استأنف الرئيس الجزائري "عبد العزيز بوتفليقة" أمس الأحد، زياراته الميدانية إلى ولاية غرداية ( 650كلم جنوب) في جولة هي الأولى من نوعها لرئيس البلاد إلى المنطقة منذ الكارثة الطبيعية التي حلت بها أوائل أكتوبر "تشرين الأول" الماضي، وأدى تهاطل السيول بها آنذاك إلى مقتل 43شخصا وجرح المئات، ناهيك عن تشريد الآلاف وخسائر بالمليارات، ما دفع بالحكومة الجزائرية إلى إعلان ثماني بلديات تابعة لغرداية ك"مناطق منكوبة". ويتوقع مراقبون إقدام حاكم البلاد على توزيع دعم مالي هام لصالح منكوبي المنطقة، وإقرار خطوات جديدة تعين على استعادة هذه الولاية الجنوبية لوجهها الطبيعي، خصوصا من خلال معاينة وتدشين عشرات المشاريع هناك. ويذهب متابعون إلى أنّ زيارة غرداية تعدّ بوجهة ما تدشينا مبكّرا من طرف الرئيس الجزائري الحالي لحملته الدعائية تحسبا لظفره بأغلبية ساحقة في انتخابات الرئاسة المقررة في ابريل "نيسان" 2009.وينظر خبراء الشأن الجزائري إلى حلول بوتفليقة بغرداية كاختبار لقياس حجم شعبيته وسط الشارع المحلي، مع الإشارة أنّ زيارتيه السابقتين إلى ولايتي تلمسان ووهران وقبلهما البويرة، أظهرتا تأييدا جماهيريا كبيرا لبوتفليقة الباحث عن افتكاك ولاية رئاسية جديدة بعد انتهاء ولايته الحالية في أبريل "نيسان" المقبل. وعلمت "الرياض" من مصادر حكومية، أنّ الفترة التي ستلي زيارة الدولة لبوتفليقة إلى فرنسا أواخر يناير "كانون الثاني" القادم، ستعرف نشاطا ميدانيا حثيثا لبوتفليقة عبر نحو 30ولاية جزائرية، بالتزامن مع اقتراب الاقتراع الرئاسي، وهي زيارات ينتظر أن يدشن الرئيس الجزائري خلالها العديد من مشاريع المخطط الإنمائي ( - 20092005) كما سيسعى بوتفليقة من خلال احتكاكه بمواطنيه إلى حمل هؤلاء على التجاوب مع المحطة الانتخابية المقبلة، واستبعاد شبح (اللا اهتمام شعبي) الذي يقلق السلطات التي باتت تواجه تحدي منع تكرار امتناع 12مليون جزائري عن الانتخاب كما حصل في مناسبتي 17مايو "أيار" و 29نوفمبر "تشرين الثاني"