ليس من شك في أن صورة الغرب في المجتمعات العربية هي موضوع سجال ثقافي بدأ منذ عصر النهضة ولم يتوقف حتى الآن. وقد تناول بعض الرواد بالتحليل الأسباب التي أدت الى تأخر العرب وتقدم الغربيين حتى بات الغرب حاضراً بقوة في صياغة مقولات عصر النهضة العربي من جهة، وفي قمع حركات التحرر الوطني والقومي العربية من جهة أخرى. فقد ساهم الغرب، الأوروبي ومن ثم الأميركي، في حماية القوى التسلطية والأنظمة الديكتاتورية على امتداد الوطن العربي، وهذا ما جعل صورة الغرب ملتبسة جداً في غالبية الندوات والدراسات العربية والتي باتت تعد بالمئات. فهل صورة الغرب جاءت لتجسد أفكار الثورات التحررية الأوروبية والأميركية حول حقوق الانسان، والعدالة، والإخاء، المساواة، أم حملت بصمات السيطرة الاستعمارية على الدول العربية والتي كان آخر تجلياتها قيام دولة إسرائيل على أرض فلسطين، ومرابطة قرابة نصف مليون جندي اميركي في الخليج العربي بالاضافة الى عشرات القواعد العسكرية، وعدد لا يحصى من قطع الأساطيل الأميركية التي تجوب جميع البحار المحيطة بالأراضي العربية؟ من نافل القول إن اهتمام المثقفين العرب لتوضيح علاقة الغرب بالمجتمعات العربية قديم ومستمر. لكن آخر ما اطلعنا عليه في هذا المجال هو الكتاب السنوي الخامس 1998 - 1999 الذي صدر في نهاية عام 1999 عن تجمع الباحثات اللبنانيات تحت عنوان: "الغرب في المجتمعات العربية، تمثلات وتفاعلات". وقد شارك فيه 31 باحثة وباحثاً وردت أسماؤهم على غلاف الكتاب كالتالي: ادوارد سعيد، نهى البيومي، أسمى شملي، سعيد العلوي، نازك سابا يارد، فارس ساسين، سعاد حرب، عفيف عثمان، جاد حاتم، أدونيس، جورج خضر، الطاهر لبيب، نجلاء حماده، أسامة المقدسي، نمر فريحة، فادية حطيط، نهوند القادري، عواطف عبدالرحمن، حسانة محيي الدين، منذر جابر، جين سعيد المقدسي، هويدا الحارثي، وطفاء حمادي، جنى الحسن، هند الصوفي عساف، دلال البزري، لينا أبو حبيب، أنيسة الأمين، رجاء نعمه، قاسم القادري وحنان الشيخ. وقد توزعت موضوعاتهم ضمن خمسة محاور أساسية حملت العناوين التالية: المحور الأول: إنسانيات أو تجاذب الرؤى، والمحور الثاني: وجهات نظر، والمحور الثالث: اجتماعيات أو قلق التجارب، والمحور الرابع: فنون أو على تخوم التواصل، والمحور الخامس: كتابات وسيَر أو واقع / غربة/ أوهام. وأخيراً، أصدرت مجلة "الآداب" في بيروت ملفاً مهماً في عددها رقم 3/4، آذار مارس - نيسان ابريل للعام 2000، تحت عنوان: "الحضارات والثقافات: بين الحوار والصراع"، تضمن دراسات لنخبة متميزة من الباحثين العرب هم على التوالي: عبدالنبي اصطيف، الطيب تيزيني، يوسف سلامة، عمر كوش، محمد جمال باروت، منذر عياشي، برهان غليون، أحمد برقاوي، شمس الدين الكيلاني ومحمد الأرناؤوط. وقد أشرف على إعداده الباحث محمد جمال باروت وتضمن مقالات لباحثين معظمهم من المشرق العربي، ومن سورية بوجه الخصوص. كذلك تضمن كتاب الباحثات اللبنانيات مقالات لباحثين معظمهم من هذه المنطقة أيضاً، وفي غالبيتهم من الجنسية اللبنانية. هل في الأمر مصادفة أم أن مسألة بهذه الدرجة من الأهمية التي لا تزال مطروحة بحدة على الفكر العربي منذ عصر النهضة باتت تدرس بما تيسر من الباحثين في كل منطقة أو دولة مما يبعد الملف، منذ البداية، عن المعالجة الموضوعية والشمولية لرد فعل جميع المجتمعات العربية من الغرب كما يشير عنوان الكتاب والملف؟ لنتجاوز هذه المسألة التي قد تبدو شكلية عند البعض لكنها مهمة جداً طالماً أن الاجابة عن التساؤلات المنهجية حول علاقة المجتمعات العربية بالغرب تحتاج الى تضافر جهود جميع الباحثين العرب، من جميع الدول العربية، المقيمين منهم داخل الوطن العربي أو المشردين في خارجه. ولعل السبب المباشر لتراجع الاهتمام بهذا الموضوع يعود الى وفرة ما عقد من مؤتمرات وندوات علمية حوله. قد ضمت مئات الباحثين من العرب وغير العرب المهتمين بدراسة تطور العلاقات بين المجتمعات العربية والغرب في مختلف جوانبها. كما أن غالبية المجلات العربية قد أصدرت ملفات متخصصة عدة عن فكر عصر النهضة، وعن آخر المقولات الغربية في عصر العولمة والتي تجلت بشكل خاص في مناقشة مقولتي فوكوياما حول: "نهاية التاريخ والانسان الأخير"، وصموئيل هانتينغتون حول: "صدام الحضارات". نلفت الانتباه في هذا المجال الى أن ردود الفعل على هاتين المقولتين كانت سلبية للغاية في مختلف الدول الأوروبية والأميركية وفي دول جنوب وشرق آسيا. فتم سحبهما من التداول في مختلف مراكز الانتاج الثقافي في العالم باستثناء الدول العربية وبعض دول العالم الثالث حيث ما زال عدد كبير من الباحثين يستذكرونهما باستمرار كمادة دسمة لتجديد الهجوم على الغرب. وكأن هاتين المقولتين اللتين أعدتا بعناية في أروقة الخارجية الأميركية، ولأهداف سياسية لا ثقافية بالدرجة الأولى، تشكلان فعلاً بوصلة لمستقبل العلاقات بين العرب والغرب. فمن المعروف أن كلاً من فوكوياما وهانتينغتون قد انطلقا من مقالة نشرت أولاً في مجلة الفورن أفيرز Foreign Affairs ثم طورها الى كتاب كامل تراجع فيه عن مقولته السابقة من دون أن تتراجع عنها الخارجية الأميركية، ولم يسقطها الباحثون العرب من تداولهم الثقافي اليومي. وما يؤخذ على الأعمال العربية الجديدة والملفات الصحافية التي تناقش مسألة العلاقة بين الحضارات والثقافات، وما اذا كانت حوارية أم صراعية مع كيفية تمثلتها من جانب المجتمعات العرب أنها لم تعد تخرج عما هو متداول من مقولات في هذا المجال. يضاف الى ذلك ان حضور الأبحاث المؤدلجة بكثافة في هذه الملفات يفقدها طابع الموضوعية، فتفقد بالتالي القدرة على تقديم جديد معرفياً غير مسبوق في الملفات السابقة. إن قراءة معمقة لملفي "الباحثات"، و"الآداب" المشار اليهما أعلاه، تحتاج الى دراسة مطولة نظراً لكثرة عدد المشاركين فيهما، ولتنوع الموضوعات المطروحة. فقد حفل كتاب "الباحثات" بآراء مهمة جداً حول ميراث الماضي بين العرب والغرب، والمثاقفة والاختلاف الثقافي، وصورة