خرج قائد منتخب رومانيا المخضرم جورجي هاجي الملقب ب"مارادونا البلقان" من الباب الضيق عندما اسدل الستارة على مسيرة مظفرة دولياً خاض خلالها 125 مباراة دولية رقم قياسي محلي واستمرت 17 عاماً اثر طرده في الدقيقة 59 من مباراة منتخب بلاده مع ايطاليا. وكان هاجي طرد ايضاً في لقاء فريقه التركي غلطة سراي في نهائي كأس الاتحاد الاوروبي ضد ارسنال الانكليزي لكن ذلك لم يمنعه من احراز الكأس. بداية هاجي كانت مختلفة تماماً لأن والدته شجعته في صغره على متابعة دروس في الموسيقى، لكن الفتى كان يفضل ايقاعات اخرى: "كان همي الوحيد عندما كنت صغيراً ممارسة كرة القدم مع زملائي في شوارع ساسيلي مسقط رأسي". واكتسب هاجي الذي كان شقياً، فنيات عالية في شوارع بلدته حيث عاش ثماني سنوات قبل ان ينتقل الى كونستانزا وهناك انضم الى نادي المدينة فارول عندما كان في الثالثة عشرة من عمره. وبعد ثلاثة اعوام في صفوف فارول استدعي الى صفوف منتخب رومانيا للناشئين، قبل ان يرقى الى المنتخب الاول بعد سنتين وخاض اول مباراة دولية له ضد النروج في 10 آب اغسطس عام 1983 وانتهت بالتعادل السلبي. وعندما بدأ يلمع نجمه، تنافس على ضمه ناديا ستيوا بوخارست التابع للجيش، ودينامو بوخارست التابع لوزارة الداخلية خلال حكم الرئيس الروماني السابق نيكولاي تشاوشيسكو. بيد ان نجل تشاوشيسكو الاكبر نيكو ضمه الى صفوف نادي الطلبة سبورتول ستوديانتيس. واكتشف هاجي المسابقات الاوروبية في صفوف هذا النادي لكنه انتظر حتى العام 1985 ليسجل اول اهدافه، حيث نجح في هز الشباك مرتين في المباراة ضد نوشاتيل السويسري ضمن مسابقة كأس الاتحاد 4-4. ونظراً لموهبته ونجوميته كان هاجي مقرباً من العائلة الحاكمة وغالبا ما اصطحبه فالنتين تشاوشيسكو الابن الثاني للديكتاتور الروماني الى الاماكن الفخمة خصوصاً الى ابرز النوادي الليلة، كما اهداه فالنتين سيارة مرسيديس 190 الى جانب امتيازات لم تكن متاحة لغيره. وكان لا بد لهاجي من ان ينتقل الى فريق يحقق له ما يصبو اليه، فانضم الى فريق ستيوا بوخارست الفريق المفضل لفالنتين تشاوشيسكو، ويقال ان قرار الانتقال اتخذ من قبل اللجنة المركزية في الحزب الشيوعي في منتصف موسم 87-88. ولدى انضمامه الى صفوف المنتخب اعتمد هاجي تصرفاً اكثر جدية ووضع نفسه في خدمة المنتخب فساهم في بلوغه نهائيات كأس العالم ثلاث مرات متتالية.