اجمع المسؤولون السوريون على دعم سياسة "التحديث والتغيير" التي ينوي الفريق بشار الاسد تنفيذها لدى تسلمه منصب الرئاسة بعد ظهور نتائج الاستفتاء مساء اليوم، مؤكدين مجددا المواقف السورية المتعلقة بالسياسة الخارجية مع "الترحيب" بدور محتمل للامم المتحدة في مفاوضات السلام. وتوجه معظم ال 4،9 مليون سوري الى صناديق الاقتراع للادلاء بأصواتهم في قرار القيادة القطرية لحزب "البعث" ترشيح الاسد الى الرئاسة وموافقة البرلمان على هذا القرار. وادلى الفريق الاسد بصوته في مدرسة "الحرية" حيث اكمل دراسته الاولى، في حضور وزير الاعلام عدنان عمران وعدد من المسؤولين. وبعد التصويت زار ادارة المدرسة، وقال: "ليس عبثا ان اخترت الاقتراع في هذا المركز ففي مدرستكم تعلمت ونشأت وانا احمل لكم كل العرفان بالجميل. والانسان يستمد عوامل النجاح او الفشل من مصدرين هما البيت والمدرسة، وها انا في مدرستي وبين اساتذتي واسرة مدرستي لاستعيد ذكرياتي فهنا نشأت وتعلمت، وكل مظاهر المحبة التي المسها في شوارع الوطن لكم دور كبير فيها، اشد على ايديكم واشكركم جميعاً". وايد كبار المسؤولين ترشيح الفريق الاسد، وقال نائب الرئيس السيد عبدالحليم خدام "ان اختيار الرفيق بشار لموقع رئاسة الجمهورية هو اختيار للنهج القومي والثابت لسورية والهادف اولاً الى تحقيق الانسحاب الاسرائيلي الى ما وراء خطوط الرابع من حزيران يونيو عام 1967 والى العمل لتحقيق مناخ عربي يمكن العرب من النهوض حتى يأخذوا مكانهم في الساحة الدولية ويضمن حقوقهم ومصالحهم". وزاد ان الاختيار يعني "مراجعة الوضع الاقتصادي وتحقيق خطط لنهوض وازدهار اقتصادي ... ويتطلب تطويراً وتحديثا جديا في الدولة وآليات عملها لتكون اكثر فاعلية وقدرة في تحقيق طموحات شعبنا". وعزا الامين القطري المساعد ل"البعث" سليمان قداح قوله "نعم" للفريق بشار الى كونه "الاقدر والاجدر والاكفأ لحمل الراية ومواصلة مسيرة التصحيح التي ارسى قواعدها قائدنا الخالد". وزاد: "نعم للتجديد والتطوير وتحديث الدولة"، معتبرا انه "يجب تطبيق القوانين على الجميع من القمة حتى القاعدة"، في اشارة الى استمرار حملة مكافحة الفساد. وسئل عن احتمال رفع الحصانة عن نواب في البرلمان، فقال: "ليس هناك احد فوق رأسه خيمة كائناً من يكون، والمرتكب يحاسب ومن يعمل الصح فنحن معه ويلاقي الصح، ومن يعمل الخطأ يحصد الخطأ وبالتالي ليست هناك حصانة لاحد سواء كان عضو قيادة او وزيرا او عضو مجلس الشعب". وقال وزير الخارجية فاروق الشرع بعد الادلاء بصوته في الوزارة: "كانت هناك رهانات كبيرة جدا ... على الخلافة وما قد ينجم عنها من غياب للاستقرار ومن فوضى، لكن هذه الرهانات سقطت وخسر اصحابها". وزاد: "اننا واثقون بالمرحلة المقبلة رغم التحديات الصعبة فان الفريق بشار الاسد ورفاقه قادرون على تجاوزها ومتابعة نهج الراحل". وسئل عن الموقف من عملية السلام، فجدد الشرع المطالبة بالانسحاب الكامل من الجولان لان "هذا المطلب جوهري واساسي ولا تفاوض او مساومة عليه". وقال: "في برنامج سورية وفي عقل الفريق بشار وضميره استعادة الجولان كاملا غير منقوص الى خط الرابع من حزيران. هذه مسألة محسومة بالنسبة اليه". وسئل عن الدور المحتمل للامم المتحدة في ترسيم الحدود بين سورية واسرائىل، فقال ان "الانجاز" على المسار السوري منذ مؤتمر مدريد الى الآن "لا يتناسب مع حجم الولاياتالمتحدة ولا مع حجم روسيا ... نعتقد ومنذ البداية انه كان للامم المتحدة دور مهم يمكن ان تلعبه في عملية السلام ولا نزال نعتقد بان الاممالمتحدة قادرة ان تلعب مثل هذا الدور"، مشيراً الى "اننا رحبنا بمثل هذه الفكرة" لدى محادثات الامين العام للامم المتحدة كوفي انان في دمشق بحيث تكون هناك "عدم انتقائية بالقرارات وان تطبق القرارات الصادرة عن مجلس الامن جميعا".