نيقوسيا، القدسالمحتلة - أ ف ب - فيما اعلنت اسبانيا انها لن تسمح لاي اجنبي مقيم في اراضيها بالإدلاء بتصريحات قد تهدد الاستقرار في دولة تربطها بها علاقات ودية، نفى رفعت الاسد، شقيق الرئيس السوري الراحل حافظ الاسد امس ان يكون طلب دعماً من اسرائيل للوصول الى السلطة في سورية. ويقيم رفعت الاسد منذ سنوات في اسبانيا. وقال الحارث الخير المتحدث باسم رفعت الاسد في بيان تلقت وكالة "فرانس برس" في نيقوسيا نسخة منه ان "هذا الخبر لا اساس له من الصحة". وكانت الاذاعة الرسمية الاسرائيلية بثت صباح امس نبأ جاء فيه ان رفعت الاسد طلب خلال الاشهر الماضية دعم اسرائيل للاستيلاء على السلطة في دمشق. واضافت الاذاعة ان رفعت الاسد الذي يعيش في المنفى في اوروبا استخدم وسيطا لاجراء الاتصالات لا سيما مع سفير اسرائيل لدى الاممالمتحدة يهودا لانكري الذي أبلغ بدوره وزير الخارجية الاسرائيلي ديفيد ليفي بذلك. وتابعت الاذاعة ان رفعت الاسد قد يكون وعد مقابل دعم اسرائيل لمعركته للاستيلاء على السلطة بأن تعمل سورية تحت ادارته "لفرض الهدوء والامن في جنوبلبنان"، مشيرة الى ان لانكري رفض تأكيد او نفي هذه المعلومات. من جهة اخرى، وفي اول رد فعل على التصريحات التي ادلى بها الدكتور رفعت الاسد مطلع الاسبوع الماضي واعتبر فيها انه "الوريث الشرعي" لشقيقه الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد ووصف القيادة الراهنة بأنها "طائشة" مبدياً "استعداده للعودة الى دمشق"، اكد ناطق رسمي اسباني ان بلاده "لن تسمح لأي اجنبي يقيم على أراضيها بأن يدلي بتصريحات من شأنها ان تهدد الاستقرار في دولة تربطها علاقات ودية باسبانيا". وعلمت "الحياة" من مصادر اسبانية موثوق بها، ان هذه التصريحات التي تعتبر تحذيراً مباشراً الى رفعت الاسد، جاءت نتيجة اتصالات بين مدريدودمشق في الأيام الأخيرة، وتناولت الأنشطة المحتملة التي قد يقدم عليها شقيق الرئيس السوري الراحل من اسبانيا حيث يملك عقارات عديدة وله مصالح اقتصادية كبيرة في منتجع ماربيا الواقع على الساحل الجنوبي. وقالت المصادر ان دمشق لم تطلب من مدريد طرد رفعت الاسد، وان ليس في نيتها ان تتقدم بطلب لاسترداده من السلطات الاسبانية بعدما أصدر القضاء السوري الأمر بإلقاء القبض عليه حال دخوله الأراضي السورية. واضافت: "ان التعاون بين الاجهزة الاسبانية والسورية تام حول هذه المسألة"، مشيرة الى وجود تنسيق أيضاً مع اجهزة أوروبية اخرى. وتجدر الإشارة الى ان اسبانيا أصبحت مقر اقامة لرفعت الاسد بعدما جرّد في العام 1998 من منصبه نائب لرئيس الجمهورية الذي كان يوفر له حصانة ديبلوماسية. وبعد رفض دخوله الى سويسرا وتعرضه لبعض الاشكالات القضائية في فرنسا، تقدم رفعت الأسد بطلب رسمي للاقامة في اسبانيا، فمنحته السلطات الاسبانية اذناً خاصاً بالإقامة لسنة واحدة اعتباراً من تشرين الثاني نوفمبر الماضي، وذلك على رغم اعتراض جهاز الشرطة الذي اعتبر في تقرير له ان رفعت الاسد "شخصية مثيرة للمتاعب". ويذكر ان الحراس الذين يرافقون رفعت الأسد بكثافة خلال تحركاته في ماربيا، كانوا أثاروا مشكلات أمنية عدة في السنوات الماضية، كانت آخرها مواجهة بين نجله سروان وعدد من مرافقيه المسلحين مع رجال الشرطة في ايلول سبتمبر الماضي، انتهت باعتقال سروان وحراسه ثم الافراج عنهم بكفالة.