وصف رئيس اللجنة الدينية في مجلس الشعب المصري رئيس جامعة الأزهر الدكتور أحمد عمر هاشم مقالاً نشره الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة الدكتور جابر عصفور في "الحياة" الخميس الماضي بأنه "مليء بالإساءة إلى الأزهر الشريف"، ورد هاشم على ما جاء في مقال عصفور، والذي حمل عنوان "أزهر هذا الزمان" تضمن مواقف الأزهر من الأزمة التي فجرتها صحيفة "الشعب" الناطقة باسم حزب العمل ذي التوجه الإسلامي عن رواية "وليمة لأعشاب البحر" للكاتب السوري حيدر حيدر. وأكد هاشم أن الأزهر "ليس ضيق الصدر وإنما عرف عنه التسامح طوال تاريخه". واستغرب قول عصفور ان "هناك استرابة مسبقة لدى الأزهر من كل عمل إبداعي". وكان هاشم هاجم في بداية الأزمة الرواية وأعتبر في بيان أنها "لا تستحق إلا الحرق"، كما أصدر مجمع البحوث الإسلامية بياناً دان فيه الرواية وحمل وزير الثقافة السيد فاروق حسني المسؤولية عن التفاعلات التي حدثت إثر نشرها. وجاء رد هاشم على عصفور عبر بيان نشره أمس في صحيفة "صوت الأزهر" التي تصدر عن مشيخة الأزهر. وقال عن الرواية انها "ليست عملاً إبداعياً وإنما هي عمل عدواني على شرع الله ودين الله"، وتساءل "كيف تسمون هذا العمل عملاً إبداعياً وهو عمل شيطاني بكل المقاييس؟". واضاف: "ليس لدى الأزهر ولا مؤسساته أي استرابة مسبقة من أي عمل إبداعي ما دام لا يتناقض مع تعاليم السماء ولا يخالف شرع الله. أما حين يخالف شرع الله ويناقض شريعة السماء ويصف رب العزة سبحانه بما لا يليق بذاته العليا، ويصف أطهر من مشى على الأرض وهو رسول الله صلى الله عليه وسلم بأوصاف يندى لها الجبين، فهل يكون هذا عملاً إبداعياً؟". وتساءل مجدداً: "هل يوصف الذين يترافعون عن دينهم وعن شريعة الله بضيقي الصدور وعدم التسامح؟ وهل الذين يرفضون الكفر والفسوق والعصيان يوصفون بالاسترابة المسبقة من كل عمل إبداعي؟ وأين هو الإبداع في رواية حيدر التي تهاجم ثوابت الإسلام؟". وعلق على قول عصفور ان الأزهر "يدخل حكماً في ما ليس من صميم اختصاصه الذي حدده القانون الرقم 103". وقال: "فات الكاتب أن يقرأ المادة الرابعة من القانون التي تقول ان شيخ الأزهر هو الإمام الأكبر وصاحب الرد في كل ما يتصل بالشؤون الدينية والمشتغلين بالقرآن وعلوم الإسلام"، متسائلا: "ألا يدخل ما انطوى عليه الكتاب من مساس بالثوابت والشريعة وذات الله في نطاق الشؤون الدينية؟". ووصف قول عصفور ان بيان اللجنة الدينية في البرلمان الذي هاجم الرواية كان سبب الانفجار بأنه "دعوة زائفة ألبس فيها الكاتب على القراء الحق بالباطل وتلقى بغلالة ملفقة لا أساس لها من الصحة ...إن غضبة شباب الأزهر وغضبة الشارع المصري كانت قبل إصدار البيان، وما اصدرت البيان إلا بعد اندلاع التظاهرات. ولولاه ما انصرف الطلاب ولولاه لانفجر غضب الشارع المصري على الرواية وناشريها. ان البيان امتص غضبة الشباب في الجامعة والشارع لأنه كان بيان الحق وصوت صدق وضع الحق في نصابه وأراح النفوس". واعتبر أن غضبة الشارع "كانت بسبب ما قدمته وزارة الثقافة من تقارير لم تحتمل الحقيقة دافعت عن الرواية دفاعاً غير مقنع مما زاد من غضب الناس من الدفاع عن الباطل". واستنكر هاشم بشدة "خلط الأمور ومحاولة إفهام القارئ أن الأزهر مخترق من الجماعات المتطرفة"، وقال: إن "محاولة النيل من الأزهر محاولة البائسين مهما حاولوا ضرب هذه القلعة الحصينة فلن يستطيعوا ابداً لأنها إرادة إلهية يحفظها لها من يحفظ السماء والارض... اما عن القول انني اصدرت البيان من دون قراءة الرواية فهو رجم بالغيب. فجابر عصفور لم يكن معي حين قرأتها فقد قرأناها من أولها إلى آخرها ولو كنا نعلم ما فيها من الفسق والفجور والعصيان ما قرأناها". واختتم هاشم بيانه قائلاً: "كان على عصفور أن يطالع الناس بقرار يحظر نشر الرواية أو تداولها في مصر على الأقل لما تشتمل عليه من إساءة للمقدسات الإسلامية والتطاول على القيم العليا والمبادئ التي نعتز بها، أو أن يطالع القراء بقرار يحظر نشر الأمور الدينية الخاطئة التي تسيء إلى الدين إلا بعد عرضها على المختصين في الأزهر ... أما القول ان رجال الدين تحولوا الى قضاة في ما لا يدخل في اختصاصهم فالرد عليه يكون بالتساؤل: ومن الذي يدخل في اختصاصه الدفاع عن الإسلام، إن لم يكن هذا غير علماء الأزهر؟ اتريدون أن تفعلوا ما تشاؤون فى أمور الدين وأن تكتبوا ما تريدون من دون الرجوع إلى أهل الذكر؟".