أعلن "المؤتمر الصومالي الموحد - التحالف الوطني" الذي يرأسه حسين محمد عيديد رفضه المشاركة في مؤتمر المصالحة الوطنية المنعقد في جيبوتي بحجة إنهاء المؤتمر أعماله الرئيسية. وقال الأمين العام ل"المؤتمر الموحد" أحمد عبدالكريم، في بيان صدر أمس في مقديشو، إن فصيله "قرر بعد مناقشة مطولة مع الوفد الحكومي الجيبوتي الذي يزور مقديشو حالياً عدم المشاركة في مؤتمر جيبوتي". وأكد وجود تفاهم بين "المؤتمر الموحد" وحكومة جيبوتي في شأن أهمية نجاح مؤتمر المصالحة الوطنية الصومالية. إلى ذلك، أكد رئيس الوفد الجيبوتي عثمان أحمد يوسف، مستشار الرئيس الجيبوتي اسماعيل عمر غيللي، نجاح مهمته في مقديشو، وأشار إلى "تفاهم تام ومشترك" بين فصيل حسين عيديد وحكومة جيبوتي في شأن المصالحة الوطنية، لكنه شكك في لقاءات عقدها السفير المصري لدى الصومال الدكتور صلاح عبدالرزاق حليم مع كل من عيديد وخصمه المنشق عنه عثمان حسن علي عاتو وبعض الزعماء الآخرين الموجودين في مقديشو. وكان السفير المصري وصل أمس إلى مقديشو وباشر محادثات مع زعماء الفصائل الصومالية كل على حدة. وكان لافتاً أمس أن الوفد الجيبوتي والبعثة المصرية اقاموا في "فندق الصحافي" وسط مقديشو، لكنهما لم يلتقيا وجهاً لوجه، ما يوحي بوجود خلاف بين الجانبين في شأن مؤتمر جيبوتي. واعترف مستشار الرئيس الجيبوتي عثمان أحمد يوسف بذلك، وقال في تصريحات صحافية أمس: "انني أشك كثيراً في محادثات السفير المصري مع زعماء الفصائل، خصوصاً بعد محادثات الفصائل مع الوفد الجيبوتي". لكن السفير المصري عبدالرزاق رفض التعليق على تصريحات رئيس الوفد الجيبوتي، كما رفض كشف أهداف زيارته والموقف الرسمي المصري من مؤتمر جيبوتي. وعلمت "الحياة" من مصادر قريبة إلى كل من جيبوتي وعيديد ان الأخير توصل إلى "تفاهم" مع الوفد الجيبوتي في شأن تأجيل موعد إعلان نتائج المؤتمر المقرر نهاية الشهر الجاري، و"منح عيديد منصب لائق لضمان تأييده المؤتمر". يذكر أن المؤتمر المنعقد من الثاني من أيار مايو الماضي في منتجع عرتا على مسافة 30 كلم من جيبوتي العاصمة، أعلن أول من أمس ان زعماء القبائل والأعيان والشخصيات المشاركة اتفقت على الدستور الانتقالي وعلى تقاسم السلطة وتشكيل حكومة انتقالية وبرلمان من 225 مقعداً تتوزع مناصفة على القبائل الرئيسية في البلاد. ومن المقرر أن تعلن أسماء أعضاء المجلس الوطني الانتقالي البرلمان الأربعاء المقبل، ثم ينتخب النواب رئيساً موقتاً للصومال نهاية الشهر الجاري. كما اتفق المشاركون في المؤتمر على أن تكون مدينة بيداوه جنوبالصومال عاصمة إدارية موقتة للحكومة الجديدة إلى حين إعادة تأهيل مقديشو.