تارافو بولينيزيا الفرنسية - أ ف ب - تلتقط ثلاثة ميكروفونات عملاقة موزعة في مثلث يبلغ طول كل ضلع منه ثلاثة كيلومترات في شبه جزيرة تاهيتي، ليلاً نهاراً الموجات تحت السمعية الناجمة عن انفجارات تقع على بعد آلاف الكيلومترات من المكان. ومحطة تارافو هذه في شبه جزيرة تاهيتي واحدة من عشرين محطة اقامتها فرنسا في المحيط الهادي للكشف على التجارب النووية. واقيمت هذه المحطات التي سيبلغ مجموعها 321 محطة في 2003 موزعة في جميع انحاء العالم مع تطبيق اتفاق الحظر التام للتجارب النووية التي وقعها 123 دولة حتى الان. ووقعت فرنسا الاتفاق بالاحرف الاولى في ايلول سبتمبر الماضي بعد وقف تجاربها النووية نهائياً قبل ثمانية اشهر من هذا التاريخ في موروروا وفانغاتوفا. وتصب المعلومات التي تجمعها هذه المحطات في المركز الدولي للمعلومات في فيينا التابع لاتفاق الحظر التام للتجارب النووية. ويتطلب رصد تفجيرات نووية تقوم بها دول مثل الهند وباكستان لم توقع الاتفاق مراقبة دائمة جواً وبراً وبحراً. وهكذا تجمع ثمانون محطة لكشف الحبيبات المشعة في الجو هذه الذرات وتحليلها، فيما تكشف ستون محطة اخرى الموجات تحت السمعية البالغة الخطورة بالمقارنة مع ما تسببه الانفجارات اياً تكن طبيعتها. ستسمح 170 محطة لرصد الزلازل بكشف الموجات التي تسببها الهزات الارضية او الانفجارات تحت الارض. واخيراً يمكن ل11 محطة سمعية خاصة التقاط الموجات التي تنتشر في الاوساط البحرية بعد اي انفجار. وفي تاهيتي نفسها، وضعت فرنسا بتصرف المركز الدولي للمعلومات محطة رصد الزلازل التي تملكها وانشئت في 1960 على مرتفعات بابيتي التي تستثمر اصلاً المحطات العشر التابعة للشبكة الجيوفيزيائية البولينيزية الموزعة في كل ارخبيلات بولينيزيا الفرنسية. ويتولى قسم تحليل ومراقبة البيئة التابع لادارة التطبيقات العسكرية في مفوضية الطاقة الذرية، ادارة الوسائل الفرنسية الموضوعة بتصرف اتفاق حظر التجارب النووية. واوضح مدير هذا القسم جان فرنسوا سورنين ان هذه الشبكة العالمية من اللاقطات والمعلومات الموثوقة المتجانسة التي وضعت لكشف التفجيرات النووية ترتدي "أهمية كبيرة" بالنسبة الى العلماء لكشف الزلازل او ارتفاع الامواج بعد الزلازل. فهذه المحطات الموزعة في جميع انحاء الكرة الارضية ستغني المعلومات المتوفرة عن الزلازل وطرق انتقال موجاتها. كما سيسمح كشف ظواهر اخرى واسعة النطاق بابلاغ السكان المعنيين مثل حدوث ارتفاع الموج بعد الزلازل او بعد ثورة البراكين. وهذه الموجات يمكن ان تقطع المحيط الهادئ في اقل من 24 ساعة بسرعة 800 كلم في الساعة وان تصبح قاتلة عندما تصل الى الجزر. ويمكن ان يسمح الكشف عن ثورة اي بركان بتحذير السكان قبل ساعات من ارتفاع الموج.