نفى رئيس البرلمان العراقي أسامة النجيفي ما تردد اخيراً حول عقد صفقة سياسية مع الاكراد لضمان تحالفهم مع «القائمة العراقية»، وأكد زيارته ايران وتركيا ضمن جولة اقليمية لا تشمل الكويت. وأوضح النجيفي، في مؤتمر صحافي عقده في بغداد أمس، انه لم يعقد في اربيل أي صفقة سياسية جانبية انما ذهب «لمناقشة الامور العالقة سواء الداخلية او الخارجية». وتابع: «لم اذهب الى اقليم كردستان لتسوية العلاقات بين بغداد واربيل وانما لحل المشاكل التي تواجه البلاد بصورة عامة». وفي ما يخص الخلاف بين رئيس الوزراء نوري المالكي وزعيم القائمة العراقية اياد علاوي قال انه «لا يوجد أي خلاف شخصي بين علاوي والمالكي وان الاثنين يتكلمان من منطلقات سياسية وليست شخصية». وأوضح ان مبادرته هي للتهدئة وليست لتصعيد المواقف بعدما وصل الخلاف الى مرحلة خطيرة تنبيء بالانفجار، مشيراً الى انه لم يطلع على خطط بارزاني او التحالف الكردستاني في حال لم تلب المطالب الكردية. وأعرب عن أمله بأن تتحقق شراكة وطنية تضم جميع الكتل السياسية لتلافي المشاكل بين الاطراف كافة. وفي شأن انسحاب القوات الاميركية من العراق نهاية السنة قال ان «السلطة التنفيذية ممثلة برئيس الوزراء مخولة بالتفاوض مع القوات الاميركية في شأن الانسحاب وفقاً لما حدده الاتفاق الامني بين بغداد وواشنطن وينص على الانسحاب الكامل للقوات الاميركية بعد نهاية عام 2011». وأضاف: «ان البرلمان لم يطلع على مدى جاهزية القوات الامنية حتى الان ولم يعلم مدى استعداد القوات الامنية وجاهزيتها للدفاع عن البلد داخلياً وخارجياً». واستدرك ان «مجلس النواب ستكون له الكلمة الاخيرة في حال تقدمت الحكومة بطلب لإبقاء مدربين اميركيين لغرض تدريب القوات العراقية ووفقاً لما يتماشى مع مصلحة العراق بشرط ان لا تمس سيادة البلد». وتابع: «في حال وردت رسالة من الحكومة الى البرلمان بخصوص المراحل التي وصلت اليها المحادثات بين ممثلي الحكومتين العراقية والاميركية حول مستقبل الوجود الاميركي، فإن مجلس النواب سيقبل او يرفض ما تم التوصل اليه». الى ذلك اكد مصدر مقرب من رئيس البرلمان اسامة النجيفي ان «الاخير وضع برنامجاً لحلحلة الخلافات بين المكونات السياسية المشاركة في الحكومة ووجدت مبادرته صدى طيباً بل ان البعض أبدى مرونة كبيرة لتجاوز بعض الخلافات». واشار الى ان «برنامج النجيفي سيبدأ بمجرد عودة رئيس الجمهورية الى البلاد حيث ستُعقد سلسلة اجتماعات مهمة تضم جميع مكونات العملية السياسية سواء في المركز او الاقليم لحل الخلافات بالتوافق السياسي». واضاف المصدر في تصريح الى «الحياة» ان «من ضمن فقرات برنامج النجيفي القيام بجولات ميدانية لمحافظات البلاد والاطلاع عن كثب على حقيقة المشاكل والمعوقات التي تعرقل عملية البناء والاعمار». واشار رئيس البرلمان العراقي الى ان «المرحلة الراهنة بحاجة إلى نصح المرجع الديني علي السيستاني»، مؤكداً عدم «وجود اتفاق لزيارة السيستاني حاليا». وأضاف ان «لقاء السيستاني سيكون ذا فائدة كبيرة في ظل الأجواء المتوترة»، معرباً عن أمله بأن «يلتقي السيستاني خلال الفترة المقبلة ضمن المبادرة الحالية». واعلن النجيفي خلال المؤتمر الصحافي انه سيزور إيران وتركيا قريباً لبحث القضايا العالقة والأحداث التي تشهدها الدول العربية. وقال إن «المبادرة التي تم طرحها تتضمن زيارة إيران نهاية الشهر الجاري أو بداية الشهر المقبل وزيارة تركيا في القريب العاجل للبحث في القضايا العالقة مع العراق كالقصف التركي الإيراني وقطع المياه، إضافة إلى مناقشة ما يحصل في عموم المنطقة من تغيرات أساسية أو ما سميت بالربيع العربي وتأثيرها على الوضع العراقي». وأكد ان جدول زيارته لا يشمل الكويت. وفي شأن آخر قال النجيفي ان رئاسة المجلس تسلمت طلباً رسميا من مجلس القضاء الاعلى يقضي برفع الحصانة عن النائب المستقل صباح الساعدي على خلفية الشكوى التي رفعها ضده رئيس الوزراء بتهمة اهانة الحكومة.