علمت "الحياة" ان الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة سيزور اليوم الجمعة ولاية وهران في أقصى الغرب الجزائري في محطة تشمل عدداً من الولايات في وسط الجزائر وغربها وشرقها. وتهدف الجولة الى اعطاء "نفس جديد" لنشاط الحكومة بعد سلسلة الانتقادات التي وجهها اليها نواب. وتردد ان الرئيس الجزائري سيزور بعض المناطق القريبة من الحدود مع المغرب مثل مدينة مغنية القريبة من وجدة. وقالت مراجع جزائرية ان بوتفليقة سيعقد، خلال زيارته ولاية وهران، لقاءات مباشرة مع المواطنين وجلسات عمل مع المسؤولين المحليين والمنتخبين لدرس طرق تدخل الحكومة في المساعدة على تخفيف حدة الضغط الاجتماعي وإنعاش الآلة الاقتصادية. ورأت ان زيارة رئيس الجمهورية الى عدد من الولايات تهدف أساساً الى انعاش عمل الهياكل المحلية للادارة خصوصاً على مستوى الولاة الذين تم ابعاد عدد منهم بسبب "سوء التسيير واهمال الجوانب المتعلقة بالخدمة العمومية". وتعد زيارة الرئيس الجزائري أول امتحان ميداني للولاة، علماً أن مصالح رئاسة الجمهورية أصبحت تتلقى شكاوى متزايدة من السكان يرفعون فيها تظلماتهم. وحل بوتفليقة العام الماضي مؤسسة "وساطة الجمهورية" التي كانت تتكفل رسمياً بمعالجة عرائض المواطنين. وإذا كان رئيس الجمهورية أعطى صلاحيات واسعة للولاة في ما يتعلق ب"حرية القرار والتصرف" لمعالجة الاهتمامات اليومية للسكان، فإن المؤكد ان هذه الحرية تبقى محدودة في "الملفات ذات الطابع الاستعجالي والتي تكتسي أولوية خاصة في برنامج الحكومة"، مثلما شدد بوتفليقة على ذلك في لقائه بالولاة أخيراً. وتكتسي زيارة الرئيس الجزائري رهانات سياسية عدة أبرزها تأكيد ارادته حل مشاكل المواطنين المتزايدة عشية انتهاء مهمته على رأس منظمة الوحدة الافريقية والتي فرّغ لها الكثير من وقته لتسوية النزاعات الافريقية. وتأتي هذه الزيارة بعد 10 أشهر من آخر زيارة ميدانية قام بها الى الولايات الداخلية في اطار الحملة الانتخابية الخاصة بالاستفتاء على الوئام المدني.