واشنطن - أ ف ب - يبدأ الرئيس الاميركي بيل كلينتون مساء اليوم جولة رسمية اخيرة تستغرق اسبوعاً في اوروبا يخشى ان تظللها الخلافات التجارية مع الاتحاد الاوروبي والخلافات مع موسكو حول ملفات الاسلحة الاستراتيجية. وقبل ثلاثة ايام من توجه كلينتون الى لشبونة المحطة الاولى من هذه الجولة، حيث سيشارك الاربعاء في اعمال القمة نصف السنوية بين الولاياتالمتحدة والاتحاد الاوروبي، هددت الولاياتالمتحدة بتشديد موقفها في شأن النزاع حول تصدير لحم العجول التي تتغذى بهرمونات النمو واستيراد الموز مع الاتحاد الاوروبي. واعلن مسؤولون في وزارة التجارة الاميركية الجمعه الماضية نيتهم تشديد العقوبات على المنتجات الاوروبية امام عجز بروكسيل عن احترام القرارات الصادرة عن منظمة التجارة العالمية والتي حكمت لصالح الولاياتالمتحدة في هذين النزاعين. وستركز القمة على "الاقتصاد الجديد" والاهمية المتزايدة للتكنولوجيا الجديدة والتجارة الالكترونية. وقال المستشار الاقتصادي الرئيسي للبيت الابيض جيني سبيرلينغ "نريد ان نستغل هذه الفرصة للتأكيد على اهمية تحرير الاتصالات السلكية واللاسلكية بغية تنمية هذا القطاع الاقتصادي في الولاياتالمتحدة". وسيتناول كلينتون ومحاوروه الاوروبيون ملفات سياسية على رأسها سياسة الدفاع والامن الاوروبيين الى جانب الوضع في كوسوفو والبلقان. وسيتمكن الرئيس الاميركي من البحث مجدداً في هذه الملفات ورصد حصيلة ثمانية اعوام من العلاقات مع بلدان الاطلسي خلال المحطة اللاحقة لجولته في المانيا، اذ يزور الجمعة اكس لا شابيل حيث سيتسلم جائزة "شارلماني" الاوروبية الشهيرة، ثم يقصد برلين مساء الجمعة والسبت حيث سيشارك في قمة القادة الاصلاحيين التي ينظمها المستشار الالماني غيرهارد شرودر. وقال المستشار الرئاسي الاميركي للامن القومي صموئيل بيرغر في اشارة الى الخطاب حول السياسة الخارجية الذي سيلقيه كلينتون في اكس لا شابيل "سيستعرض الرئيس التقدم الذي اُنجز على طريق بناء اوروبا مسالمة وموحدة وديموقراطية .. والتشديد على اهمية العمليتين الجاريتين والمتمثلتين بدمج اوروبا الجنوبية الشرقية وبناء روسيا حديثة وديموقراطية". كما سيبحث كلينتون مع محاوريه الاوروبيين موضوعات كانت مدرجة على جدول اعمال قمة مجموعة الدول الثماني الصناعية في اوكيناوا في اليابان، ومنها وضع خطة لمكافحة الامراض المعدية في العالم الثالث كالايدز والسل والملاريا وضرورة ردم الهوة التكنولوجية بين البلدان الغنية والفقيرة. وسيلتقي كلينتون مساء السبت والاحد في موسكو الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي التقاه مرتين العام الماضي. وسيجري الرئيسان الاميركي والروسي محادثات حاسمة حول مستقبل العلاقات بين البلدين في شأن الملفات الاستراتيجية المدرجة على رأس جدول اعمالهما. كما سيبحثان ايضاً الازمة في الشيشان والاصلاحات الاقتصادية. وتعارض روسيا منذ اكثر من عام رغبة واشنطن في مراجعة معاهدة "أي بي إم" حول الصواريخ المضادة للصواريخ الباليستية التي تتيح نشر دفاعات مضادة للصواريخ محدودة بحلول سنة 2005. واعلنت موسكو ان اتخاذ الولاياتالمتحدة قراراً احادي الجانب - باعتبار ان كلينتون سيتخذ قراره في هذا الشأن في نهاية الصيف او بداية الخريف - قد يسىئ الى كل اتفاقات نزع الاسلحة الكبرى المبرمة بين البلدين. ويزيد من قلق موسكو اعلان المرشح الجمهوري للرئاسة الاميركية حاكم تكساس جورج بوش ان معاهدة "أي بي إم" هي من بقايا الحرب الباردة وانه ينوي، في حال انتخابه، نشر درع مضاد للصواريخ على غرار ما ينص عليه برنامج "حرب النجوم" لحماية الولاياتالمتحدة وحلفائها.