أعلن "الرئيس المرشح" الفريق بشار الاسد استعداد سورية لاستئناف مفاوضات السلام مع اسرائىل "في أي لحظة" على أساس الانسحاب الكامل الى حدود الرابع من حزيران يونيو 1967، مؤكداً عدم وجود "أي داعٍ لتوقف" الجهود السلمية في هذا الاطار بفضل "انتقال السلطة" في سورية. جاء ذلك خلال لقاء الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان مع "رئيس سورية المستقبلي" في أول نشاط رسمي يقوم به منذ ترشيحه للرئاسة خلفاً للرئيس الراحل حافظ الاسد، اذ شكلت الاسئلة عن انطباعات أنان عن الفريق الاسد محور اسئلة الصحافيين الى الأمين العام للأمم المتحدة. وقال: "وجدت الدكتور بشّار مدركاً لكل الأمور والتطورات ودقيقاً في انطباعاته واسئلته"، مشيراً الى وجود "فرصة تاريخية" للعب دور في اتجاه السلام و"انني واثق بأنه سيقوم بهذا الدور". وابلغ عدد من مرافقي أنان الذين حضروا اللقاء "الحياة" "انطباعات ايجابية جداً على قدرة الدكتور بشّار القيادية". وقال احدهم: "انه ابن ابيه لكنه رجل حديث". وكان لقاء أنان - بشّار جرى مساء أول من أمس في حضور وزير الخارجية السوري فاروق الشرع. وأفاد بيان رسمي ان الاسد "أكد استمرار سورية في التعاون مع الأممالمتحدة لتحقيق للسلام عادل وشامل، ودعمه للبنان في مطالبه العادلة المتعلقة بتحقيق الانسحاب الاسرائىلي الكامل من الاراضي اللبنانية". ونقل أنان عن "الرئيس المرشح" تأكيده: "ان سورية كانت دائماً جاهزة لسلام ولا تزال جاهزة لذلك وستبقى جاهزة لانجاز السلام في أي وقت اذا كانت هناك مقترحات جديدة"، معتبراً هذا الكلام "رسالة مهمة". واوضح الشرع ان الدكتور بشّار جدد "جهوزية سورية لاستئناف المفاوضات في أي لحظة اذا كانت اسرائىل مستعدة على أساس ان الموقف السوري واضح من ان خط 4 حزيران هو الأساس الذي لن تتنازل عنه سورية". وبعدما اعتبر انان تنفيذ اسرائىل القرار 425 في جنوبلبنان "خطوة ايجابية"، أشار الى ان ذلك "يجعلنا نكون متشجعين لتنفيذ بقية قرارات مجلس الأمن، وسأقوم بكل ما يمكنني فعله لجعل ذلك ممكناً". وعن احتمال زيارة وزيرة الخارجية الأميركية مادلين اولبرايت لدمشق في 25 الشهر المقبل، أوضح الشرع عدم وجود "أي شيء رسمي الى الآن" في هذا الاطار، مضيفاً انها أبلغته لدى لقائهما قبل اسبوعين في القاهرة ان الجانب الأميركي يريد "وضع قمة جنيف وراء ظهورنا وان نبدأ بداية جديدة لاستمرار عملية السلام بين سورية واسرائىل". وزاد: "هذا ما نتطلع اليه، أي استئناف المفاوضات على أساس مرجعية مدريد ومبدأ الارض مقابل السلام واستئناف المناقشات من حيث توقفت". وبعدما أكد الشرع "الدعم الكامل" الذي تقدمه بلاده للأمم المتحدة، أشار الى ان أنان ومساعديه سيتأكدون من ان الانسحاب الاسرائىلي من جنوبلبنان "كامل الى الحدود المعترف بها دولياً". وزاد: "نتمنى ان تنجح هذه التجربة في جنوبلبنان كي تنعكس على مجمل قرارات الأممالمتحدة لتحقيق سلام عادل وشامل". الى ذلك، قال أنان انه تحدث مع الدكتور بشّار عن "أهمية العمل لضمان هدوء الوضع لمعالجة الانتهاكات بأسرع ما يمكن" للحدود في جنوبلبنان، استناداً الى "الخط الازرق" الذي رسمه خبراء الاممالمتحدة. وزاد ان خبراء دوليين سيبدأون اعتباراً من يوم الاحد إعداد تقارير رسمية عن "أي خروقات" لهذا الخط. وقال أنان "ان الخط رسم والمطلوب هو احترامه" من جميع الأطراف وأن "اتفاقاً كاملاً" بين لبنانوالأممالمتحدة موجود حول هذا الأمر. وقال الشرع في تصريحات الى "سي. ان. ان" الاميركية ان بلاده "ليست قوة محتلة" في لبنان وان هناك "فرقاً كبيراً" بين الوجود السوري و"الاحتلال" الاسرائىلي. موضحاً: "اننا نساعد لبنان وعندما لا تكون هناك حاجة لتلك المساعدة، فإننا سنكون سعداء ومسرورين كي نضع نهاية لهذه التضحية من جانبنا". وأشار الى ان بعض الأطراف والاشخاص "لا يفهم الابعاد التاريخية" للعلاقات السورية - اللبنانية و"تضحيات" دمشق في لبنان. وفي واشنطن اف ب علق مسؤول في الخارجية الاميركية رفض الكشف عن اسمه على تصريحات بشار بقوله انه "تأكيد جديد للموقف الذي تدافع عنه سورية منذ فترة طويلة"، مشيراً الى تصريحات مماثلة سبق وصدرت عن مسؤولين سوريين خلال الايام الماضية. واضاف المسؤول ان واشنطن لا تزال "ترغب في استئناف المفاوضات وتواصل جهودها في هذا الاتجاه مع الطرفين".