اختار حزب الأمة السوداني المعارض مكتباً قيادياً جديداً في المرحلة الانتقالية التي تسبق عقد المؤتمر العام للحزب المقرر في كانون الثاني يناير المقبل. ولم يمكن التحقق من صحة الأنباء عن تشكيلة القيادة الجديدة، نتيجة امتناع قيادات الحزب عن التحدث إلى الصحافيين في ذلك الشأن. لكن الأمين العام للحزب الدكتور عمر نورالدائم ذكر أن حزبه سيعلن التشكيل الجديد في مؤتمر صحافي متزامن في الخرطوم والقاهرة الأسبوع المقبل. وتردد ان حزب الأمة اختار الأمين العام للحزب الدكتور عمر نورالدائم نائباً لرئيس الحزب السيد الصادق المهدي، وهو المنصب الذي كان يشغله نصرالدين الهادي المهدي، فيما احتفظ مسؤول العلاقات الخارجية مبارك المهدي بموقعه، واسندت مهمة التنظيم إلى الدكتور علي حسن تاج الدين. ويتولى عبدالرسول النور مسؤولية الحزب في الولايات، فيما كلفت حرم الصادق المهدي السيدة سارة الفاضل مسؤولية المال، وتولى اللواء المتقاعد فضل الله برمة ناصر أمانة المعلومات، والصديق الصادق المهدي أمانة الشباب، والزهاوي إبراهيم مالك أمانة الفئات. وتفيد المعلومات المتوفرة في الخرطوم ان حزب الأمة اختار مكتباً سياسياً من ثمانين عضواً برئاسة الصادق المهدي الذي شرع حزبه في اجراء الترتيبات لعودته إلى السودان واستقبال بقية قوات الحزب الموجودة في أسمرا، استكمالاً لنقل نشاط الحزب إلى الداخل. ويرى مراقبون ان اختيار المكتب القيادي الجديد لحزب الأمة حسم الخلافات الداخلية في الحزب لصالح المجموعة التي كانت تقود نشاط الحزب في المعارضة بالخارج، والتي تتسم بالمرونة وتساند مساعي التسوية السياسية مع الحكومة، في مقابل المجموعة الأخرى التي تتخذ مواقف متشددة ازاء الصلح مع نظام الحكم في الخرطوم. ويعتقد هؤلاء المراقبون ان زعيم الحزب السيد الصادق المهدي يفضل التعامل مع المجموعة الأولى التي اختيرت لقيادة الحزب في هذه المرحلة، ويستندون في ذلك إلى الانتقادات المبطنة التي ظل يوجهها إلى رموز من المجموعة الثانية التي تجاوزها الاختيار للمواقع القيادية في الحزب، ويبرر تصلب مواقفها بمرارات شخصية تعرضت لها من النظام الحاكم وعدم ادراكها التطورات الداخلية والاقليمية. على صعيد آخر، قرر الحزب الحاكم في السودان الامتناع عن الرد على اتهامات الزعيم الإسلامي الدكتور حسن الترابي التي ظل يوجهها للحكومة خلال الندوات العامة التي نظمها حزبه أخيراً. وقال الرئيس السوداني عمر البشير، عقب اجتماع ضم قيادات الحزب الحاكم "المؤتمر الوطني"، إن الحكومة والأمانة العامة للحزب "لن تلتفت إلى حملات التشويش والهجوم غير الواقعي ومحاولات تزييف الواقع والتجني على الأفراد والمؤسسات". وأضاف: "اننا نثق في وعي الشعب السوداني وجماهير المؤتمر الوطني". واعتبر ان أولويات الحزب الحاكم تتمثل في الدفع بالحوار الوطني وتعزيز خطوات المصالحة الوطنية، والعمل على ازالة سلبيات المرحلة الماضية التي شابها الخلاف والنزاع والالتفات إلى قضايا السودان