قدم رئيس الجمهورية اللبنانية اميل لحود، يرافقه رئيسا المجلس النيابي نبيه بري والحكومة سليم الحص، تعازيهم امس الى العقيد الركن الدكتور بشار الاسد بوفاة الرئيس حافظ الاسد امس في منزل الراحل في دمشق، في حضور رئىس جهاز الامن والاستطلاع في القوات السورية العاملة في لبنان اللواء الركن غازي كنعان. واوضح مصدر رسمي سوري أ ف ب ان الرؤساء الثلاثة، قدموا التعازي باسم الحكومة والشعب في لبنان، وانهم اكدوا لبشار الاسد "ان لبنان لن ينسى مطلقاً دعم الرئيس الاسد وسعيه الدائم لمصلحة الوحدة بين اللبنانيين". وكان الرؤساء الثلاثة غادروا ظهر امس مطار بيروت في طائرة خاصة تابعة لشركة طيران الشرق الاوسط ميدل ايست، واستقبلهم في مطار دمشق الدولي اللواء كنعان الذي رافقهم الى منزل الرئىس الراحل، وقدموا الى الدكتور بشار التعازي. واستمر اللقاء زهاء نصف ساعة، ثم عادوا جواً الى بيروت وودعهم اللواء كنعان. وفي هذا السياق، توجه رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري يرافقه النائبان بهية الحريري وباسم السبع، ونجله سعد الدين الحريري، الى منزل نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع السوري العماد اول مصطفى طلاس في دمشق، ومن هناك الى منزل الرئيس الراحل حيث قدموا التعازي الى بشار الاسد. وصدر عن الامانة العامة لرئاسة مجلس الوزراء بيان امس باقفال كل الدوائر والمؤسسات الرسمية اليوم وغداً "حداداً على فقيد الامة العربية المغفور له سيادة الرئيس حافظ الاسد". واعلن وزير التربية والتعليم المهني والعالي محمد يوسف بيضون اقفال المدارس والمهنيات والجامعات الرسمية والخاصة في اليومين المذكورين في حين اتخذت كل ادارات الجامعات العاملة في لبنان قراراً بالتعطيل، وارجأت امتحانات كانت ستجرى فيها الى مواعيد لاحقة. وكان الرئىس الحص نعى الرئىس الراحل معتبراً "ان الامة العربية تيتمت بفقده، وتيتمت سورية، وتيتم لبنان... فأي فجيعة حلّت بالشعب السوري؟ لكن سورية الوطيدة الاركان وان هدها الحزن، لن تيأس وستمضي قوية العزم ثابتة الاقدام، تتقدم المسيرة العربية كما كان يقودها الفقيد العظيم، وستكمل المسيرة على خطاه مرددة نشيدها، رافعة اعلامها متحدية اعداءها، ترعاها قلوب رفاق حافظ الاسد، ويرعاها نجله بشار بدمه ودم ابيه الذي جرى في عروقه، شهامةً وكرامةً وشجاعةً واقداماً وهدوءاً واتزاناً. انه معقد الامل". وقال رئىس الجمهورية السابق الياس الهراوي "بغياب الرئيس الاسد تفقد سورية قائدها التاريخي الذي بنى لها قباب المجد والسؤدد وصان كرامتها الوطنية والقومية. وكما يفقد لبنان الرجل الذي لم يبخل عليه بتضحية ومؤازرة وسند في ايامه الحالكة يفقد العرب واحداً من زعمائهم الافذاذ، دافع عن ارضهم ومقدساتهم وحقوقهم، ويفقد العالم واحداً من كبار رجال الدولة في هذا العصر الذي عرف كيف يفرض احترامه ومهابته في المحافل الاقليمية والدولية". وقال البطريرك الماروني الكاردينال نصرالله صفير في عظة الاحد امس ان نبأ وفاة الاسد "كان له وقع أليم في سورية الشقيقة والعالم العربي اجمع، وصداه في العالم". واضاف "لا غرو ان الراحل الكبير كان قبلة الانظار في محادثات السلام في الشرق الاوسط، وكانت له مواقفه المميزة على الصعيد الاقليمي وآراؤه الخاصة على الصعيد الدولي وإنّا اذ ندعو له بالرحمة الواسعة وللشقيقة سورية من بعده بالاستقرار والازدهار، نتقدم من افراد اسرته وخصوصاً من نجله الدكتور بشار ومن الشقيقة سورية شعباً وحكومة ومسؤولين بأحر التعازي سائلين الله ان يتغمد روح الفقيد الكبير برحمته الواسعة، وان يسكب بلسم العزاء على جميع المفجوعين بفقده". ويقيم مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني صلاة الغائب عن روح الاسد، عقب صلاة الجمعة في 16 حزيران يونيو الجاري في مسجد الامام علي بن ابي طالب في الطريق الجديدة. ونعى رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الامام محمد مهدي شمس الدين الرئيس الاسد "القائد التاريخي الجليل". ودعا الى "العمل السريع والحاسم لضمان استمرار النهج الذي رسمه وسار عليه". ورأى السيد محمد حسين فضل الله "ان العناوين الكبيرة للسياسة العربية السورية ستستمر بطريقة واخرى، لأن الرئىس الراحل وضع قواعد دقيقة جداً في مواجهة قضية التسوية على المسار السوري - الاسرائىلي". وقال ان "سورية تحتاج الى واقع استثنائي جداً، لأن جميع من لا يريدون بالأمة خيراً سيحاولون ان يدخلوا من اكثر من ثغرة، حفظ الله سورية من كل مؤامرات اعدائها، ومن بعض اصدقائها". ورأى شيخ عقل الطائفة الدرزية بهجت غيث ان الرئيس الاسد "اعطى لسورية ولبنان والامة العربية كل اسباب النهوض والصمود ومقوماتهما". ووجه قائد الجيش العماد ميشال سليمان برقية تعزية الى بشار الاسد "القائد العربي التاريخي الذي ما زالت الامة تستضيء بشمسه، وتتقدم خلف سيفه في مقارعة العدو، وصناعة النصر المبين، وهو وان كان جرعنا برحيله كأس المرارة والشقاء، عرف كيف يقدم الينا في الوقت نفسه جميل الصبر والعزاء، عبر ابقائه امين سيادته ونهج قيادته وحكمة ريادته نور رشاد وسداد".