تتواصل اليوم المحادثات السعودية - الكويتية للاتفاق على ترسيم الحدود البحرية بينهما، عقب التوصل إلى ترسيم الحدود البرية والاتفاق على اقتسام الثروات النفطية في المنطقة المقسومة بين البلدين. وعقد وزيرا النفط السعودي علي النعيمي والكويتي الشيخ سعود الناصر الصباح اجتماعاً استمر زهاء ساعتين، فيما اجتمع في الوقت ذاته فنيون في شؤون الحدود من البلدين. ثم اجتمع كل وزير إلى فريقه الفني، وعاود الوزيران الاجتماع لمدة 20 دقيقة. في غضون ذلك، قال النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء السعودي وزير الدفاع والطيران الأمير سلطان بن عبدالعزيز في شأن المفاوضات الحدودية ان "ليست هناك مشاكل في الاجتماعات بين المملكة والاخوة في الكويت، كل ما هنالك هو التنظيم"، معتبراً ان "هذا ما سيتم في اللقاء بين الإخوان السعوديين والكويتيين". ونفى وزير الداخلية السعودي الأمير نايف بن عبدالعزيز أن يكون السبب في تعجيل ترسيم الحدود البحرية بين الكويت والسعودية هو بدء ايران أعمال الحفر في حقل الدرة البحري. وأكد أن "مجلس العائلة المالكة" كان مقرراً منذ وقت وأنه خاص بشؤون الأسرة، نافياً أن يكون له "أي دور سياسي". جاء ذلك في المؤتمر الصحفي عقده الأمير نايف عقب رعايته حفل تخرج دفعة من طلاب أكاديمية الأمير نايف العربية للعلوم الأمنية وأكد خلاله أن "المملكة والكويت بلد واحد" وتمنى أن تكون المحادثات التي تجري في الرياض اليوم أمس بشأن ترسيم الحدود البحرية مرضية للطرفين. وعلمت "الحياة" من مصادر مطلعة أن "المحادثات تجري في أجواء أخوية حميمة، وان لقاء وزير النفط سيمهد للقاء قريب للمسؤولين السياسيين". وقالت المصادر إن السعودية تطالب بأن يكون خط الحدود الفاصل هو خط كمبلاين، والكويت تطالب بأن يكون الخط هو شل لاين، وبين الخطين يقع مثلث مائي مغمور يقع داخله ربع حقل الدرة النفطي الذي يقتسم البلدان الثروات النفطية الضخمة المستخرجة من ثلثي مساحته الجنوبية، كما اقع ضمن المثلث المائي المنطقة التي أقامت ايران في كانون الثاني يناير الماضي حفاراً للتنقيب عن النفط فيها، وأزالته الشهر الماضي بعد احتجاجات سعودية - كويتية. وكان وزير الخارجية السعودي والكويتي أشارا، في تصريحات لهما قبل أيام، إلى المفاوضات، فقال الأمير سعود الفيصل إن "مسألة الحدود البحرية بين السعودية والكويت ستتم تسويتها وان حقل الدرّة يشكل جانباً من المحادثات"، فيما اعتبر الشيخ صباح الأحمد أن مفاوضات وزيري النفط "تهدف إلى وضع صيغة اتفاق على ترسيم حدود منطقة الجرف القاري البحري". وقالت مصادر ديبلوماسية غربية ل"الحياة" إن "التباين في موقفي البلدين حول الحدود المائية واضح، لكن مشكلة تنقيب إيران في المثلث الذي يفصل بين خطي المطالبة السعودي والكويتي ستكون دافعاً مهماً لكل منهما للتوصل إلى صيغة ما لا بد من تنازل أحد الطرفين أو كلاهما للتوصل إليها".