لندن، نيويورك - "الحياة"، رويترز، أ ب - تراجعت اسعار النفط في اواخر التعامل في الاسبوع الماضي بعد ان اكدت الحكومة الاميركية انها اقرت اول سحب من احتياط النفط الاستراتيجي منذ اربعة أعوام لمواجهة النقص في الامدادات وتهدئة الاسعار التي وصلت الاسبوع الماضي الى اعلى مستويات تسجلها منذ نحو عشرة أعوام. وتأثرت اسعار النفط من مطالبة أعضاء في مجلس الشيوخ الاميركي بالحاح بسحب المزيد من الاحتياط، وسط توقعات بأن تقر منظمة الدول المصدرة للنفط أوبك في اجتماعها يوم الاربعاء المقبل في فيينا زيادة الانتاج. وهبط خام القياس الاميركي "غرب تكساس" للعقود الآجلة تسليم شهر تموز يوليو في بورصة نيويورك التجارية 62 سنتا الى 32.33 دولار للبرميل لتهدأ حدة ارتفاعات الأسعار التي تجاوزت ثلاثة دولارات للبرميل في الاسبوع الماضي. كما هبط سعر خام القياس البريطاني "برنت" للعقود الآجلة تسليم آب أغسطس في بورصة النفط الدولية في لندن في أواخر التعامل يوم الجمعة 104 سنتات الى 28.30 دولار للبرميل. وقالت وزارة الطاقة الاميركية انها وافقت على ضخ 500 الف برميل من احتياط النفطي الاستراتيجي لشركة "سيتغو بتروليوم كورب" بعد ان طلبت الاخيرة الحصول على تلك الكمية لتلبية النقص في مصافيها في منطقة ليك تشارلز في ولاية لويزيانا بعد ان عجزت مصافيها عن تأمين شحنات نفطية منتظمة نتيجة تعطل الملاحة في احدى القنوات المائية هناك. وقالت شركة "كونوكو" أول من أمس انها حصلت على الموافقة لسحب 500 الف برميل من احتياط النفط الاستراتيجي لامداد مصنعها الواقع في ليك تشارلز ايضاً. وعلى رغم ان وزارة الطاقة الاميركية شددت على ان ضخ النفط من الاحتياط الاستراتيجي لا يستهدف خفض اسعار النفط المرتفعة، الا ان هذه الخطوة اشعلت مجدداً الجدل في البيت الابيض من جانب مجموعة تضم اعضاء في مجلس الشيوخ الاميركي عن الحزبين الجمهوري والديموقراطي الاميركيين لسحب المزيد من الاحتياط لتخفيف الضغوط التي تواجهها امدادات البنزين في الولاياتالمتحدة خصوصاً ان هذه الفترة هي فترة الاجازات في الولاياتالمتحدة والتي يشتد فيها الطلب على الوقود. وحض المشرعون كلينتون على ان يوافق على الفور على اقراض النفط من مخزنات الطوارئ الى شركات الطاقة التي يمكنها حينئذ بيعه في السوق الحرة والمساهمة في تقليل الاسعار بزيادة المعروض من النفط الخام. وقال السيناتور الديمقراطي تشارلز شومر عن نيويورك انه يجب على وزارة الطاقة ان تضخ مليون برميل من الاحتياط يومياً لمواجهة النقص في الامدادات التي ادت الى ارتفاع الاسعار الى اعلى مستويات تصلها منذ أكثر من تسعة أعوام. وقال وزير الطاقة الاميركي بيل ريتشاردسون أول من أمس ان سحب كميات من الاحتياط لحساب شركة "سيتغو" يمثل أمراً ضرورياً للمحافظة على امدادات البنزين للمستهلكين الاميركيين. وكانت اسعار التجزئة الخاصة بالبنزين ارتفعت باكثر من دولارين للبرميل في المتوسط في كثير من مناطق الغرب الاوسط الاميركي التي تعاني من مشاكل في المعروض من نوع جديد من البنزين المعدل. راجع ص 13 وصدرت انباء السحب من الاحتياط في الوقت الذي تستعد فيه منظمة "أوبك" لعقد اجتماع في فيينا يوم الاربعاء المقبل لاتخاذ قرار في شأن ما اذا كانت الدول الاعضاء في المنظمة ستضخ المزيد من النفط في السوق. وتتوقع اسواق النفط ان ترفع "أوبك" الانتاج بما بين مليون و1.2 مليون برميل يومياً لمواجهة النقص في المعروض. الى ذلك نسب الى مسؤول في وزارة النفط الايرانية قوله أمس ان الاسعار الحالية المرتفعة للنفط ليست في مصلحة الدول المنتجة. ونقلت صحيفة "ايران ديلي" عن حجة الله غانمي فرد نائب رئيس شركة النفط الايرانية الوطنية قوله ان "الارتفاع الحالي في اسعار النفط تجاوز التوقعات. ولم يكن احد يتوقع مثل هذه الزيادة". وايران من الاعضاء المتشددين داخل "أوبك" الذين يدعون دائما الى رفع اسعار النفط. ورفضت الانضمام الى اتفاق "أوبك" في آذار مارس الماضي في فيينا لزيادة الانتاج قائلة انها سترفع انتاجها بما يتلائم مع مصالحها. وصرح غانمي فرد ان ايران لن تتخلى عن حصتها قائلا: "اذا قررت اوبك في نهاية الامر اي زيادة لها ما يبررها في الانتاج فستأخذ ايران نصيبها من السوق ولن تتخلى عن حصتها". لكنه لم يلمح اذا كانت ايران ستؤيد زيادة الانتاج، اذ انها على رغم مقاطعتها للاتفاق السابق رفعت مستوى انتاجها للحفاظ على نصيبها من السوق.