الغرب من خلال انطباعات رحالة من المغرب والمشرق العربيين، والنظرة العربية المجتزأة لكثير من المقولات الفلسفية الغربية، وجدلية العام والخاص، والفرد والجماعة في كل من الفكر الغربي والفكر العربي، وصورة الغرب في الصحافة والكتب المدرسية في الدول العربية، ومناقشة مقولة اقتباس بعض النماذج السياسية الغربية ونقلها الى الدول العربية، وصورة الغرب في بعض أفلام يوسف شاهين، وكيفية اقتباس نماذج غربية ونقلها الى المسرح، وأثر النموذج الغربي في تشويه صورة العمارة العربية، وتشكيل الجسد الفني. في المقابل، حفل ملف "الآداب" بدراسات مهمة حول الشراكة المعرفية، والعولمة المراوغة، وما بعد الحداثة، وميتافيزيقا التمركز على الذات، ومن التفاوت الى الاختلاف، والتفاهم بين الأجناس، ولا حوار ولا صراع بين الحضارات، وتبادل الصور التخيلية بين أوروبا والعالم العربي - الإسلامي حتى القرن السادس عشر، ونموذج الاستشراق اليوغوسلافي. ليس من شك في أن هذه العناوين تعبر عن غنى وتنوع كبيرين لمقولات كوكبة من أفضل الباحثين العرب المجددين في هذا المجال. وهي تقدم معرفة معمقة لتوضيح العلاقات التاريخية، المستمرة والمعقدة، بين المجتمعات العربية بالغرب. لكن من الصعب تسليط الضوء على كل تلك المقولات بل سنكتفي ببعض النماذج التي تؤكد على أن وجهات النظر بين الباحثين العرب حول كثير من القضايا لا تزال متباعدة لا بل متناقضة جداً. ومع أننا من أشد المناصرين لمبدأ الاجتهاد في جميع تلك القضايا، إلا أن كتاب "الباحثات" و"ملف الآداب" نبَّها، بالدليل القاطع، إلى ضرورة فتح حوار معمق بين الباحثين العرب لتقريب وجهات النظر في ما بينهم لكي يكون الحوار مع "الآخر" الغربي مفيداً. وسنكتفي هنا بتقديم بعض النماذج التي تؤكد على ضرورة فتح الحوار العربي - العربي لتقريب وجهات نظر الباحثين العرب في مجال توضيح الصورة المتبادلة بين الغرب والعرب في مختلف الحقب. أبرز تلك النماذج: أولاً: تباين واضح في النظر الى تحديد صورة الغرب ان الغرب في ملف باحثات ليس واحداً وليس مطلقاً بل يمتاز بالتنوع والتناقضات والصراعات. كما أن المجتمعات العربية بدورها ليست واحدة بل تمتاز أيضاً بالتنوع الثقافي والديني والاجتماعي. وبالتالي، فقد آن الأوان لمراجعة معارفنا عن الغرب ولإعادة النظر في المسلمات الراسخة في أذهاننا عنه وبناء صور جديدة تساعد على تقديم معرفة عقلانية وليس عاطفية أو انفعالية عن صورة المجتمعات العربية في الغرب. أما الغرب في ملف "الآداب" فيكاد يكون نسخة مكررة في جميع المقالات. فهو غرب استعماري بشع، أشاع مناخاً من الصدام والمواجهة مع الشرق. فصورة الغرب التي ناقشها كتّاب الملف هي دوماً صورة الغرب المنتصر كما عبّر عنها فوكوياما وهانتينغتون. وبالتالي "هي انتصار الأقوى سياسياً واقتصادياً وعسكرياً ومعرفياًَ"، على حد تعبير عبدالنبي اصطيف. وعلى المثقفين العرب نقد مقولات "صراع الحضارات" و"ما بعد الحداثة" وغيرها "لأنها تعبر عن جديد