لم تنته الأزمة بين الولاياتالمتحدة وإسرائيل حول بيع رادارات انذار مبكر للصين على رغم فشل معارضي الصفقة في الكونغرس الأميركي بربط اتمام الصفقة بالمساعدات العسكرية التي تقدمها الولاياتالمتحدة سنوياً لإسرائيل. فبعد التصويت الذي اسقط مشروع حسم 250 مليون دولار من المساعدات العسكرية لإسرائيل في لجنة فرعية للمخصصات في مجلس النواب مطلع هذا الأسبوع، تقدم السناتور جيسي هيلمز، رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ، بطلب تعديل سجلات المناقشات ليصار إلى ربط وقف دفع 250 مليون دولار لإسرائيل بإعلان من الحكومة الأميركية بأن هذه الصفقة لا تضر بمصالح الولاياتالمتحدة. وكان هيلمز، الذي يعتبر من أكثر المؤيدين لإسرائيل، طلب من رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود باراك طرد نائبه في وزارة الدفاع افرايم سنيه، بعدما هدد الأخير باتخاذ عقوبات ضد البضائع الأميركية في حال ربط الكونغرس بين صفقة "الفالكون" والمساعدات العسكرية. وعلى رغم انتصار اللوبي الإسرائيلي على النائب سوني كالاهان، رئيس اللجنة الفرعية، أثناء التصويت 9-6، فإن مؤيدي إسرائيل قلقون من بلوغ الأمور هذا الحد، خصوصاً بعد السجال الذي تلى التصويت. إذ اتهم كالاهان زميله ديفيد اوبي بأنه "عميل" ل"ايباك"، وهدد بمراجعة المساعدات الأميركية لإسرائيل في حال تمت الصفقة. ويعتبر اوبي من أعضاء المجلس الديموقراطيين البارزين. وتقول مصادر نواب عارضوا العقوبات على إسرائيل إنهم لا يؤيدون الصفقة، إلا أنهم يخشون أن ينعكس ذلك سلباً على باراك وبالتالي على عملية السلام. ويبدو من السجال الأخير حول هذا الموضوع، ان اليمين اليهودي في الولاياتالمتحدة مصر على احراج باراك وإفشال عملية السلام بمختلف الوسائل. ولا يخفي مؤيدو إسرائيل قلقهم من هذا السجال، ويعتبرون ان ما حصل في الكونغرس "سابقة خطيرة"، خصوصاً أن 6 أعضاء صوتوا مع العقوبات.