ذكر مصدر مصري رفيع المستوى ل "الحياة" أنه يجري حاليا الإعداد لزيارة الرئيس السوري بشار الاسد الى الاسكندرية قريبا جدا. واشار المصدر الى ان هذه الزيارة تعكس استمرار متانة العلاقة بين البلدين وعمقها، موضحاً ان الرئيس حسني مبارك لم يلتق بشار الا مرة واحد الا انه يسانده منذ اللحظة الاولى. وكان مبارك بعث مستشاره السياسي الدكتور اسامة الباز الى سورية للمشاركة في الذكرى الاربعين للرئيس الراحل حافظ الاسد. واجرى اتصالاً هاتفياً مع بشار امس تم خلاله تبادل وجهات النظر في شأن آخر تطورات المحادثات الجارية في كامب ديفيد بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي، كما اجرى اتصالاً آخر بالعاهل الاردني الملك عبدالله بن الحسين للسبب نفسه. وكان مبارك تلقى اتصالاً هاتفياً من رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود باراك صباح امس. واكد المصدر ان موضوعي مسيرة السلام على المسار السوري وكذلك انشاء سوق عربية مشتركة سيكونان في اولويات محادثات القمة المصرية - السورية المقبلة والتي يتوقع ان تعقد في قصر رأس التين في الاسكندرية. واكد الدكتور الباز أن لقاء مبارك - بشار سيعقد قبل انتهاء فصل الصيف الجاري، مؤكدا في تصريحات لدى عودته الى القاهرة امس قادماً من سورية بعد مشاركته في مراسم تأبين الرئيس الراحل ان التشاور المصري - السوري مهم جدا في ما يتعلق بعملية السلام ومواجهة التحديات الراهنة التي تواجه الامة العربية. وتوقع الباز استئناف محادثات السلام السورية - الاسرائيلية في الاشهر القليلة المقبلة. وقال ان على اسرائيل السعي لاستئناف المفاوضات لأن السلام على المسار السوري مهم جدا، مشيراً الى حرص الرئيس السوري الجديد على التوصل الى "سلام الشجعان" والتمسك بالثوابت السورية المعروفة. وأضاف ان بشار اظهر نية صادقة في استكمال مسيرة السلام ويجب ان تستغل اسرائيل هذه الفرصة والا تضع عقبات امام استئناف المفاوضات. وعن مفاوضات كامب ديفيد الحالية، اكد الباز ان مصر تؤيد الثوابت الفلسطينية في قضية القدس المهمة للعرب والمسلمين والمسيحيين. وشدد على ان من غير الممكن تسوية قضية القدس من جانب واحد من دون الاخذ في الاعتبار متطلبات الجانب الآخر. واضاف ان مصر تدعم الموقف الفلسطيني في شأن القدس وهو موقف معتدل لا ينادي بتقسيم المدينة "وكل ما هناك تقسيمها من ناحية المرافق وحرية انتقال الافراد والسلع"، مشيرا الى ان اصرار اسرائيل على فرض السيادة على القدس العربية صعب جدا واذا استمرت في اصرارها على ضم القدس العربية بسكانها ال170 الف فلسطيني فسيكون من الصعب التوقيع على اتفاق حتى ان كان مرحلياً وتؤجل فيه قضية القدس. واكد مجددا ضرورة التوصل الى صيغة توفق بين الجانبين وتنص على عدم تقسيم المدينة المقدسة و"يجب على الاسرائيليين ان يفهموا ان القدس مهمة لكل العرب مسلمين ومسيحيين". على صعيد آخر، اكد الامين العام للجامعة العربية الدكتور عصمت عبدالمجيد ان الدول العربية تتابع باهتمام مفاوضات كامب ديفيد بين الفلسطينيين والاسرائيليين خصوصاً قضية القدس. وقال إنه لا بد من مساندة الموقف الفلسطيني في هذا الشأن لانه يعبر عن كل العرب مسلمين ومسيحيين باعتبار ان القدس هي قضية العرب الاولى. واضاف عقب عودته امس من دمشق حيث شارك في مراسم تأبين الاسد: "اننا نحرص على ضرورة الوصول الى حل مقبول من الاطراف الاسلامية والمسيحية في شأن القدس". واشار الى ان استمرار المفاوضات حتى الآن "ظاهرة تدل كما نتمنى على رغبة في الوصول الى حل"، معرباً عن امله في الوصول الى حلول ترضي الاطراف خصوصاً في القضايا الحيوية مثل القدس.