السيد المحرر تحية طيبة وبعد، لي تعليق على ما ينشر عن اريتريا والحرب الدائرة بينها وبين جارتها اثيوبيا. لم يتمتع الشعب الاريتري باستقلاله الذي ناله إثر استفتاء عام اجري في عام 1993 وبعد كفاح طويل استمر قرابة 30 عاماً ضد الهيمنة الاثيوبية. وكان ابناء الشعب الاريتيري يتطلعون الى العيش في سلام واستقرار بعد نيل الاستقلال. ولكن لسوء حظ الشعب الاريتري استأثر حزب الجبهة الشعبية لتحرير اريتريا بالحكم بقيادة اسياس افورقي وظل يطرق طبول الحرب وورط البلد الصغير في حروب لا لزوم لها مع دول الجوار السودان واليمن وجيبوتي واثيوبيا. واحتضن الخوارج وقوى المعارضة لحكومات تلك الدول وزودها بالمال والسلاح والملاذ وبذلك افسد اجواء المنطقة واصبح مصدر تهديد للدول المجاورة. وكان ظهور افورقي على المسرح السياسي كرئيس لاريتريا علامة شؤم لمنطقة القرن الافريقي. وفي داخل اريتريا، اسس افورقي دولة بوليسية قمعية، واشتهر بالقسوة واسكت المعارضة، وأسند المناصب والوزارات والسفارات المهمة الى جماعته. وقصارى القول، تسبب افورقي في حدوث كارثة قومية وحطم مستقبل اريتريا. ونسي ان اولويات شعبه هي لقمة الخبز والعيش في سلام على تراب ارضه. وبدلاً من انشاء مدارس للتعليم الاساسي والعالي، ومراكز صحية، ومشاريع منتجة، اورط أفورقي البلاد في حروب مستمرة تركت اثراً سيئاً على الحياة العامة. ان افورقي يخبط خبط عشواء، وبدأ نجمه في الافول، وتقلص ظله وضعف نفوذه وبريقه وخصوصاً بعد اجتياح الجيش الاثيوبي للأراضي الاريترية. والشعب الاريتري يشعر بموجة من الغضب. وحلّ مأساة الشعب المنكوب يكمن في رحيل افورقي عن السلطة إما بالاستقالة أو الاقالة. جدة - محمد الشيخ أبو أنيسة اريتري مقيم في السعودية