شهدت مدينة ابو سمبل والتي تقع الى الجنوب من القاهرة نحو ألف كيلومتر، حدثاً سياحياً مهماً، تمثل في افتتاح مشروع الصوت والضوء، وهو المشروع الأول الذي يستخدم أحدث أجهزة العرض والمؤثرات الصوتية لرواية جوانب من حضارة مصر الفرعونية في عصر رمسيس الثاني عبر معبده المنحوت في الصخر. وستعرض الكشافات الضوئية التي أقيمت الصور بارتفاع 30 متراً وعرض 60 متراً. وهذه الصور تنقل نقوش المعبد من داخله الى خارجه ليتمتع السائح بمشاهدة تفاصيلها، ومدة العرض 30 دقيقة، على أن يذاع بثماني لغات في آن واحد، ما يتيح للسائح سماع التعليق بلغة يفهمها من خلال سماعات داخلية. وستظهر خلال العرض واجهة المعبد بالتماثيل الضخمة لرمسيس الثاني والطائر الفرعوني حورس وهو يطير حول المعبد ويستقر على هيئة قرص الشمس على واجهة المعبد وسيشرح رمسيس الثاني نقوش معبده. ويتابع المشاهد قصة إنقاذ المعبد مذ بدأ مشروع السد العالي يحجز المياه خلفه وهو ما هدد معابد النوبة بالغرق، وبالتالي حتمية نقلها. واستلزم الانتهاء من مشروع الصوت والضوء تطوير منطقة ابو سمبل، واعادة تشغيل الطريق البري بين مدينة اسوان وابو سمبل بعد توقف دام نحو ثلاث سنوات، كما تعدلت مواعيد حركة الطائرات الى مطار ابو سمبل لتتناسب ومواعيد عرض الصوت والضوء. ويجري حالياً إعداد مرسى جديد للمراكب السياحية بعيداً عن المعبد. ويعد معبد رمسيس الثاني في ابو سمبل أعظم معابد النوبة تأثيراً في النفس، لإعجازه المعماري وروعته الفنية ومناظره التاريخية والدينية المهمة، كذلك تناسقه والبيئة المحيطة. نحت هذا المعبد في الصخر بارتفاع 33 متراً وعرض 38 متراً، كما يتعلق في الصخر بنحو 62 متراً وتتميز نقوشه برقة بالغة. ورمسيس الثاني مشيد هذا المعبد حكم مصر في الفترة من 1301 الى 1235 قبل الميلاد، وهو ابن الفرعون سيتي الأول، وكانت الأمور مستقرة في عصره إذ استمر حكمه 67 عاماً وتزوج خمس سيدات عظيمات، وكان أباً لما يزيد على مئة ولد. وأقام عدداً من التماثيل الضخمة، وشيد كثيراً من المدن الكبيرة في جميع انحاء مصر، وخلد ذكرى انتصاره في قادش، في نص طويل، هو أطول نصوص الأدب المصري القديم. وذلك على جدران معبد ابو سمبل، كما سجل معاهدة السلام الأولى بينه وبين الحيثيين، وكلا الحدثين يشاهدهما السائح في عرض الصوت والضوء. ويعتبر منظمو العرض معاهدة السلام لرمسيس رسالة سلام من مصر لشعوب العالم، لا سيما أن حرب قادش كادت تسبب كارثة في الشرق الاوسط، إذ استمرت 16 عاماً، ولم تنته إلا بمعاهدة سلام. وشيد رمسيس الثاني حصوناً في صحراء مصر الغربية لمنع الليبيين من غزو مصر، كما مد حدود مصر الى الجنوب من النوبة. وأصدر أمراً بهدم مدينة تل الهارنة التي شيدها سلفه اخناتون، في الوقت الذي اشتهر فيه بحبه للعمارة والفنون، وعد الاثاريون شخصية رمسيس الثاني من الشخصيات المحبة للعمارة والفنون.