اتفق القياديان في "حزب العمل الشيوعي" فاتح جاموس واصلان عبدالكريم على ان خروجهما من السجن "خطوة ايجابية"، ذلك انهما اول معتقليْن سياسييْن لا يوقعان "تعهداً خطياً" قبل الافراج عنهما. واعربا عن "الاسف والانزعاج" بسبب قيام هيئات دولية ب"استغلال" سجنهما بطريقة "تنعكس سلباً على ساحة الوطن". وكان السيدان جاموس وعبدالكريم يتحدثان الى "الحياة" بعد اربعة ايام على خروجها من السجن بعدما امضى الاول 18 سنة والثاني 16 سنة، في اطار صدور عدد من المؤشرات الايجابية لاطلاق المعتقليين السياسيين، إذ افرجت السلطات في نهاية الشهر الماضي عن اربعة معتقلي رأي بينهم عصام دمشقي الذي امضى 18 سنة في السجن بعد صدور حكم قانوني بسجنه 15 سنة. وعلمت "الحياة" ان السلطات اطلقت ايضاً 16 معتقلاً اردنياً، كما انها وافقت على اجراء احتفال تأبين للسياسي الراحل جمال اتاسي في 14 الجاري في دمشق بمشاركة شخصيات سياسية وفكرية. كما ان اكثم نعيسة الذي اطلق مع رئيس "الحزب الشيوعي - المكتب السياسي" رياض الترك، بدأ في الفترة الاخيرة بتوزيع بيانات من دمشق باسم "لجان الدفاع عن الحريات الديموقراطية وحقوق الانسان" في سورية. واشار عبدالكريم الى انه "فهم" من المسؤولين السوريين ان "معتقلين آخرين سيفرج عنهم لاحقاً". وزاد ان عدم توقيعه وجاموس "وثيقة خطية مؤشر كبير وتفوق اهميته اي خطوة سابقة". وقالت مصادر مطلعة ل"الحياة" ان هذه الخطوات في اطار "الخطوات الايجابية التي تحصل بتوجيهات من الرئيس حافظ الاسد ومتابعة الدكتور بشار الاسد للتسامح مع الذين اساؤوا للدولة". وكان صدر حكم قضائي بحق عبدالكريم بالسجن مدة 15 سنة. وهو اعتبر امس خروجه "خطوة ايجابية وفق نظرة تجريدية" و"ان اخلاء السبيل امر ايجابي بصرف النظر عن مدة الاعتقال"، ذلك ان "الخروج من السجن الى الحرية امر ايجابي". وزاد: "ينبغي النظر الى هذا الاجراء في سياقه. اذا كان هناك مناخ ايجابي ... يصبح الامر مفهوماً اكثر بمعناه الايجابي"، أملاً في ان يكون ما حصل "فاتحة ودليلاً لما يمكن ان يحصل في المستقبل". من جهته، قال جاموس في اتصال هاتفي مع "الحياة" من اللاذقية: "هذا الاطلاق او طي هذا الملف بالتأكيد هو شيء ايجابي واعتقد هذا الطي نحن نستحقه من زمن". واشار الى انه "فهم" من بعض المسؤولين الذين التقاهم قبل الافراج عنه "ومن خلال اطلاعنا السابق الجزئي خلال وسائل الاعلام التي كانت تصلنا الى السجن على بعض المؤشرات التي نراقبها في المجتمع، انه يمكن للمرء وبحذر شديد ان يقدر ان هناك بعض التلوينات او بعض التغييرات التي قد تجري على ساحة الوطن". يذكر ان حكماً قضائياً صدر بحق جاموس بالسجن مدة 15 سنة بسبب انتمائه الى حزب محظور هو "رابطة العمل الشيوعي" التي تأسست في 1976 وتحولت في العام 1981 الى "حزب العمل الشيوعي". وقال امس ان مسؤولين ابلغوه ان "هناك توجهاً جديداً للتطوير الاداري والاقتصادي، وهناك امكانية ان تتاح فرصة لرفع الصوت والانتقاد في قضايا متعددة". وسئل عن موقفه من اثارة موضوع المعتقلين من قبل هيئات دولية، فأجاب: "كنت اشعر بسعادة حقيقية ان موضوعنا لم يمت لا بالمعنى الانساني ولا بالمعنى السياسي ولا بالمعنى الشخصي، لكني كنت أشعر أيضاً بالأسف هناك امكانية لاستغلال ذلك بطريقة تنعكس سلباً على ساحة الوطن. واعرف جيداً انه يمكن استغلال كثير من القضايا في موضوعات الحوار من اجل التسوية، وممكن ممارسة ضغوط. انني لا أرغب في ذلك حقيقة، ولا اعتقد ان اي شخص عنده درجة من الوعي السياسي وحامل قيم اخلاقية تتعلق بالوطن انه يرغب بذلك". وقال جاموس انه لم يوقع اي "تعهد" قبل خروجه من السجن، علماً انه "مقتنع ان لا مجال للعمل السري في الوطن" وانه كان كتب تعهداً في العام 1997 بأن "يكون مواطناً طبيعياً في ظل القانون وعلى استعداد ان أضع نفسي في اطار المحاسبة على اي سلوك سياسي اقتصادي اجتماعي... اي سلوك". الى ذلك لم يتفق عبدالكريم ولد العام 1945 مع القول بتراجع قوة وشعبية الاحزاب الشيوعية في العالم، اذ قال: "لو ولدت مرة ثانية لكنت شيوعياً". وبعدما كرر موقف حزبه من موضوع عملية السلام، اكد ان "استعادة الجولان السوري امر ايجابي ووطني وكسب كبير".