوفد الفلسطيني. ويبقى الخلاف حول القدس هو عنوان قمة كامب ديفيد على رغم انه، حسب اكثر من مصدرفلسطيني، لم يتم الاتفاق حول اي موضوع من القضايا الاساسية "لارتباط هذه القضايا ببعضها بعضاً". وفور عودته الى الولاياتالمتحدة سارع كلينتون الى الانضمام الى المحادثات في كامب ديفيد، فعقد جلسة تقويمية مع فريق عمله قبل ان يعقد جولة محادثات ثنائية مع رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود باراك اتبعها بلقاء مماثل مع الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات. وذكرت مصادر اميركية ان المفاوضات استمرت حتى ساعات الفجر الاولى من يوم امس. وتوقعت ان تقوم الولاياتالمتحدة بطرح تصور لحل مشكلة القدس بعد ان تتأمن عناصر كافية لهذا التصور توحي بامكان التوصل الى حل وسط. واكدت هذه المصادر ان ما يتم الحديث عنه بالنسبة الى القدس لا يتعدى افكاراً تطرح مع القادة لمعرفة ردود فعل الطرفين. اكد ذلك ايضاً مصدر اسرائيلي مضيفاً ان ما يشاع في الصحف الاسرائيلية هو "تسريبات اسرائيلية" لجس نبض الرأي العام الاسرائيلي حول ما يناقش في كامب ديفيد. وحول احتمالات التوصل الى اتفاق قال الناطق باسم البيت الابيض جو لوكهارت ان كلينتون "ما كان ليبقي على القمة لولا اقتناعه بامكان التوصل الى اتفاق، ومجرد بقائه حتى الخامسة فجراً يدل الى ذلك". واضاف ان الاستمرار يتوقف على "التقويم الواقعي" لامكان التوصل الى اتفاق". وتابع ان موعد انتهاء القمة "غير مرتبط بروزنامة انما بحظوظ التوصل الى اتفاق". واكد لوكهارت مشاركة مدير ال "سي آي إي" جورج تينيت في مفاوضات عطلة نهاية الاسبوع. وعن الجاسوس الاسرائيلي جوناثان بولارد قال لوكهارت ان الرئيس "لم يغير رأيه" بالنسبة الى هذا الموضوع الذي "يطرح مراراً" اثناء لقاء كلينتون مع رئيس الوزراء الاسرائيلي. ويتلخص وضع المفاوضات كالآتي: محاولات اميركية لاقناع عرفات باقتراحات باراك، ورفض عرفات تقديم المزيد من التنازلات. وقال مصدر فلسطيني استطاع الاتصال مع الوفد افلسطيني في كامب ديفيد ان المفاوضات بين الطرفين تتم شفوياً و "ليس باقتراحات مكتوبة". وأبلغ مصدر فلسطيني الى "الحياة" ان آخر ما تم تداوله بالنسبة الى القدس هو قبول فلسطيني بإعطاء الحي اليهودي لاسرائيل ونقل القدسالشرقية الى السلطة الفلسطينية"، وهو ما ترفضه اسرائيل التي تطرح "ولاية دينية فلسطينية على الاماكن المقدسة ، وتكون السيادة الاسرائيلية كاملة على المدينة، مع استعداد لاعطاء ادارة ذاتية للفلسطينيين في الاحياء العربية البعيدة عن البلدة القديمة". اما بالنسبة الى الاراضي فقال المصدر ان اسرائيل لا تزال تصرّ على ضم المستوطنات، ما يقاله الفلسطينيون ب"موافقة مشروطة بتبادل للاراضي" لكن اسرائيل ترفض التبادل "بأكثر من الممر بين غزة والضفة". واشار المصدر الى ان عرفات "يشعر بضغوط كثيرة عليه"، وان الاتصالات العربية به "لم تتعد المجاملات". وافاد المصدر ان اجتماعاً داخلياً عقد لاعضاء الوفد الفلسطيني امس "بعد تسريبات عن وجود خلافات في ما بينهم"، وقال ان المجتمعين اكدوا في نهاية الاجتماع تضامهم حول "الخروج باتفاق حسب الثوابت الفلسطينية، او لا اتفاق". وأُفيد ان اللجنة الامنية اجتمعت ليل الاحد - الاثنين، بحضور مدير ال"سي. آي. اي"، ومثّل الجانب الفلسطيني ابو العلاء ومحمد دحلان. وقال المصدر ان الجانب الاسرائيلي لم يطرح "تبادل الاراضي" خلال هذا الاجتماع. وبررت مصادر اسرائيلية تشدد عرفات في المفاوضات بكونه يدرك مدى حاجة باراك للتوصل الى اتفاق نهائي، وبمعرفته بعدم قدرة باراك على اللعب على المسارات والتوجه الى المسار السوري للضغط عليه بعد وفاة الرئيس الاسد. وبالاضافة الى تحسن الموقف التفاوضي الفلسطيني، تقول مصادر اميركية ان عرفات يدرك ايضاً الفرصة المتاحة له الآن من خلال نخراط رئيس الولاياتالمتحدة كمفاوض مباشر، ولا يريد تضييعها، كما ان عرفات مقتنع بأن كلينتون يبدي تعاطفاً مع المعاناة الفلسطينية. وتجنب الاميركيون تحديد موعد نهائي للمفاوضات على رغم ارتباط كلينتون بمواعيد رئاسية وموعد سفر اولبرايت الى بانكوك نهار الاربعاء. وتردد امس في اروقة المفاوضات ان غداً الاربعاء سيكون اليوم الاخير. ومن المقرر ان يقوم رئيس الفيليبين استرادا بزيارة لواشنطن الخميس.