لم يكن يدور في خلد الأخوين حسين وزيد الجبعاء مؤسسي نادي النصر وهما يقودان ثلة من الشبان عبر أزقة شارع العطايف احد أقدم أحياء مدينة الرياض، والذي احتضن أول مقر للنصر ان ناديهما سيحظى بمكانة دولية رفيعة تغري كبار المدربين على الصعيد العالمي بالعمل فيه. وتميز النصر على مر تاريخه باستقطابه لأبرز المدربين وكان أحمد عبدالله والد نجم الفريق والمنتخب ماجد عبدالله أول مدرب أشرف على الفريق الكروي الأول. وتوّلى اليوغسلافي الراحل بروشتش لاحقاً صقل موهبة ماجد في معسكر خارجي في لندن عام 1976، كما ترك هذا المدرب المتميز بصمة كبيرة في تاريخ الكرة السعودية عبر النجوم الذين برزوا وتألقوا تحت اشرافه. وعلى رغم مرور اكثر من عقدين من الزمن على تدريبه للنصر، الا ان الجماهير لا تزال تذكره وتمتدح "ولايته" التدريبية. ولا يمكن ذكر سجل المدربين الذين اشرفوا على النصر من دون التطرق الى البرازيلي الشهير ماريو زاغالو الذي قاد منتخب بلاده في كأس العالم 1974 و1994، وكان تولى تدريب النصر عام 1982 وحقق معه المركز الرابع في الدوري. وفي عام 1987، نجح النصراويون في التعاقد مع المدرب الايرلندي العالمي بيلي بينغهام الذي أشرف على الفريق في أول بطولة للدوري السعودي بعد تغيير اسمها الى كأس دوري خادم الحرمين الشريفين، وحقق معه المركز الثالث. وبعد مرور عقد من الزمان سجل النصر خبطة "تدريبية" العامين 1995و1996 تمثلت بالتعاقد مع المدرب الفرنسي هنري ميشال والبولندي بوتشنيك على التوالي، واشتهر عن بوتشنيك تغييره لمراكز اللاعبين حيث اشرك اللاعب فهد الهريفي في مركز الظهير الأيمن. وواصل النصر مسيرته المتميزة مع المدربين العالميين حيث تعاقد عام 1998 مع البلغاري الشهير بينييف ابان تولي الأمير فيصل بن عبدالرحمن رئاسة النادي. وكان بينييف قاد منتخب بلاده الى المركز الرابع في كأس العالم 1994. وقبل نهاية القرن الماضي، استطاع النصر التعاقد مع المدرب اليوغسلافي ميلان زيفادينوفيتش، فقاده في بطولة كأس العالم الأولى للأندية والتي حظي النصر خلالها باعجاب الكثيرين واستطاع ان يكون سفيراً مشرفاً للكرة السعودية والعربية. ومع مطلع الألفية الجديدة وعودة الرئيس السابق الأمير عبدالرحمن بن سعود الى منصبه في رئاسة النادي، كانت أولى خطواته البحث عن مدرب قدير كالعادة ووقع الاختيار على البرتغالي أرثر جورج الذي سبق وقاد باريس سان جيرمان الفرنسي 1993، ومنتخب سويسرا ومنتخب البرتغال. ومع ان النصر نجح في التعاقد مع مدربين مميزين الا انه لم يحقق معهم نتائج تواكب سمعتهم وخبرتهم. وقد تكون اسباب كثيرة وراء ذلك اذ سبق للاعب والمدرب النصراوي يوسف خميس ان ابدى تحفظاً في حوار له مع "الحياة" على التعاقد مع مدربي المنتخبات بحجة انهم لا يلائمون ولا يتناسبون مع الأندية المحلية.