توالت المهرجانات الخطابية الانتخابية للقوى المختلفة وارتفعت وتيرة الحملات المتبادلة بين المتنافسين، بين موالين ومعارضين، وأبرزها بين رئيس الحكومة الدكتور سليم الحص وسلفه الرئيس رفيق الحريري في بيروت، فيما كرس امس رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط انضمام المرشح فؤاد السعد الى اللائحة التي يدعمها في دائرة عاليه بعبدا. وكان الحص اعلن في مهرجان خطابي مساء أول من أمس ان "المال السياسي يستخدم على نطاق واسع ونحن نواجه خصماً كبيراً... لكننا لا نعتقد ان المعركة غير متكافئة..." وسأل: لماذا يحاسبون حكومتنا على عملها في سنة ونصف ولم يحاسبوا غيرنا...؟". أما الحريري فاعتبر في مهرجان آخر ان "كل النظريات التي سمعناها أدت الى زيادة الدين وتراجع فرص العمل". وينتظر ان يلتقي الحريري اليوم رئيس الجمهورية اميل لحود. من جهته، أعلن رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط في عين تريز انضمام النائب السابق فؤاد السعد الى لائحته الانتخابية في دائرة عاليه بعبدا. وقال انه سيترك المقعد الدرزي الثاني في عاليه شاغراً على الرغم من بعض الحركات الصبيانية، وسيترك المقعد الشيعي الثاني شاغراً لمرشح "حزب الله". وكشف جنبلاط في كلمة له عن ضغوط هائلة من قبل السلطة لتركيب وتشكيل لوائح مضادة، وإذ رحب بهذا الامر رفض الدخول في "سجالات درزية داخلية تافهة مع صبية او غير صبية". وأشار الى ان ترك المقعد الشيعي الثاني شاغراً هدفه "اننا لا نريد ان ندخل في اي صراع او تمايز او خصومة مع الذين حرروا الجنوب من الاحتلال الاسرائيلي". وأعرب عن أمله في ان تكون لائحة عاليه بعبدا "لائحة وحدة وطنية وعيش مشترك ومحبة". وتمنى على "الرفاق في الحزب السوري القومي الاجتماعي ان يتعاونوا معنا اذا شاؤوا لأننا لا نريد ان نعود الى بعض الاجواء التي تشابه 1958". وأعلن انه بالنسبة الى حزب الله "فبالاسبوع المقبل وبرفقة اعضاء جبهة النضال وأعضاء لائحة وحدة الجبل ستذهب للقاء السيد حسن نصرالله الأمين العام لحزب الله ونرى". وقال النائب باسم السبع: اننا مع وليد جنبلاط ننتصر حتماً ومع فؤاد السعد وكل الرفاق في لائحة وحدة الجبل وأحراره وكرامته، والخسارة مع جنبلاط هي انتصار كبير والانتصار مع الآخرين صبية كانوا أو غير صبية هي خسارة كبرى". وفي مقابل مهرجان جنبلاط، رجحت مصادر لائحة ارسلان ان تتجه الاتصالات الى تحالف رباعي بينه وبين الحزب السوري القومي الاجتماعي الذي رشح محمود عبدالخالق عن المقعد الدرزي الثاني في عاليه وانطون خليل عن المقعد الماروني، وحركة "أمل" التي رشحت النائب صلاح الحركة عن الشيعة و"حزب الله" الذي رشح النائب السابق علي عمار، على ان تضم من الموارنة بيار دكاش وعبدالله فرحات، عن منطقة بعبدا وتبقي الثالث شاغراً للنائب الياس حبيقة فيقترع اعضاؤها، ما عدا "حزب الله" له. وكان النائب مروان حمادة عضو كتلة جنبلاط اعلن ان "الحريات العامة في لبنان خط أحمر دافع عن كمال جنبلاط واليوم يدافع عنه وليد جنبلاط". وقال في ندوة في الشوف ان "السلطة الحقيقية في البلاد ليست في يد الحكومة كما نص اتفاق الطائف. وأكد ان "الكثير من الشلل التي تتشكل في القرى تحاول ان تلقي غباراً على العلاقة بين وليد جنبلاط وحزبه وجبهته وبين سورية، ونحن نقول ان "ما جمعنا مع سورية تاريخياً نصرة القضية العربية، ولا تستطيع حفنة من المشككين ان تضر بهذه العلاقة". وتابع "كما قال وليد جنبلاط للرئيس الراحل حافظ الأسد في عام 83 اننا معك في السراء والضراء، سيقولها ايضاً للرئيس بشار الأسد في العام 2000". وقال "نحن لسنا مستوزرين ولا يحتاج وليد جنبلاط الى وزارة او نيابة ليؤكد زعامته ولكن الانتخابات شرسة والتحدي حقيقي له". وكان الامين العام للحزب الشيوعي اللبناني فاروق دحروج، اعلن بعد لقائه جنبلاط في المختارة أمس، تحالف الحزبين "لمواجهة الاستحقاق الانتخابي الوطني". وأكد ان ما يجمعهما أمور عدة منها الاهداف الوطنية الكبرى وموضوع الحريات الديموقراطية والمطالب الشعبية". وقال ان "القانون الانتخابي الجائر الذي أقرّ، طائفي ورجعي ومتخلف، والمحادل التي تتشكل واللوائح المعلبة تسود كل المناطق تقريباً"، مبدياً خشيته من "استخدام السلطة وتسخيرها، والمال والنفوذ". وتمنى ان "تكون الحكومة على حياد في الانتخابات"، معتبراً ان "التمني شيء والواقع شيء آخر". وأكد النائب محسن دلول على تحالفه مع النائب ايلي سكاف في دائرة زحلة في البقاع. وانتقد قانون الانتخاب، معتبراً ان كل عهد يضع قانوناً على قياسه. وقال ان لائحتين مكتملتين ستتنافسان في هذه الدائرة وانه ضد مقاطعة الانتخابات لأنها استقالة من السياسة. وانتقد الحكومة معتبراً "انهم فتحوا ملف الاصلاح فدمروا الادارة... وممنوع الكلام...". وقال النائب عصام فارس ان "الحرية أثمن ما اعطي الانسان وهي احدى مقومات وجود لبنان وديمومته"، معتبراً ان "علينا ان نعرف كيف نستخدمها ضمن القانون والنظام وكيف نمسك بها وندافع عنها". وأكد خلال تخريج طلاب في جامعة اللويزة "اننا نعمل في سبيل لبنان، فلا طائفية تفرقنا ولا مذهبية تباعد بيننا ولا مصالح شخصية تتقدم على مصلحته العليا". وتوقعت مصادر قيادية في الحزب السوري القومي الاجتماعي ان يعقد مجلسه الأعلى اجتماعاً غداً الاثنين من اجل البحث في حسم الخلاف على اختيار مرشحه على لائحة النائب عصام فارس عن الدائرة الأولى في الشمال. وكان وفد من القيادة زار منفذية الحزب في الشمال وعقد اجتماعاً مع اعضاء القيادة هناك للتداول في شأن حسم الموقف من ترشيح النائب السابق حسن عزالدين او المرشح عبدالناصر رعد.