ايديولوجيا العولمية المراوغة" على حد تعبير الطيب تيزيني. كما أن "نقد المركزية الأوروبية يساهم في نقد ميتافيزيقا التمركز على الذات" على حد تعبير عمر كوش. ثانياً: تباين في فهم مقولة العالمية أو العولمة "العالمية"، كما يراها أدونيس في ملف "الباحثات"، محرك ودافع من داخل في اتجاه العالم. فهي تضع الذات في مستوى العالم، وتضطرها الى أن تحدد نفسها، قياساً بالآخر، وعبره. ولا تخاف من "العولمة" إلا الذات التي لا "عالمية" لها، أي التي لا إبداع لديها، ولا مخيلة: الذات التي فقدت طاقاتها الخلاقة. وصحيح إذاً أن "العولمة" خطر ماحق على هذه الذات. والقلق تثيره العولمة في بعض الأوساط الثقافية العربية، يفصح، في المقام الأول، عن الشعور بعدم عالمية العرب، أي بفقرهم إبداعياً، مما سيتيح للعولمة أن تعمل على "إبادتهم". وفي هذا الاطار تحديداً لا تكون "العولمة" إلا إلغاء لثقافات الشعوب التي لم تعد لديها طاقات إبداعية.. وعلى هذا المستوى يمكن القول إن خطر العولمة يتمثل في خلق مجتمع على مستوى الكون لا مكان فيه إلا للطاقة الخلاّقة، المدعومة بالطاقة المالية - السياسية التي تتيح تعميم نتاجها وثقافتها وقيمها على العالم. ومستقبلنا نحن العرب في هذا المنظور استناداً الى واقعنا وإلى "مشروعاتنا" لا يمكن وصفه بأنه مستقبل "مشرق". في المقابل، يؤكد الطيب تيزيني على أن ما يمثل جديداً في النظام العولمي الجديد، يراه ماثلاً في التعريف التالي الذي يقترحه للظاهرة المذكورة: إنه النظام الاقتصادي السياسي والثقافي الذي يسعى الى ابتلاع الأشياء والناس، كي يتمثلهم ويهضمهم ومن ثم يتقيأهم سلعاً. إن هذا التعريف من شأنه أن يضع يدنا على أن النظام المذكور يهدف الى تفكيك الهويّات التي من شأنها أن تعوق عملية الابتلاع تلك. وهذا، بدوره، يحدد نمط ما ينبغي أن يفكك من الهويّات: إنها تلك التي عملت وتعمل على الحفاظ على الدولة ومؤسسات المجتمع المدني والوجود الوطني والقومي وغيره. هنا، بالضبط، نكتشف خطاً ناظماً ينتظم "العولمة" و"ما بعد الحداثة" على نحو لافت. أما ماهية هذا الخط فتفصح عن نفسها بصيغة الدعوة المشتركة التي تطلقها كلتا الظاهرتين، الى إسقاط "الأنماط الأساسية" أو "الأنساق الكلية" المتمثلة، خصوصاً، في العقلانية والانسانية والتقدم التاريخي والعلمانية والتنبؤ المستقبلي. ثالثاً: الصورة المتبادلة والمشوهة للغرب والشرق معاً الأنا في مواجهة الآخر المتخيل صورة "الآخر" في ملف "الباحثات" ليس الشرق على حقيقته ولا الغرب على حقيقته بل صورة كل منها في مخيلة الطرف الآخر. والصورة، كما يقول الطاهر لبيب بناء في المخيال، فيها تمثل واختراع. ولأنها كذلك فهي تحيل الى واقع بانيها أكثر مما تحيل الى واقع الآخر. لذلك قيل إن "الآخر" هو الوجه الآخر للأنا أو أنه مرآتها، كما قيل بالجدلية بينهما... وليس اختراع "الآخر" أو بناء صورة عنه أمراً خاصاً بثقافة دون أخرى... وما يشد الانتباه بخصوص الثقافة العربية - كثقافة كبرى لم