قال الموفد الخاص للأمين العام للأمم المتحدة تيري رود لارسن انه يأمل ان يتم تصحيح الخروق الاسرائيلية واعادة انتشار قوات الطوارئ الدولية في جنوبلبنان، قبل 27 تموز يوليو الحالي، موعد انعقاد مؤتمر الدول المانحة لمساعدة لبنان على اعمار الجنوب على مستوى السفراء، كي يعطي ذلك انطباعاً مريحاً لممثلي هذه الدول أن الأمور تسير في شكل جيد، يشجع هذه الدول على تقديم المساعدة المطلوبة. وأعلن لارسن انه يدرك ان هذا يتوقف على حكومة اسرائيل واجراءاتها لجهة تصحيح الخروق الاسرائيلية للأراضي اللبنانية. وكان لارسن يتحدث الى "الحياة" صباح أمس، قبيل مغادرته ظهراً بيروت الى اسرائيل لمتابعة مسألة انهاء الخروق مع القيادة الاسرائيلية، "حيث سأجتمع مع المسؤولين في وزارة الدفاع مساء أمس لأعرض معهم تقارير قوات الطوارئ الدولية عن الوضع على الحدود". واذا كان قد حصل على موافقة واضحة من الحكومة اللبنانية على انتشار قوات الطوارئ فور انهاء الخروق الاسرائيلية، في حال صحّحتها اسرائيل قبل 27 تموز قال: "سأعود الى بيروت هذا الأسبوع. وكما قلت فإن الأمر مسؤولية الحكومة الاسرائيلية. وقوات الطوارئ تراقب الوضع على الحدود في شكل يومي. أما بالنسبة الى التوقعات الايجابية لانتشار قوات الأممالمتحدة بعد ذلك فإن قراءتي لنتائج لقاءاتي مع رئيس الجمهورية اميل لحود والفريق اللبناني انه يمكن للطوارئ ان تنتشر بعد انهاء اسرائيل الخروق للأراضي اللبنانية. وكذلك اقول ان الأمر يتوقف على الحكومة الاسرائيلية. وأنا آمل ان يتم ذلك قبل اجتماع ممثلي الدول المانحة في 27 الجاري لأن انتشار الطوارئ يساعد على اشاعة نوايا طيبة لدى المانحين لمساعدة لبنان. ان هذا الانتشار سيرضي ويسّر الدول المانحة حكماً، خصوصاً انه يمهد لتعزيز وجود قوات الشرعية اللبنانية في مناطق الجنوب". اضاف: "ان معظم سفراء الدول الكبرى الذين التقيتهم في بيروت اجتمع مع سفراء الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن يتوقعون ان تنهي اسرائيل خروقها قريباً لتنتشر قوات الطوارئ بعدها ويتم تعزيز قوات الشرعية اللبنانية". واعتبر لارسن ان تأمين المساعدات للبنان سيمر في ثلاث خطوات: 1-انعقاد مؤتمر المانحين على مستوى السفراء في 27 الجاري. 2- اطلاق الأممالمتحدة عملية واسعة للاتصالات مع صناديق المانحين ومنظمات الأممالمتحدة المتخصصة والبنك الدولي لبلورة صيغة تمويل عدد من البرامج العاجلة والمتوسطة المدى. 3- انعقاد مؤتمر المانحين على مستوى الوزراء في توقيت ما في الخريف المقبل. وأشار لارسن "الى ان المساعدات العاجلة هدفها معالجة المشكلات الاجتماعية الملحة وتأهيل بعض أوجه النشاطات على هذا الصعيد، والمساعدة المتوسطة المدى تتناول بعض أوجه البنى التحتية. وهذه قد تتطلب مبالغ صغيرة، وليست كبيرة. ولذلك يجب الا تكون توقعات لبنان عالية بالحصول مباشرة على المال. ان اجتماع 27 تموز هو البداية العملية لعملية ستتواصل". اضاف: "أما المساعدات البعيدة المدى التي تتطلب مبالغ كبيرة فهي التي تتناول المشاريع الكبرى للبنى التحتية كالطرقات وغيرها. واعتقادي انه على رغم تركيز المجتمع الدولي على المسار الفلسطيني، فما زال هناك تركيز على مساعدة لبنان في هذه المرحلة، لأن هذا التركيز يرتبط ايضاً بجهود عملية السلام". وقال لارسن ان المجتمع الدولي ينوي التركيز على مسألتين متلازمتين، بعد انتشار قوات الطوارئ في الجنوب. الأولى المساعدة على تأمين الاستقرار فيه عبر جهود التنمية الاقتصادية ونوع المساعدة هنا عاجل ومتوسط المدى. الثانية: متابعة الجهود لاستئناف عملية السلام. وبما ان مساعدات المبالغ الكبيرة والتوظيفات الاستثمارية مرتبطة بالتوقعات لمدى فاعليتها وبالتالي مرتبطة بالاستقرار السياسي والأمني، فإنها مرتبطة باستتباب السلام في المنطقة الذي يتيح تنفيذ المشاريع الكبيرة. ولذلك فإن تقديم المساعدة العاجلة والمتوسطة المدى للبنان، ومتابعة جهود السلام هما مسؤولية كبيرة ملقاة على عاتق المجتمع الدولي... على صعيد آخر علمت "الحياة" من مصادر دولية ان الجانب اللبناني قدم في اجتماع الجمعة الماضي بين لارسن ولحود ورئيس الحكومة الدكتور سليم الحص احداثيات جديدة تتناول النقاط الثلاث التي وضعها الخط الأزرق المرسوم من جانب الفريق الدولي داخل الأراضي الاسرائيلية والتي ما زالت موضع خلاف. وأوضحت المصادر ان الهدف من هذه الاحداثيات ان يكون خط الانسحاب "منصفاً" في بعض مناطق هذه النقاط نظراً الى أنه يخترق قرى لبنانية مأهولة.