تراجعت اسعار النفط بنحو 8 دولارات للبرميل اثر اعلان وكالة الطاقة الدولية أمس أنها ستضخ في الاسواق ما يصل الى 60 مليون برميل، على مدى شهر، من احتياطاتها الإستراتيجية النفطية لخفض الأسعار ودعم الاقتصاد. وتراجع النفط الى اقل مستوياته منذ اربعة شهور وسجل «برنت» 108.31 دولار في عقود آب (اغسطس) المقبل بينما تراجع الخام الاميركي الخفيف الى 90.40 دولار منخفضاً بنسبة 20 في المئة من مستواه في ايار (مايو) الماضي. ويبدو ان وكالة الطاقة اتخذت قرارها بعد التأكد من ان النفط الليبي لن يعود الى الاسواق قبل فترة طويلة. وقالت الوكالة «انقطاع الامدادات مستمر منذ فترة وأصبح أثره أكثر وضوحا مع استمراره، وأن التوقعات تفيد بأن الانتاج الليبي سيظل خارج السوق على الاقل حتى نهاية 2011. وهذه ثالث مرة تقرر فيها الوكالة اطلاق كميات من احتياطاتها الاستراتيجية منذ تأسيسها في العام 1974 بعد الحظر العربي للنفط. وكانت ادارة الرئيس بارك اوباما اعلنت انها ستسحب من المخزون الاحتياط. وقال مسؤول اميركي بارز امس «ان القرار جاء استكمالاً لزيادة السعودية انتاجها من النفط» مشيراً الى ان الرئيس قلق للغاية من أثر انقطاع امدادات النفط الليبي». واضاف المسؤول «نحن نرى اننا نقوم باجراء يأتي تكملة لما وافق السعوديون ومنتجون آخرون على القيام به». وأفادت وكالة الطاقة الدولية، التي تضم 28 دولة صناعية مستهلكة للنفط، أنها ستطلق مليوني برميل يوميا على مدى 30 يوماً في السوق العالمية لتعويض النقص الذي خلفه انقطاع الإمدادات الليبية. وكانت ليبيا، العضو في «أوبك»، تصدّر نحو 1.2 مليون برميل يوميا قبل الانتفاضة التي أصابت صناعة النفط بالشلل. وشددت الوكالة على أن «انقطاع الإمدادات مستمر منذ فترة وأصبح أثره أكثر وضوحاً مع استمراره». قال رئيس لجنة الطاقة والموارد الطبيعية في مجلس الشيوخ امس انه كان يتعين على حكومة الرئيس أوباما أن تطرح 30 مليون برميل من النفط من الاحتياط الاستراتيجي قبل ذلك. وقال السناتور جيف بنجامين «هذا القرار كان سيأتي في الوقت المناسب لو اتخذ فور انقطاع امدادات النفط الليبي، لكنني أتمنى أن يساعد ذلك في تلاشي زبد المضاربة في الاسواق وأن يعيد الاسعار الى المستويات التي يراها معظم الخبراء مناسبة».