تمثل كأس الأمم الأوروبية 2000 تحدياً كبيراً بالنسبة الى ديدييه ديشان 32 عاماً قائد المنتخب الفرنسي وعدد كبير من زملائه، فهم يخوضون المسابقة حاملين على كاهلهم لقب كأس العالم، ويهدفون الى استعادة اللقب العتيد الذي حققه رفاقهم العام 1984.. وكان على أرضهم. كما أنها الفرصة الأخيرة لهؤلاء، خصوصاً أنهم يبلغون سن الاعتزال قبل النسخة المقبلة سنة 2004. وتتنازع ديشان أفكار وهواجس عديدة في هذه البطولة، يتخطاها على حد تعبيره بالإصرار الدائم على تقديم الأفضل "فكأس العالم مرحلة زاهية في حياتنا ومسيرتنا مرت وأبقت لنا الصيت والشهرة.. لكن طالما أنا في المنافسة عليّ البحث عن أهداف جديدة وأحلام جديدة وطموحات جديدة، وإلا الأفضل أن أعتزل". ويؤكد ديشان أنه سيكون حاضراً في المونديال المقبل 2002، لكن "أوروبا 2004"، "ليست في متناولي حتى الآن، لنكن واقعيين"، ويضيف مستدركاً: "الآن نحن في بلجيكا نخطط للقب أوروبا 2000، وبعدها لكل حادث حديث..." واللافت أنه في حال بلغت فرنسا الدور نصف النهائي من البطولة الحالية، فإن ديشان مرشح الى خوض مباراته الدولية المئة، وهو رقم قياسي فرنسي علماً أنه لعب حتى الآن 97 مباراة دولية على مدى 11 عاماً، كان قائداً في 49 منها... وحطم في تصفيات البطولة الحالية هذا الرقم، حين شارك في المباراة أمام أوكرانيا، فكانت ال93 له، والرقم السابق 92 مباراة لمانويل أموروس. وديشان واحد من جيل اللاعبين الفرنسيين الذين حققوا الألقاب الأوروبية المحلية والإقليمية مع الفرق الخارجية وبعد مجموعة من الانتصارات الداخلية، فكان أول كابتن فرنسي يحمل كأس الأندية الأوروبية، حين فاز مرسيليا على أ.سي ميلانو الإيطالي 1- صفر في نهائي 1993، كما كان أول قائد لمنتخب فرنسا يرفع كأس العالم... وفي جوفنتوس توّج بطلاً للأندية الأوروبية والانتركونتيننتال وكأس السوبر العالمية 1996، وحلّ ثانياً أوروبياً في 1997 و1998 وفي كأس الاتحاد 1995. وساهم في تتويج "السيدة العجوز" بطلاً للدوري الإيطالي 1995 و1996 و1998، وكأس إيطاليا 1995، والسوبر الإيطالية 1995 و1997... قبل أن يكمل مغامرته في أرض جديدة، من أجل الاكتشاف والتعرف على بيئة ونمط جديدين... فانتقل الى تشلسي اللندني وانضم من جديد الى رفيق عمره مارسيل دي سايي وأحرزا معاً كأس إنكلترا. ويعلق ديشان قائلاً: "لعلها المصادفة، لكن صراحة وجود دي سايي في تشلسي شجعني على الانتقال إليه... نحن بدأنا معاً في نانت، ثم عرفنا الانتصارات الكبيرة في مرسيليا... وخلال الحقبة الإيطالية كنا في أكبر ناديين، هو في أ سي ميلان وأنا في جوفنتوس... وعدنا سوياً من جديد". ويتابع ديشان، "ما يزعجني قليلاً وأولادي كثيراً، طقس إنكلترا، حيث يهبط الظلام عند الثالثة والنصف بعد ظهر... ويتأفف ابني ديلان من ذلك كثيراً، وبات يكره كرة القدم لأنها تسبب ابتعادي عن المنزل خصوصاً في المساء". ويعترف ديشان أن السنوات الثلاث المقبلة هي مرحلة حرجة بالنسبة له، "لكني أملك كل العزم لتخطيها بتفوق، عليّ أن أثابر بجد لأحافظ على مستواي، وما يجعلني مرتاحاً أنني لا أزال أتمتع بالحماسة والشهية الى خوض المباريات، وانتقالي الى تشلسي يشكل جزءاً من ذلك". ويرى ديشان أن الآفاق لا تزال مفتوحة أمامه، "وهذا الشعور إذا تملك باقي أفراد الفريق الفرنسي، سنكون سائرين لا محالة نحو اللقب الأوروبي". ويصف ديشان روجيه لومير المدير الفني للمنتخب ب"القائد المتمكن والمدرك للتفاصيل الصغيرة والكبيرة، ونحن نثق به". كما يجد في الجلسات الجانبية مع أفراد الفريق عاملاً مساعداً لشد أواصر التفاهم والانسجام في ما بينهم. ولا ينفي ديشان طموحه الدائم الى تسجيل الأهداف. على رغم مهام مركزه في الخطوط الخلفية، سجل حتى الآن 4 أهداف، ويعترف أنه يفضل أن يتواجد في منتصف المنطقة عند تنفيذ الضربات الركنية، ويتحين الفرصة "فربما أتلقف كرة شاردة عن أعين المدافعين وأباغت بها الحارس وشباكه".