احتدم الصراع بين جناحي الرئيس السوداني عمر البشير والامين العام للمؤتمر الوطني الحاكم الحزب الحاكم الدكتور حسن الترابي، عشية انعقاد اجتماع مجلس الشورى اليوم الاثنين الذي يتوقع ان يكرس "الطلاق البائن" بين الجانبين. وبلغ الصراع مرحلة النزاع على اسم "المؤتمر الوطني" وقسمة اصوله الثابتة والمنقولة. اعلن "الجيش الشعبي لتحرير السودان" الذي يتزعمه العقيد جون قرنق سيطرته على مدينة قوقريال إحدى اهم المدن الرئيسية في بحر الغزال جنوب السودان، وذلك بعد معارك استمرت اكثر من ثلاثة اسابيع. وفي الوقت نفسه اتهمت "الحركة الشعبية" الجناح السياسي للجيش العبي الخرطوم بخرق اتفاق لوقف النار ونهب ماشية لمواطنين. وذكر الناطق باسم "الحركة الشعبية" ياسر عرمان في تصريح ل "الحياة" في اسمرا امس ، ان قواته تسيطر الان بإحكام على مدينة قوقريال الاستراتيجية، وان القوات الحكومية لم تعد تسيطر، في اقليم بحر الغزال، سوى على مدن وحاميات واو واويل وراجا. واشار الى ان "الجيش الشعبي" وقوات الدفاع المحلية المؤلفة من مواطنين محليين "تصديا لهجوم حكومي في شكل غارات متواصلة على قرى لانجوك وناركيق حول مدينة قوقريال بهدف نهب ماشية السكان". واضاف ان القوات الحكومية استولت على 900 رأس من الابقار. وسلّم الدكتور علي الحاج ابرز معاوني الدكتور الترابي، الى رئيس مجلس الشورى الدكتور عبدالرحيم علي رسالة اكدت مقاطعة انصار الترابي اجتماع الشورى الذي وصفته بأنه "غير قانوني". واكد الحاج تمسك جماعة الترابي باسم "المؤتمر الوطني" معتبراً انهم "اصحابه الحقيقيون"، لكنه قال انهم كوّنوا لجنة لاختيار اسم جديد للتنظيم تحسباً لإصرار الجناح الآخر على الاحتفاظ باسم المؤتمر الوطني. وتحفظ عن الخوض في التدابير التي اتخذت باتجاه تأسيس التنظيم الجديد، وقال ان قانون الاحزاب والتنظيمات السياسية لم يشترط التسجيل لممارسة الانشطة السياسية، مشيراً الى ان حزب الامة المعارض يعمل الآن من دون تسجيل. وذكر الحاج انه ابلغ رئيس مجلس الشورى اعتراضهم على بعض اجندة الاجتماع التي لا تتسق مع النظام الاساسي لحزب المؤتمر الوطني، من بينها اختيار امين عام مكلف بدلاً من الدكتور الترابي. ورأى ان الاجراءات التي يتخذها مجلس الشورى على النحو الذي يسير الآن سيجعل منه "مجلس زينة" على حدّ تعبيره. من جهته تعهد الرئيس السوداني عمر البشير قبول اي قرارات تصدر عن اجتماع الشورى، وأثنى على حكمة قيادة المجلس واخلاص عضويته. وقال في بيان صحافي "ان الشورى ظلت حارساً اميناً لوحدة الصف، ومرجعية في معالجة قضايا المؤتمر المصيرية، ومركزاً للقرار والرأي". ولمح الى انه "لا يعارض اذا اتخذت اي مجموعة قراراً بالنأي عن المؤتمر الوطني واجهزته" في اشارة الى اعتزام انصار الترابي تشكيل حزب خاص بهم. وزاد: "سينظر الشورى في توحيد القيادة السياسية والدستورية والتأكيد على القيادة الجماعية باعتبارها مؤكدة للشورى وقدسية اتخاذ القرار، ولا بد للمؤتمر من اتخاذ قرارات نافذة وقوية تحفظ هيبة الدولة وتعطي قوة الدفع فيها بجانب قيادة العمل السياسي والفكري والشعبي خلال المرحلة المقبلة". الى ذلك قال رئيس مجلس شورى الحزب الحاكم الدكتور عبدالرحيم علي ان اجندة الاجتماع تتضمن اقتراحين، يدعو الاول الذي قدمه مؤيدو الرئيس البشير الى الموافقة على القرارات التي اصدرها البشير في السادس من ايار مايو الماضي وقضت بتجميد سلطات الدكتور الترابي ومساعديه ومسؤولي الحزب في الولايات وتجديد ترشيحه لرئاسة الجمهورية لفترة جديدة، في مقابل اقتراح آخر قدّمه انصار الترابي يطلب رفع حال الطوارئ واعادة النظر في مرشح الحزب لرئاسة الجمهورية في الانتخابات المقبلة، وانهاء تجميد سلطات الترابي ورفع الحظر عن دور الحزب. وتوقع مراقبون في الخرطوم ان ينشأ نزاع قبيل اجتماع الشورى حول قانونيته ومشروعيته، اذ يتمسك انصار الترابي بأن غالبية الاعضاء ستقاطعه بينما يرى الطرف الآخر عكس ذلك.