تستوعب ضعفها - أنها لا تتحمل، بسهولة، نظرة "الآخر" إليها... صحيح أن الغرب اخترع شرقه، ولكنه صحيح كذلك أن الشرق اخترع غربه: كل من موقعه، وكل بطريقته وآلياته. وإذا كانت السمة الغالبة في الخطاب العربي المعاصر هي رفض الصورة التي يحملها الغرب، تحديداً، عن العربي والمسلم، مع البحث لها عن سياقات ودوافع، فإن هذا الرفض لا يوازيه تساؤل عن الصورة التي يبنيها العربي عن الغرب وعن علاقتهما بواقع هذا الغرب. إنه يتشكى من "تشويه" الغرب لصورته، ولكنه لا يتنبه الى أن صورة الغرب يمكن أن لا تكون أقل تشويهاً في مخياله وخطابه. في المقابل، يرى شمس الدين الكيلاني أن تبادل صور التعارف التخيلية بين أوروبا والعالم الإسلامي هي وليدة تاريخ طويل من الانحراف في الوعي والإدراك الأوروبيين طوال الفترة الممتدة حتى نهاية القرن السادس عشر والتي كان من نتيجتها هذه المجموعة التخيلية من الأفكار... فثمة عوامل عدة "خارجية" تدعو الى التحيز ضد الاسلام: فهناك صدمة الاجتياح الاسلامي منذ القرن الثامن وما تبعه من رد فعل مسيحية - أوروبية ممزوجة بالخوف والرهبة والعداوة. وهناك استمرار الحروب والتنافس الديني الذي زاد الأمر مرارة وشعوراً بالعداوة... أليست تلك النظرة المشوهة انعكاساً لأشد الجوانب المظلمة للحياة الأوروبية يقذفها الوعي الأوروبي كأوالية دفاعية على الخارج؟... في القرن السادس عشر كان كل منا ينظر الى نفسه بامتلاء ذاتي، وثقة بالنفس، ورضى عن المصير والقدر. ولم يكن يخالجنا الشك في ما نعتقد، أو في ما نسلك أو نعتاد. ولم نرتب بثقافتنا الحية، ولا بمناخاتنا الروحية والعقدية، ولا بتميزنا أو اختلافنا عن "الآخر"، الذي هو بمثابة "عدو" يثير الخوف أكثر مما يثير الشفقة، والازدراء أكثر من التعاطف، والنبذ والإنكار أكثر مما يثير التوادد والتراحم... نستطيع أن نتلمس منذ القرن السادس عشر، وهو حقبة بداية "الفتح" الأوروبي للعالم، جذر الانقسام الكبير الذي أصاب ضمير الانسان الأوروبي تجاه قضايا الإنسانية: فما يصلح لأوروبا لا يصلح "للآخرين". خلاصة القول، إن سؤال العلاقة بين الحضارات سؤال تاريخي، كما قال أحمد برقاوي، "ولا ينبع إلا من واقع سيرورة التاريخ". أما الاختلاف الثقافي، على حد تعبير برهان غليون، "فلا ينشئ النزاع بين الدول، على رغم أن من الممكن استغلاله لتأجيج النزاع الذي يصبح محتماً لأسباب غير ثقافية في معظم الأحيان". لقد قدم الملفان حواراً غنياً وغير مباشر بين المثقفين العرب، والمطلوب تطوير الحوار العربي - العربي حول علاقة المجتمعات العربية بالغرب بمقدار تطوير هذا الحوار مع الباحثين الغربيين حول الموضوع عينه. باحثات ناشر: "الغرب في المجتمعات العربية، تمثلات وتفاعلات"، كتاب متخصص يصدر عن تجمع الباحثات اللبنانيات، الكتاب الخامس، 1998 - 1999، بيروت 1999، في 697 صفحة. ** مجلة "الآداب"، بيروت، السنة 48، العدد 3/4، آذار - نيسان 2000. ملف: "الحضارات والثقافات: بين الحوار والصراع". * مؤرخ لبناني.