وصف السيد فريد الديب محامي ابراهيم القضية بأنها "سياسية" وكشف عن وقائع التحقيق الذي جرى على مدى يومين نهاية الاسبوع الماضي مع موكله، ونفى ان يكون بين الوقائع أي شيء عن علاقة موكله باسرائيل او اسرائيليين. واستغرب تقارير صحافية تحدثت عن توجيه اتهامات الى ابراهيم تتعلق بتنسيق بين "مركز ابن خلدون" ومؤسسات او جهات اسرائيلية، مؤكداً ان النيابة استبعدت تهمة مخالفة الامر العسكري الذي صدر العام 1992 في شأن حظر جمع التبرعات بعد ما تبين ان المركز اسس وفقاً لقانون الشركات ولا يتلقى التبرعات وانما يحصل على اجور نظير الابحاث التي يقوم بإعدادها لمصلحة الجهات التي يتعامل معها. وشرح الديب علاقة موكله بمركز ابحاث حلف الاطلسي الناتو وقال ل"الحياة": "هناك عقد اتفاق بين مركز ابن خلدون ومركز ابحاث ناتو قدمته السلطات الى النيابة على انه دليل ادانة في حين تبين ان العقد يتضمن بنوداً بين الطرفين لا تختلف عن تلك المدونة في العقود بين مركز ابن خلدون والجهات الاخرى إذ ينص على ان يقوم المركز باعداد ابحاث اجتماعية عن تصورات لما يمكن ان يكون عليه سيناريو التعاون بين اوروبا ومنطقة شمال افريقيا والشرق الاوسط بعد حلول السلام في العام 2001". وقال إن موكله "لم يكن انتهى من عمل البحث وانما كتب مسودة له تضمنت تصوراته لاربعة سيناريوهات الاول عربي والثاني اسلامي والثالث شرق اوسطي والرابع يتعلق بحوض البحر المتوسط". وأضاف ان ابراهيم "ذكر في التحقيقات انه رجح ان تجري الأمور في المستقبل وفقاً للسيناريو الاخير"، وانه رأى ان السياسة المصرية حالياً تتم وفقاً لذلك السيناريو مستشهداً بتوقيع على مشروع شراكة مع الاتحاد الاوروبي. وأضاف المحامي ان موكله رد عندما سئل عن سبب تعاونه مع مركز ابحاث ناتو بالقول "ان المسؤولين هناك يطلعون على كل الابحاث التي تجري في شتى انحاء العالم في شأن الامور التي تهمهم، وهم كانوا اطلعوا على بحث قديم كتبه سعد الدين ابراهيم في العام 1975 في مجلة "سيكيوريتي" عن مستقبل الاوضاع في العالم من مختلف الجوانب السياسية والاقتصادية والاجتماعية". وتابع ابراهيم في التحقيقات "جاءت تصوراتي وكأنني اقرأ الاحداث، فرأى المسؤولون عن مركز ابحاث ناتو انني محلل جيد فقرروا الاستفادة برأيي في ما يمكن ان تكون عليه الاوضاع العام المقبل، لانهم مهتمون بتنمية دول البحر المتوسط وشمال افريقيا لكون الحلف يعتقد ان تفادي وقوع صراعات مسلحة فيها كما حدث في مناطق اخرى مثل اقليم كوسوفو او البوسنة والهرسك سيجنبهم مشاكل جمة كما انهم يعلمون ان حل مشاكل المنطقة يساهم في منع الهجرة غير الشرعية الى اوروبا". وتناول الديب ما ورد في التحقيقات في شأن البطاقات الانتخابية المزورة وقال ان موكله نفى صلته بها واطلع النيابة على نص الاتفاق بين "مركز ابن خلدون"، والاتحاد الاوروبي في شأن مشروع المشاركة الانتخابية. وظهر ان الاتفاق لا يلزمه تقديم بطاقات انتخابية واتهم مدير المشروع في المركز الباحث خالد فياض بأنه مسؤول عن تلك البطاقات. وكان فياض ذكر في التحقيقات ان ابراهيم اجبر العاملين في المركز على تزوير البطاقات على اساس انه يحاسب الاتحاد الاوروبي على ان كلفة الواحدة منها ستة جنيهات في حين انها لا تكلف سوى جنيه واحد. تستأنف نيابة أمن الدولة العليا في مصر في وقت لاحق تحقيقاتها مع ابراهيم الذي يقضي فترة اعتقال احتياطي على ذمة التحقيق في قضية أتهم فيها مع باحثين ومتعاملين مع المركز. ويتوقع أن تواجه النيابة إبراهيم في الجلسة المقبلة ببقية الأدلة المقدمة ضده. وتبذل أجهزة الأمن جهوداً لتوقيف خمسة متهمين آخرين صدرت قرارات من النيابة بتوقيفهم في القضية. وعاد إلى القاهرة أمس الكاتب علي سالم آتيا من إسرائيل بعدما شارك في ندوة نظمتها جامعة تل أبيب عن "الأدب في دول البحر المتوسط"، ويتوقع أن يمثل سالم في وقت لاحق أمام نيابة أمن الدولة باعتباره شاهداً ليدلي بأقواله عن فيلم "ادخل شريك.. شارك" الذي كتب السيناريو له بناء على اتفاق مع ابراهيم ضمن مشروع يتبناه المركز بتمويل من الاتحاد الأوروبي. وكانت النيابة اعتبرت الفيلم دليل إدانة ضد إبراهيم. ونفى سالم أن يكون ناقش مع مسؤولين إسرائيليين قضية إبراهيم أو أن تكون السلطات تعرضت له عند مغادرته مصر، أو عودته إليها. لكنه ذكر أن أعضاء في جماعة "السلام الآن" الاسرائيلية أثاروا القضية اثناء حديثه معهم. وأوضح أنه لم يتلق بعد ما يفيد استدعاء النيابة له.