ظهر الرئيس علي عبدالله صالح أول من أمس متأثراً بالأجواء الرمضانية وهو يوجه الدعوة الى القوى السياسية والمستقلين وأبناء اليمن الى "تناسي الماضي والانعتاق" منه سواء ما قبل الثورة عام 1962 أو بعدها وحتى بعد الوحدة اليمنية عام 1990 وما تلاها من أحداث وحرب. وأدى طرح علي صالح الى تساؤلات في شأن ما اذا كان كلامه ستكون له انعكاسات على صعيد أفراد قائمة الپ16 على رأسهم السيد علي سالم البيض نائب رئيس مجلس الرئاسة السابق الذين يحاكمون حالياً في قضية الانفصال والذين يتوقع صدور احكام في حقهم في أيار مايو المقبل. واعتبر مصدر مطلع ان علي صالح ربما كان يمهد لعفو عن هؤلاء ولكن بعد صدور احكام في حقهم. وقال الرئيس اليمني في اللقاء الرمضاني الموسع الذي ضم أعضاء الحكومة والمجلسين الاستشاري والنواب وقيادات الاحزاب السياسية والشخصيات الاجتماعية وحشداً من رجال الصحافة والاعلام "إنها مناسبة رمضانية مباركة أدعو فيها الى اغلاق ملفات الماضي وفتح صفحة جديدة نحو التطلع الى المستقبل، كي نضع مصلحة اليمن فوق كل اعتبار". واظهر تقبله المعهود للنقد ومخاطبته بحدة من الآخرين عندما قابل حديث أحد رجال الدين هو علي فارع العصيمي عضو سابق في حركة الاخوان المسلمين وخرج من حزب الاصلاح في ايلول/ سبتمبر 1994 الذي طلب من الرئيس وبلهجة حادة إلغاء الديموقراطية لأنها ضرب من الكفر، وقال مخاطباً الرئيس اليمني: "اتق الله في هذا الشعب الذي جاء بك الى قمة السلطة فجازيته هذا الجزاء المهين. ان عليك ان تتخلى عن الديموقراطية لأنها جاءت بالوبال على الشعب وأثارت الفتن بين الناس في المساجد وخارجها". ودعا الى تطبيق الشورى الاسلامية. وكان الشيخ عبدالمجيد الزنداني ذكر في حديثه أمام علي صالح ان اليمن تصدت لمحاولة احتلال جزيرة عبده الكوري القريبة من جزيرة سقطرى في البحر العربي. وقال ان جزيرة سقطرى اليمنية تعرضت لمحاولة هجوم اجنبي، وما زالت مهددة هي وبقية الجزر اليمنية من مخاطر المؤامرات الاجنبية. وطالب بمنع الاجانب من الوصول الى الجزر. وقال ان احتلال اريتريا لجزيرة حنيش اليمنية في البحر الاحمر جاء بعد دخول السياح والاجانب الى الجزيرة. لكن مصدراً حكومياً يمنياً نفى أمس رسمياً ان تكون جزيرة عبده الكوري أو سقطرى تعرضت لاعتداء من عناصر اجنبية مسلحة. وقال المصدر ان "هذا الخبر ليس له أساس من الصحة". ولوحظ ان المصدر نفى ما نسب الى مصدر ديبلوماسي غربي ولم يكذب ما قال الزنداني وهو رئيس مجلس الشورى في التجمع اليمني للاصلاح. وحاول الشيخ الزنداني التخفيف من حدة حديث الشيخ علي العصيمي وبدا مدافعاً عن الديموقراطية في البلاد. وقال: "ان الديموقراطية، وان كانت الكلمة غير عربية، إلا ان مضمونها في اليمن اسلامي". وحذر من التراجع عنها وقال: "ان التعددية ضمان يحول دون سيطرة الاستبداد". وأيد الزنداني ما طرحه الدكتور سيف صائل عضو المكتب السياسي للحزب الاشتراكي الذي علق مؤيداً حديث الرئيس علي صالح، ودعا الى تماسك الجبهة الداخلية لمواجهة التحديات الداخلية والخارجية. فيما أيد السيد جار الله عمر عضو المكتب السياسي للاشتراكي ما طرحه الشيخ الزنداني عن الديموقراطية والجزر اليمنية. لكنه قال: "اختلف مع الشيخ الزنداني في ما قاله عن منع الاجانب من زيارة الجزر والذي يجب هو السماح بنشاط سياحي في ربوع اليمن كلها بما فيها الجزر، لأن السياحة تدر على اليمن دخلاً اقتصادياً يمنعها من مد يدها الى الغير". وطلب جار الله عمر من علي صالح تأكيد دعوته الى نسيان الماضي بتوجيه اجهزة الاعلام الرسمية نحو التزام عدم الرجوع الى الماضي وفتح ملفاته حتى تصبح الدعوة حقيقية ونافذة. وفي اللقاء الموسع أظهر الرئيس اليمني رفضه للمديح المبالغ فيه، عندما قاطع الشيخ مرتضى زيد المحطوري أحد رجال الدين الشيعة الذي مدحه بطريقة غير عادية. وبعد اللقاء الموسع في مقر دار الرئاسة توجه الرئيس اليمني مع الحاضرين في باص ودون اصطحاب حراسه الشخصيين من دار الرئاسة الى القصر الجمهوري حيث تناول الجميع الافطار.