أعلنت الغرفة التجارية الصناعية في الرياض بدء التخطيط لتنفيذ مشروع "المخطط العام للمدينة الصناعية الثالثة" في سدير على طريق الرياض - القصيم التي ستبنى على مساحة اجمالية تقدر بنحو 257 مليون متر مربع بكلفة تصل الى نحو 330 مليون ريال 88 مليون دولار. وقال رئيس اللجنة الصناعية في الغرفة، السيد سعد المعجل، في مؤتمر صحافي في الرياض امس ان المشروع يشمل ثلاث مراحل، وانه سيتم تخطيط المرحلة الاولى التي تبلغ مساحتها 30 مليون متر مربع لتكون جاهزة خلال تسعة اشهر بهدف حل الازمة التي تتعرض لها العاصمة من حيث عدم توافر الاراضي الصناعية. إذ أن عدد الطلبات الصناعية للاراضي يتجاوز 200 طلب، علماً ان أكثر من 255 مصنعاً في الرياض تقع خارج المدن الصناعية كما أن هناك تراخيص مؤقتة، ما يشير الى احتمال ترحيل بعض هذه المصانع من مواقعها. وأشار المعجل الى ان الطلب المتوقع خلال السنوات الاربع المقبلة على الاراضي الصناعية سيصل الى 40 مليون متر مربع ما يعني عجزاً يبلغ أكثر من 11 مليون متر مربع. ويصل العجز في الاراضي الصناعية في الرياض الى 75 في المئة من اجمالي العجز في الاراضي الصناعية على مستوى السعودية. واوضح المعجل ان كل الخدمات ستكون متوافرة في مقر المشروع خصوصاً وان خط سكك الحديد الذي يتوقع انشاؤه سيخدم المدينة في شكل كبير، اضافة الى وجود خط المنتجات البترولية الذي يمر في الموقع، ما يسهل اقامة محطة توزيع في المشروع مستقبلاً يتم من خلالها تزويد الموقع بالغاز، الذي يعتبر سلعة مهمة لأي مدينة صناعية. ولفت الى انه يتم حاليا انشاء محطة تحويل للكهرباء في الموقع ومحطة التوليد العاشرة في منطقة الرياض. ورداً على سؤال ل"الحياة" عن التمويل ومشروع انشاء بنك للصناعيين، قال المعجل ان الدراسة التي أعدت لتنفيذ مشروع انشاء بنك للصناعيين لتمويل قطاع الصناعة، قد "فشلت" بسبب عدم جدواها في ظل وجود "بنك التنمية الصناعي السعودي"، اضافة الى البرنامج الجديد الذي تنفذه وزارة المال والاقتصاد والغرفة التجارية في الرياض لدعم المستثمرين أصحاب المشاريع الصغيرة. وسيعلن قريباً لحل مشكلة التمويل. وذكر ان هناك عدداً من المدن الصناعية المتنوعة في الرياض منها مدينة صناعية جنوب مطار الملك خالد الدولي للصناعات الخفيفة المتخصصة التقنية، واخرى جنوب مدينة الخرججنوبالرياض متخصصة في الصناعات الثقيلة والغاز والنفط نظراً الى وجودها قرب مناطق البترول. وأعرب عن أمله في اقامة مدينة صناعية خاصة بالألبان في السعودية في منطقة الخرج. ودعا المعجل المستثمرين في السعودية واصحاب رؤوس الاموال الاجنبية الى الاستثمار في هذه المدينة الصناعية التي أكد أنها ستكون مزودة بكل الخدمات خلال عام وتكون مقسمة الى مناطق للصناعات الثقيلة والمتوسطة والخفيفة. وكان أحد المكاتب الإستشارية السعودية ذكر في دراسة سابقة قبل عامين ان الطلب على الأراضي الصناعية في منطقة الرياض سيقدر بعد ثمان سنوات ب39 مليون متر مربع فيما قدر المعروض ب27 مليون متر مربع، أي أن العجز سيصل إلى 12 مليون متر مربع، ما سيرفع حالات الانتظار لأصحاب التراخيص الصناعية قبل الحصول على الأراضي اللازمة. وأوصت الدراسة آنذاك بتطوير المدينة الصناعية في سدير التي تبعد 152 كيلو مترا من وسط الرياض في إتجاه القصيم. وتبلغ المساحة القابلة للتطوير في هذا الموقع 257 مليون متر مربع تصل تكاليف تطويرها الى ما يزيد على 80 مليون دولار. واقترحت الدراسة أن يتم التمويل من إحدى الشركات الخاصة مقابل إستثمار الموقع لفترة 50 سنة وبمساعدة من الجهات المعنية بتطوير المدن الصناعية.