درج المواطنون في السعودية على عادات وتقاليد معينة لمساعدة الابناء والاصدقاء على الزواج الذي يعتبرونه هماً كبيراً بسبب المسؤولية والمصاريف. ويقول السعوديون في امثالهم الشعبية "لا وجع الا وجع الضرس... ولا هم الا هم العرس". ويقدم الاهل والاصدقاء للعروسين هدايا عينية ومادية ويسمون ما يُهدى او يُوهب الى العريس "معونة" كما في مناطق الجنوب والغرب، او "عانية" كما في المنطقة الوسطى ومناطق القصيم والشمال وتكون عبارة عن مبالغ مادية تصل الى 500 دولار من الاصدقاء والزملاء والاقارب والى الف دولار او الفين من الاخوة وابناء العم الذين قد يتبرعون باجهزة منزلية لمساعدة الشاب على تأثيت منزل الزوجية وتجهيزه، بل ان البعض يهدي العريس مجموعة من المواد الغذائية او الخرفان ليعينه على اقامة مأدبة العرس. ويطلق على ما يوهب للعروس اسم "الحفالة" او "النقوط" وهي عبارة عن مشغولات ذهبية على شكل اطقم او اساور او اقراط او ساعة او مجموعة من الاقمشة والعطور او المال كما للعريس. ومع تطور المجتمع ازيحت عن كاهل العريس بعض المصاريف الجانبية التي تلاشت مع غياب العادات الخاصة بها اذ اعتاد البعض في السعودية اعطاء والدة العروس مبلغاً من المال او كمية من الذهب فيما يعرف باسم "الفتاشة" لان العروس ستصبح محرماً للعريس والاسم مأخوذ من فتش الوجه او ازالة الحجاب عنه. كما انقرضت عادات مثل شراء الملابس لوالد العروس واخوتها، ومثل استئجار امرأة تسمى "الربعية" كانت ترافق العروسين الى عش الزوجية لخدمتهما في ايام العرس الاولى. ومع تراجع الدخل العام في السعودية اصبح الشباب يلجأون الى وسائل مختلفة لتمويل مصاريف الزواج فمع ما يدخره العريس وما يساعده به والده واخوته وافراد العائلة يلجأ العرسان الى شراء سيارات بالتقسيط ثم بيعها نقدا للاستفادة من السيولة كما بدأت في الانتشار ظواهر مثل استخدام بطاقات الائتمان لشراء الذهب او خلافه وبيعه نقداً، وفي كل حالات الاسالة يفقد الشاب بين 20 و30 في المئة من قيمة السلعة او البطاقة في مقابل الحصول على السيولة. وساعد انتشار القروض المصرفية الفردية في حل جزء من مشاكل تمويل العرس لكنها لا تتيسر للجميع كما ان الخسائر الناتجة عنها تمثل خسائر التقسيط وبطاقات الائتمان اذ لا تزال معدلات الفائدة على القروض الشخصية عالية نسبياً ولا تقل عن 15 في المئة. كما برزت في الآونة الاخيرة اتجاهات ايجابية لتأمين التمويل ، وبدأ بعض العائلات يقبل فكرة اعطاء الزوجة العروس مجالاً اكبر للمشاركة نتيجة انتشار التعليم وزيادة اعداد المرأة العاملة في المجتمع السعودي الامر الذي اوجد اقبالاً اكثر على الزواج من الموظفات او معلمات المدارس تحديداً. وتقبل المصارف وشركات التقسيط تضامن الزوجين للحصول على قرض شخصي او شراء السيارات والمنازل بالتقسيط ما اتاح مجالات اوسع لحل اشكالات التمويل. وفي السعودية جمعيات متخصصة لمساعدة الشباب من ذوي الدخل المحدود على الزواج تمنحهم مبالغ غير مستردة تراوح بين الفين وخمسة الاف دولار بعد التأكد من شروط معينة مثل الدخل الشهري والاستقامة والرغبة الجادة في الزواج الذي لا بد ان يكون لشاب عازب يتزوج للمرة الاولى. ويقدم "بنك التسليف السعودي" قروضاً خاصة بالزواج من دون فائدة وعلى مدة طويلة للشباب محدودي الدخل الذين يتزوجون من سعوديات الا ان الحصول على هذا القرض اصبح صعباً ويتطلب الانتظار لسنوات طويلة مع تقلص ميزانيات صناديق الاقراض عموما في السعودية، ومع ضعف عمليات التحصيل فيها. وبات مألوفاً في السعودية بقاء الشاب المتزوج حديثاً سنتين او ثلاث تحت وطأة القروض او الاقساط التي تترتب على الزواج. ويعتقد المهتمون في الشأن الاجتماعي السعودي ان المصاريف العالية للزواج احد اهم اسباب تأخر سن الزواج للجنسين وانتشار ظاهرة العنوسة فبعد ان كان السعوديون يزوجون ابناءهم مع حلول سن العشرين بات مألوفاً ان يصل الشباب الذكور الى سن الثلاثين دونما ارتباط عائلي ومن دون تكوين اسرة.