تبدأ غداً الثلثاء مفاوضات سعودية - كويتية بشأن ترسيم الحدود البحرية بين البلدين. وأعلن وزير الخارجية الكويتي الشيخ صباح الأحمردالصباح أمس أن المفاوضات بين وزيري النفط "تهدف إلى وضع صيغة اتفاق على ترسيم حدود منطقة الجرف القاري البحري"، مشيراً إلى أن هذه المفاوضات "تأتي استكمالاً لاتفاق ترسيم الحدود البرية التي تم التوصل إليها قبل عامين". واستقبل ولي العهد السعودي نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني الأمير عبدالله بن عبدالعزيز، في قصر السلام في جدة أمس، الشيخ صباح الأحمد الجابر الذي نقل اليه تحيات أمير الكويت الشيخ جابر الأحمد وولي العهد الشيخ سعد العبدالله. ولم تستبعد أوساط ديبلوماسية أن يكون اللقاء تناول موضوع ترسيم الحدود عشية بدذ المفاوضات في شأنها. وحضر اللقاء الأمير طلال بن عبدالعزيز والمستشار في ديوان ولي العهد عبدالمحسن التويجري وسفير الكويت في الرياض جابر الصباح. وكان وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل قال في تصريح إلى "الحياة" أمس إن الحدود الإيرانية "ليست قريبة من المنطقة التي سيتم ترسيمها رسمياً بين الكويت والسعودية على الجرف القاري في مياه الخليج". وأضاف: "ان التدخل الإيراني في المنطقة ساهم بشكل رئيسي في تسريع خطوات ترسيم الحدود في المنطقة بين البلدين الشقيقين، خصوصاً أن القضية لم تكن لتثار بهذا الشكل لولا ذلك". وأكد الأمير سعود ان "ليس لإيران موقع مختلف عليه في المنطقة المشار إليها"، وأشاد بالعلاقات المتميزة بين السعودية والكويت. وتسعى المفاوضات السعودية - الكويتية إلى ترسيم ما تبقى من الحدود المشتركة بين البلدين في الجرف القاري الذي يجمعهما على إثر الخلاف الأخير بين السعودية والكويت من جهة، وإيران من جهة أخرى، حول حقل الدرّة الذي أكملت إيران خطواتها الأولية باتجاه الاستفادة منه قبل توقفها في النصف الثاني من أيار مايو الماضي بعد معارضة سعودية - كويتية. وتبدأ المفاوضات بلقاء بين وزيري النفط في البلدين، ثم ترجح مصادر خليجية أن يلتقي النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع السعودي الأمير سلطان بن عبدالعزيز مع وزير الدفاع الكويتي الشيخ سالم الصباح للانتهاء رسمياً من الترسيم، بعد سنوات من التأخير فرضتها ظروف الجانب الكويتي منذ الثمانينات. وأثير الموضوع أواخر سنة 1995 ثم توقف، ثم أثير أخيراً عندما بدأت إيران أعمال تنقيب عن النفط في المنطقة. وتفيد معلومات المصادر النفطية الخليجية ان إيران عمدت إلى اسناد شركة مشروع التنقيب في حقل الدرّة، وسط الجرف القاري، إلى شركة فرنسية - أميركية، وتقدر الاحتياطات الأولية للغاز الموجود في الحقل ب21 بليون متر مكعب. ومعروف ان الكويت والسعودية وقعتا عام 1922 في منطقة العقير اتفاقاً لترسيم الحدود وانشأتا بموجب هذا الاتفاق المنطقة المحايدة، التي اتفق نهائياً على ترسيمها عام 1968 وعلى اقتسام ثروتها الطبيعية بالتساوي، وبقي الامتداد البحري للمياه الاقليمية في اتجاه وسط الخليج من دون ترسيم، وهو ما يسمى حالياً "الجرف القاري"، وينتظر الاتفاق عليه قريباً.